تستعد المكتبة البلدية للدار البيضاء لإطلاق حملة تحديث واسعة لأنشطتها المتنوعة تتضمن إدراج مشروع إعادة تهيئة داخلية شاملة ستتكفل بها السلطات المحلية على المدى القريب، كما سيتم تعميم استخدام الإعلام الآلي في جميع أنشطة المنخرطين والمؤطرين، مع استحداث تخصصات جديدة في التكوين بهذا المجال بداية من السنة المقبلة بالموازاة مع تسطير مشاريع مستقبلية تشمل إعادة الروح لفضاء الأنترنت واقتراح خدمات مكتبية جديدة، في الوقت الذي تنظم فيه المكتبة العديد من الأنشطة التربوية والرحلات الترفيهية خلال العطلة وفق برنامج ثري يمتد إلى ما بعد العطلة، حيث تبقى التسجيلات مفتوحة للجميع. وحسب ما كشفت عنه مديرة مكتبة الاستقلال والشباب السيدة نجاة عبد الرحمان في لقائها مع ''المساء''، فإن هذا الصرح الثقافي والتربوي سيستفيد من عملية تهيئة داخلية تشمل جميع أجنحة المكتبة لتواكب الإقبال المتزايد عليها من طرف المنخرطين الذين يفوق عددهم 850 منخرطا مع نهاية السنة الجارية، حيث تقوم السلطات المحلية لبلدية الدارالبيضاء حاليا بإعداد الدراسة التقنية لهذا الغرض قبل عرض المشروع للمناقصة قريبا، وهي العملية التي ستراعي الشكل الخارجي للمكتبة، والذي يعود تاريخها العمراني إلى الحقبة الاستعمارية، وبالضبط سنة ,1895 علاوة على ضمان ديمومة أنشطتها ودون انقطاع خلال فترة الأشغال متى ما انطلقت. وفي هذا الصدد يعمل القائمون على المكتبة على تجسيد برنامج خاص بالعطلة الشتوية لفائدة الأطفال والشباب المتمدرسين، يتضمن فتح أبواب المكتبة للجميع خاصة مع تزايد أعداد المنخرطين في هذه الفترة بغرض المطالعة والترفيه من خلال تنظيم ملتقيات دراسية وحملات تحسيسية في سياق التأطير النفسي الاجتماعي والتربوي بالتنسيق مع المخطط الولائي لمديرية الشباب والرياضة، حيث يتم تنظيم مسابقات في مختلف المواضيع المقترحة، علاوة على عرض أفلام وثائقية وكرتونية بقاعة الشباب والأطفال بالموازاة مع تنظيم رحلات ميدانية باتجاه المعالم الأثرية بتيبازة، والغابات كغابة بوشاوي للترويح عن النفس قبل العودة الى مقاعد الدراسة. أما فيما يتعلق بسيرورة عمل المكتبة التي تتربع على مساحة تقدر ب480 مترا مربعا والتي تنشط منذ أكثر من 11 سنة، فهي تقترح نحو 17 ألفا و750 عنوانا على روادها بما يعادل 20 ألفا و82 كتابا حسب آخر حصيلة للجرد المتعلق بنهاية السنة، والمعدة من طرف مصلحة حفظ الكتب التي تولي عناية كبيرة بالعناوين على مستوى الرفوف لإطالة عمرها قدر الإمكان، حيث يقبل المنخرطون في مختلف الأعمار والتخصصات من أطفال متمدرسين، وطلبة وعمال وحتى متقاعدين على مختلف الكتب في أكثر من 18 تخصصا من آداب ولغات، وعلوم طبية وإنسانية إضافة الى عناوين تقنية، وعلمية ودينية تتم مطالعتها على مستوى القاعة الرئيسية التي تتسع ل100 منخرط، وقاعة الأطفال والشباب مع استحداث قاعة خاصة لذوي الاحتياجات من فئة المعوقين حركيا تتسع ل25 منخرطا لتعميم الفائدة على الجميع بتأطير يضم 30 مؤطرا في مختلف التخصصات التربوية، والإدارية والتنظيمية. كما أجابت مديرة المكتبة السيدة نجاة عبد الرحمان على سؤال ''المساء'' حول الميزانية المعتمدة