لا تزال المحال التجارية الكائنة بحي الضاوية بلدية زرالدة التي قامت بلدية الجزائر الوسطى بتوزيعها على عدد من الشباب بإقليمها في إطار دعم تشغيل الشباب شاغرة وغير مستغلة، وذلك منذ توزيعها في شهر أكتوبر 2007. والأخطر من ذلك أنها تحولت إلى مصب للمياه القذرة والأوحال، مما زاد في تنفير مستغليها رغم حاجتهم الماسة إلى مقرات اجتماعية· والسبب الذي يقف وراء ذلك هو أن هذه المحال الموجهة للاستعمال المهني والحرفي التي وضعت تحت تصرف البطالين ذوي المشاريع كونها ضيقة ولا تسمح للمستفيدين منها بممارسة نشاطاتهم فيها، كما هو الشأن للسيد "سوامي محند ايدير" الذي زار الجريدة مناشدا رئيس بلدية الجزائر الوسطى الالتفات إلى معاناته باعتبار أن تعهدات والتزامات تربطه مع هيئات دعم تشغيل الشباب العاطل، وأنه متحصل على قروض من هذه الهيئات لكنه لا يزال ليومنا هذا لم يجسد مشروعه المتمثل في مؤسسة مختصة في الصيانة والنظافة والتطهير· ويقول محدثنا إن حلم الشباب البطال المستفيد من هذه المحال المقدر عددها بحوالي 60 محلا، تبخر وسرعان ما تحول إلى كابوس، حيث تفاجأ الجميع بضيق المحال إلى درجة أنه يستحيل وضع التجهيزات التي تم اقتناؤها، حيث يشير إلى أن مساحتها لا تتعدى 12 مترا مربعا· من جهة أخرى، يبين شريط الفيديو الذي قدم السيد سوامي نسخة منه ل "المساء" ، أن جميع هذه المحال متواجدة أسفل العمارة، وهي في الأصل "أقبية" على حد تأكيد محدثنا· وتوضح صور الفيديو أن قنوات الصرف الصحي كلها تنتهي في هذه المحال مما يتسبب في تسربها إلى الداخل، إلى درجة أنه يستحيل المرور والتنقل داخلها بسبب الطين والبرك المائية التي تشكلت، والأمر يستدعي اليوم إنجاز أشغال تهيئة شاملة، خصوصا وأن التهوية غائبة تماما مما يسبب غلق زجاج النوافذ أو سدها بإعادة بنائها على شكل جدار، حيث أنه من الصعب الدخول إلى المكان لقلة التهوية ، علما أن كل الأبواب مكسورة· من جهة أخرى نشير إلى أن الحي بأكمله بحاجة إلى عملية تهيئة واسعة ويشتكي من نقص في النظافة نتيجة النفايات المتراكمة والأوحال التي تتشكل بمجرد تساقط الأمطار، حيث أن الحي لم يشهد عملية تعبيد مما يعيق التنقل إلى هذه المحال حسب ما يبينه شريط الفيديو· ورغم مرور خمسة أشهر على تسلم القرارات المؤقتة للاستفادة، لا يزال الشباب المستفيدون من المحال لم ينفذوا بعد مشاريعهم في وقت تطالبهم فيه البنوك بتسديد المستحقات واحترام الأحكام المنصوص عليها في مواد عقد الإيجار، لكن كيف يمكن استغلال هذه المحال كورشات لممارسة الخياطة أو صنع الخبز أو تقديم خدمات التنظيف والتطهير وهي لا تتسع حتى لطاولة خياطة أو آلة صناعية لصنع الخبز، يتساءل محدثنا· وفي هذا الشأن يقول السيد سوامي إن المكان لا يتلاءم تماما مع طبيعة النشاط المعلن عنه، والمتمثل في تطهير وتنظيف الأماكن العمومية وبالأخص المستشفيات والمؤسسات، وهو ينتظر من مسؤولي بلدية الجزائر الوسطى، التفاتة لحل هذا المشكل· جدير بالإشارة أنه بالرغم من محاولتنا للاتصال بمسؤولي بلدية الجزائر الوسطى للاستفسار حول قضية هؤلاء المستفيدين من المحال، إلا أننا لم نتمكن من الحديث إليهم، لكن نشير إلى أن البلدية أنجزت 300 محل تضاف إلى 100 محل المندرجة في برنامج رئيس الجمهورية، ستضعها في خدمة الشباب العاطل كإجراء تحفيزي، الهدف منه توفير مقر اجتماعي لأي مؤسسة يتم إنشاؤها بدعم من هيئات تشغيل الشباب، مع العلم أن هناك حوالي 160 ملف قيد الدراسة، بينما يخضع قرابة 20 محلا لأشغال التهيئة·