يستوقفنا المؤتمر الذي تحتضنه الجزائر غدا حول نصرة الأسرى الفلسطينيين للحديث عن سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الدول الغربية التي تدعي احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان في التعاطي مع حق الأسير وفق ما تنص عليه المواثيق الدولية. ففي الوقت الذي لا تتردد فيه هذه الدول في توجيه انتقاداتها اللاذعة تجاه بعض الدول الإسلامية والعربية ''المغضوب عليها'' بخصوص هذه المسألة متهمة إياها بعدم احترام حقوق الأسرى، نجدها في المقابل تغض الطرف عن المأساة التي يعيشها الفلسطينيون في غياهب السجون الإسرائيلية منذ عقود طويلة من الزمن. ولسنا بحاجة هنا لأن نستذكر السياسة الهمجية التي تعامل بها إسرائيل الأسرى الفلسطينيين، بل ان ما يستوقفنا هنا هو مواقف تلك الدول التي تعتبر نفسها حامية الديمقراطية والناطقة باسم الكرامة الإنسانية إزاء ما يعانيه ذلك الإنسان المحروم من ابسط ضروريات الحياة في سجون الكيان الصهيوني. ولنا أن نسأل هنا هذه الديمقراطيات أين صوت الحق إزاء ما تتعرض له الإنسانية بين أيدي الصهيونية وأي منطق هذا الذي يسلم بأسر أطفال في عمر الزهور ليزج بهم في السجون قد يخرج منها بعض المحظوظين ورؤوسهم شيبا، في حين قد يقتاد البعض الآخر إلى القبور كون مدد الأسر تفوق في اغلب الأحيان عمر الإنسان. أمام هذا التناقض لا يمكن لنا سوى أن نطلب من الضمائر الحية العمل على وضع حد لهذه المأساة التي طال أمدها ولو بالكلمة الصادقة وقد يشكل مؤتمر الجزائر فرصة للمشاركين لتوجيه ندائهم لإنقاذ شرف الإنسانية هناك رغم الصمم الذي تتعمده من تسير ديمقراطياتها المزيفة وفق أهوائها.