في تسيير نشاط المكتبة، حيث أوضحت محدثتنا أنها تندرج ضمن الميزانية السنوية لبلدية الدارالبيضاء التي يتم اقتطاع جزء منها لفائدة المكتبة التي تعمد إلى تدعيم تواجدها من حيث اقتناء الكتب بشكل دوري، إضافة إلى العتاد البيداغوجي، حيث تم استهلاك 120 مليون سنتيم خلال السنتين الأخيرتين خارج ميزانية التسيير السنوية، علاوة على الهبات المقدمة من طرف وزارة الثقافة وولاية الجزائر وبعض المواطنين، حيث شملت العملية منح 9629 كتابا في مجالات التاريخ، والثقافة، والسياسة وكتب الأطفال، وهذا منذ نشأة البلدية عام .1999 وبالمقابل تفتح المكتبة أبوابها لجميع المنخرطين الجدد للتسجيل الذي يبقى مفتوحا طوال السنة وبمبالغ رمزية لكن بفائدة تربوية وعلمية كبيرة، وهو ما ينطبق على عمال بلدية الدارالبيضاء وأبنائهم وفق الاتفاقية المبرمة بين الجهتين لتشجيعهم على المطالعة، في حين أكدت محدثتنا أن المكتبة تقترح خدمات جديدة بعد العطلة المدرسية تتمثل في استقبال زوارها خلال العطلة الأسبوعية أيام السبت، إضافة إلى منح الأطفال المتمدرسين ممن تبعد مدارسهم عن مقر سكناهم لمسافات طويلة فرصة البقاء وتأطيرهم خلال أوقات الفراغ الدراسية، وهذا بموافقة وتسريح من طرف الاولياء.
خدمات مكتبية جديدة وتعميم الإعلام الآلي وفي سياق الحديث عن المشاريع المستقبلية لهذا الصرح التربوي، الثقافي والعلمي كشفت مديرة مكتبة الاستقلال والشباب ل''المساء'' عن تجسيد بعضها مع بداية سنة 2011 ويتعلق الأمر بتعميم استخدام الإعلام الآلي الذي شرع العمل به تدريجيا خلال السنة الجارية سواء للمنخرطين أو المؤطرين تنظيميا وإداريا في عملية البحث عن الكتب المتوفرة بالموازاة مع تسهيل آلية التسجيل الدورية للمنخرطين وفق قائمة اسمية معدة منذ بداية عمل المكتبة، حيث من المنتظر استكمال العملية خلال الثلاثي الأول من السنة القادمة، وهو برنامج العمل الذي قام بإنجازه مؤطرو المكتبة في المجال وعدد معتبر من المنخرطين المتخصصين في ميدان الإعلام الآلي. كما سيتم استحداث التكوين في تخصص صيانة أجهزة الإعلام الآلي خلال نفس الفترة بناء على الطلب المتزايد في هذا المجال، حيث سيكون هذا الفرع تدعيما لتواجد التكوين في تخصص أساسيات الإعلام الآلي الذي يشرف عليه 3 مؤطرين بالموازاة مع توفر قاعة لهذا الغرض تشمل 10 أجهزة كمبيوتر. أما فيما يتعلق بالمشاريع المستقبلية تعول أسرة المكتبة من مؤطرين ومنخرطين على إعادة الروح لفضاء الأنترنت الذي بقي معطلا منذ نحو 4 سنوات، وحسب ما علمته ''المساء'' فإن الأمر يستدعى تدخل الفاعلين لتذليل الصعوبات التي تعرقل إحياء الغاية، خاصة مع ضرورة اشراك المؤسسات العمومية في حل الاشكال في ظل تماطل الخواص في انجاح العملية بتحججهم بالاجراءات البيروقراطية وعدم تحصلهم على أموالهم نقدا ومباشرة، وهو الأمر غير المعمول به من طرف الهيئات والادارات العمومية وهو ما يستدعي التكافل العمومي في هذا الوضع، ومن جهة أخرى تسعى المكتبة الى تقديم خدمات مكتبية أخرى تساير طلبات المنخرطين تشمل مجالات معالجة النصوص، صور طبق الاصل وغيرها من الخدمات الملحقة التي سيتم تجسيدها متى توفرت الظروف الملائمة.