افتتحت السيدة خليدة تومي، وزيرة الثقافة، نهاية الأسبوع بقصر الرياس، الدورة الأولى للبرنامج التو يكني في مجال تصنيف المعالم والمواقع التاريخية ضمن قائمة التراث العالمي، لفائدة المتربصين الأفارقة التابعة بلدانهم للمجموعة العربية في منظمة اليونيسكو. يشرف على هذه الدورة الصندوق الإفريقي للتراث العالمي، وستدوم 15 يوما في إطار التكوين الموجه لإعداد ملفات تسجيل المواقع والمعالم التاريخية في قائمة التراث العالمي التابع للدول الإفريقية المنخرطة في المجموعة العربية بمنظمة اليونيسكو.وقد خصت اليونيسكو الجزائر باحتضان هذه الدورة التكوينية، بعد احتضنت خلال هذه السنة الاجتماع الإقليمي لاختتام التقارير الدورية للدول العربية الذي اشرفت عليه لجنة ومركز التراث العالمي التابعين لليونيسكو، وسمحت هذه التجربة الأولى بتعلم الجديد، وتقويم بعض الأخطاء وإجراء تعديلات وإثراءات في المناهج وأساليب تسيير المواقع المسجلة ضمن التراث العالمي، كما سمحت هذه التجربة أيضا بتحسيس لجنة التراث العالمي بالخصوصيات والملامح الجهوية للتراث العالمي الثقافي والطبيعي. الدورة بادر بها الصندوق الإفريقي للتراث العالمي وهو مركز من الصنف الثاني لدى اليونسكو مكلف بدعم ومساعدة الدول الإفريقية لتحسين حفظ تراثها الثقافي والطبيعي، وفي كيفية اعداد وتحضير ملفات التسجيل في قائمة التراث العالمي بهدف زيادة عدد المواقع الإفريقية المسجلة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو. وفي كلمتها، أشارت الوزيرة الى ان الجزائر أرادت من خلال هذا البرنامج الإفريقي، أن تؤكد تعلقها الشديد بالقيم الإفريقية المشتركة، وايضا تقديم إشارة واضحة إلى التزامها بجهود حفظ وتثمين التراث الثقافي والطبيعي الإفريقي.البرنامج التكويني سيكون منظما على ثلاث مراحل تتمثل الاولى منه في تنظيم ورشة الجزائر وتدوم أسبوعين تخص كيفيات إعداد وتحضير ملفات التسجيل على قائمة التراث العالمي لكل دولة، والمرحلة الثانية خاصة بعملية نضج الملفات باعتبار ان مهلة 8 أشهر تمنح لتحسين واستكمال التسجيل بمساعدة الخبراء، والمرحلة الثالثة عبارة عن ورشة تدوم أسبوعين تكرس للتقييم ولوضع اللمسات الأخيرة على الملفات بغرض تسليمها لمركز التراث العالمي. للتذكير، فإن الصندوق الإفريقي للتراث العالمي يضع ضمن اهتماماته دعما فعالا للحفظ وحماية التراث الطبيعي والثقافي وتعزيز قيمة الموروث الحضاري في افريقيا والقيام بجرد للتراث الثقافي والطبيعي في القارة. ويعمل المركز الجديد على توسيع دائرة المشاركين في الحفاظ على التراث العالمي في افريقيا و تعزيز الأطر القانونية والسياسات والمؤسسات المعنية بالحفاظ على التراث، واستحداث آليات فعالة بشأن حماية التراث وحفظها وإدارتها. خلال افتتاح هذه الدورة التقت ''المساء'' بالمتربصين سيدي محمد ولد باها والسيد محمد المختار، وهما من إدارة التراث التابعة لوزارة الثقافة والشباب والرياضة بموريتانيا، اللذين عبرا عن اهتمامهما الشديد بالتكوين وبأنهما وغيرهما معنيون بالأمر كجهة مختصة في التراث. مشيرين الى أنهما سيخضعان لتربص خاص بكيفية إعداد وجمع معلومات بغية تسجيل بعض المواقع الأثرية في قائمة التراث العالمي. ويضيف سيدي محمد ومحمد المختار، أن بموريتانيا مثلا توجد مدن تاريخية مسجلة في التراث العالمي، والعمل الآن جار من أجل إدراج 4 مدن تاريخية أخرى هي كومبي صالح التي كانت عاصمة مملكة غانا التاريخية في القرن ال 7 ميلادي، وأوداغوست البربرية التابعة لدولة المرابطين، وأزوقي عاصمة المرابطين الشمالية، ونظيرة عاصمة المرابطين في الجنوب والقلاوية التي لم تكشتف بعد، ما عدا بعض الرسومات الدالة عليها، إضافة إلى المخطوطات.