دعم جزائري مشروط للمبادرة الأمريكيةالجديدة للتنمية في المغرب العربي رحبت الجزائر بالمشروع الجديد لتنمية بلدان المغرب العربي الذي أطلقته الإدارة الأمريكية لترقية الشراكة الأمريكية المغاربية إلا أنها اشترطت، مراعاة مصالح كل بلد في المبادرة. و أبلغ وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار محمد بن مرادي الجانب الأمريكي في ندوة حول ترقية الشراكة الأمريكية المغاربية بفندق الهيلتون بالعاصمة بحضور عشرات مقاولين الجزائريين والمغربيين والموريتانيين والليبيين والتونسيين، أن الجزائر لن تدخر جهدا من أجل دعم المبادرة الأمريكية التي تهدف إلى ترقية المقاولين الشباب بالمنطقة و تجسيد شراكة عابرة للمحيط الأطلسي". وأضاف أن هذا سيسمح "بإبراز القدرات المعتبرة في مجال المقاولة التي يمثلها الشباب حاملو المشاريع بمنطقة المغرب العربي". ورأى ممثل الحكومة أنه من الضروري الأخذ بعين الاعتبار باقتراحات المقاولين الشباب، وشدد على ضرورة دعم برنامج إنشاء مركز امتياز إقليمي يندرج في إطار المبادرة وكفيل بضمان مرافقة مثلى للشباب حاملي المشاريع بالفضاء المغاربي. وبدوره قال خوزي فيرنانديز مساعد كاتب الدولة الأمريكي المكلف بالاقتصاد والطاقة والعلاقات التجارية في ندوة صحفية عقدها على هامش أشغال الاجتماع أن الهدف من المبادرة هو مرافقة المقاولين الشباب المغاربة لإنشاء مؤسساتهم، ونفى أن تكون هناك أية دوافع أو خلفيات سياسية لهذا التصور الجديد الذي رسمه الرئيس باراك أوباما في خطابه الموجه للمسلمين الذي ألقاه في 4 جوان من العام الماضي. وأكد أن الإدارة الأمريكية تلقت ردا ايجابيا من طرف حكومات دول المنطقة المعنية بالمبادرة وذلك خلال اجتماعات رفيعة المستوى وأوضح المسؤول الأمريكي أن بلاده تسعى لأن يكون لها حضور قوي في المنطقة المغاربية وتقوم المبادرة حسب ممثل الخارجية الأمريكية على 3 محاور أساسية مساعدة المقاولين لاسيما الشباب منهم الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 إلى 35 سنة على وجه الخصوص على أن يصبحوا مسيرين وأصحاب مؤسسات وتشجيع شركاء أوساط الأعمال والجامعيين والمنظمات العلمية والتجارية على العمل الوثيق من أجل تعزيز علاقاتهم التجارية. و يقوم المحور الثاني على تشجيع وترقية العلوم والتكنولوجيا وهذا من خلال إنشاء مكتبة افتراضية مغاربية للفرص الاقتصادية، إلى جانب وضع شبكة اجتماعية لرجال الأعمال والمقاولين الشباب وندوة سنوية بين الولاياتالمتحدة والمغرب العربي حول المقاولة بالإضافة إلى تنظيم ندوات بين الحكومات من اجل الفرص الاقتصادية ويهدف المحور الثالث لبناء شراكة تناسب مع طبيعة بلدان المغرب العربي، وذلك من خلال إقامة شبكة اجتماعية لرجال الأعمال والمقاولين الشباب، وكذا ندوة سنوية بين الولاياتالمتحدة والمغرب العربي حول المقاولة بالإضافة إلى ندوات منتظمة بين الحكومات تحت إشراف شراكة شمال افريقية من اجل الفرص الاقتصادية. و أشار نائب وزيرة الخارجية الأمريكية إلى أنها تهدف لإنشاء شبكات مؤسسات مهمتها تنفيذ الأفكار المتعلقة بترقية المقاولة بالمنطقة، وأضاف في هذا السياق "يتمثل هدفنا في إقامة علاقات بين القطاعات الخاصة بالمنطقتين من أجل تقاسم أفكارهما ومعرفتهما وخبرتهما لإيجاد فرص أعمال جديدة (...) خصوصا استحداث مناصب شغل بالمنطقة المغاربية بالنسبة لفئة الشباب". وأوضح أن الأمر يتعلق بالشركات التي تقوم بتجسيد الأفكار المتعلقة بترقية المقاولة على أرض الواقع وهذا هو التحدي الكبير الذي يتعين رفعه من خلال إنشاء شبكات وتوفير التمويلات المناسبة" لمرافقة هؤلاء المقاولين الشباب ولتحقيق هذا الهدف يقول مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية "سنعمل سويا أولا من اجل إنشاء مراكز امتياز لتقاسم أحسن الممارسات الخاصة بترقية المقاولة قصد مرافقة المقاولين الشباب بالمنطقة في مجال التسيير والتمويل". ونفى الموفد الأمريكي ممارسة واشنطن لضغوط على أي طرف لقبولها، كما استبعد أية محاولة أمريكية لممارسة ضغوط على دول المنطقة للعمل في إطار مغاربي موحد، وأوضح أن المبادرة لا تصنف على أنها أمريكية بحتة بل هي مشروع شراكة تتقاسمه الدول المغاربية والولاياتالمتحدة. وأضاف أن الفلسفة التي يرتكز عليها المشروع هي الشراكة بما يخدم مصالح الطرفين والشعبين المغاربي والأمريكي، بحيث ستسمح المبادرة التي تحمل شعار "شراكة شمال افريقية من اجل الفرص الاقتصادية" في تحقيق هذا المبتغى. وحسب قوله فإن شبكة الشراكة هذه التي تجمع كل الدول المغاربية تشكل "عنصرا هاما للشراكة من اجل انطلاقة جديدة تتمثل في مبادرة عالمية تهدف إلى تعميق الروابط بين القطاع الخاص للولايات المتحدة وجميع الجاليات المسلمة في العالم". ومن جهته أوضح السفير الأمريكي دافيد بيرس خلال الكلمة التي ألقاها بالمناسبة أن هذه الندوة تجمع ولأول مرة رواد الاقتصاد في المغرب العربي و الولاياتالمتحدةالأمريكية للنهوض بالشباب وتحقيق التنمية، وأضاف بيرس أن هذه الندوة أيضا تعد فرصة لتبادل الآراء والأفكار من أجل مستقبل أفضل لكلا الطرفين:المقاولون المغاربة،والمقاولون الأمريكيون وقد استقطبت الندوة مشاركة حوالي مئة مقاول شاب من الجزائر والمغرب وتونس و ليبيا وموريتانيا، كما أنها جاءت استمرارا للاجتماع الذي عقد في 26 و27 أفريل الفارط بواشنطن بمشاركة مستثمرين و جامعيين و قادة شبكات مقاولين بأزيد من 40 بلدا إسلاميا وعربيا. و يضم الوفد الأمريكي المشارك في الندوة رواد أعمال وممثلين بارزين عن العديد من المنظمات من بينها مؤسسة كوفمان، إتحاد داعمي رؤوس الأموال، منظمة حاضنة التكنولوجيا » تيك تاون إنكيوبايتر« لمدينة ديترويت، تحالف المؤسسة الاجتماعية، المؤسسة الأمريكية للبحث المدني و التنمية، منظمة التعليم من أجل التشغيل، معهد ريادة الأعمال في المجال الإبداعي، مدرسة الأعمال هاس لجامعة كاليفورنيا بيركلي بالإضافة إلى كلية بابسون.