اجتمع امس مكتب المجلس الشعبي الوطني برئاسة السيد عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني وأصدر بإجماع اعضائه البيان الآتي: في الوقت الذي يستقبل العالم السنة الهجرية والسنة الميلادية الجديدتين تقبل إسرائيل منذ أكثر من أسبوع على اقتراف أبشع الجرائم وأشنعها في حق الشعب الفلسطني الأعزل، وهي تشن أشرس غارات الإبادة التي ذهب ضحيتها مئات الشهداء والجرحى، غارات استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا، بعد حصار خانق وغير مسبوق، عطل المرافق الحيوية وتسبب في موت المئات، جراء نقص الدواء والطعام، وحرم السكان من أبسط مقومات الحياة، يحدث هذا على مرأى ومسمع العالم قاطبة، وفي زمن كثر فيه الحديث عن حقوق الإنسان ومثل الحرية والديمقراطية، ولكن عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان الفلسطيني المشروعة تمارس سياسة الكيل بمكيالين، وترفع نداءات التسوية بين الجلاد والضحية. إن المجلس الشعبي الوطني وهو يتابع الوضع المأساوي الخطير جراء شناعة الإجرام الوحشي والتدمير الهمجي للعديد من المواقع في غزة، فإنه يدين بشدة المجازر النكراء التي تمارسها إسرائيل بحقد أعمى، وإرهاب دموي، ويستنكر صمت وتواطؤ الهيئات الدولية أمام تجاوزات إسرائيل اللا إنسانية، ويؤكد تضامنه المطلق مع أبناء الشعب الفلسطني الشقيق في هذه المحنة القاسية، ويترحم بإجلال وخشوع على أرواح الشهداء الأبرار، ويواسي أهاليهم، ويدعو لهم بالصبر والسلوان، ويرجو للجرحى الشفاء العاجل، وللمقاومة الباسلة الثبات والنصر المبين، مؤكدا في الوقت ذاته موقف الجزائر الثابت والمبدئي إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق حتى تحقيق النصر واسترجاع السيادة الوطنية، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وأمام خطورة هذا الوضع، فإنه يدعو كافة البرلمانات والهيئات والمنظمات العربية والجهوية والإقليمية والقارية والدولية إلى إدانة جرائم الإبادة، وشجب الحصار الظالم، ويدعو إلى اتخاذ إجراءات عملية لوقف هذا العدوان وفك الحصار، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع حد للعنجهية الإسرائيلية وتماديها في اختراق حقوق الإنسان الفلسطيني، وعدم التزامها بالأعراف والمواثيق والقرارات الدولية، ووقوفها ضد مبادرات السلام في الشرق الأوسط. يستنكر التحرك المحتشم للأمم المتحدة ومجلس الأمن وعدم اتخاذ إجراءات وتدابير فورية وجدية لإيقاف المجازر والجرائم التي تقترفها إسرائل، ويطالب الهيئات الدولية بتحمل مسؤولياتها التاريخية والقانونية والإنسانية أمام هذا الوضع المأساوي وحماية السلم والأمن الدوليين في هذه البؤرة المتوترة من العالم. إن الجزائر التي خبرت المحن وعاشت ويلات الاحتلال وذاقت مرارة الحروب تعي بعمق معاناة الأشقاء في فلسطين وتؤكد تضامنها الدائم ودعمها المطلق ومساندتها غير المشروطة للشعب الفلسطيني في محنته للتخفيف من آلامه.ولاشك أن صمود أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، هو معلم بارز في مسيرة الانتصار.