جميل جدا أن يعترف السيد علي مالك رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم بوجود أخطاء تحكيمية فادحة في إدارة مباريات البطولة بقسميها الأول و الثاني، لكن ما ليس جميلا في اعترافات هذا المسؤول، أنه قال نصف الحقيقة ولم يتجرأ على قول نصفها المفقود، وهو الذي يدرك أكثر من غيره أن الخطأ يكمن أساسا في إدارة اللعبة وفي منضمومتها وفي كل محيطها، وفي القرارات الانتقائية التي تتخذ من هذا الطرف أو ذاك والتي لا تشجع إلا على سخط الجماهير، التي باتت تتصرف تحت تأثير ما تراه ظلما في حق أنديتها المفضلة، وربما هذا ما أدى إلى تنامي ظاهرة الشغب· ولعل رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم، يدرك أكثر من غيره، بأن هيئته من الأطراف المؤثرة في محيط اللعبة، سواء كان ذلك بالسلب أو الإيجاب، ولو أننا نقولها صراحة، أن رابطة علي مالك كثيرا ما تجني على نفسها، لأن بعض قرارات لجنتها التأديبية، كثيرا ما تأتي دون ما هو منتظرا منها، فهي تأتي إما متسرعة وغير منصفة أو بطيئة أشبه ما تكون مرتبة·· والأمثلة كثيرة، ويكفي في هذا الصدد، الإشارة إلى العقوبة المسلطة على اتحاد الحراش ونادي الرغاية، التي جاءت أسرع من البرق في ليلة هوجاء، كما تكفي الإشارة أيضا إلى تغاضي الرابطة عن برمجة مباراة بارادو مولودية العلمة، أليس في هذين المثالين ما يدفع الشارع الكروي إلى الدخول في مختلف التأويلات، وبالتالي، التشكيك في نزاهة هيئة مالك؟ ومن هنا، يمكن القول أن التحكيم ليس النقطة السوداء الوحيدة في عالم اللعبة، ومن حق الحكام ترديد مقولة "اعطونا إدارة جادة نعطيكم تحكيما جيدا·· أو اعطونا كرة نظيفة نعطيكم مستوى مقبولا"· وعليه، كان من اللازم على رئيس الرابطة أو غيره قبل الحديث عن أخطأ الحكام، أن يقروا بأخطائهم في إدارة اللعبة، من خلال سوء البرمجة أو من خلال التباطؤ في معالجة بعض القضايا المعلقة وفي متابعة القضايا التي رفعوها أمام العدالة، أين وصلت وما هي حيثياتها· ولاشك أنه عندما نرقى إلى مستوى تحمل المسؤولية كاملة أمام الرأي العام الكروي، بإمكاننا أن نتحدث عن سوء التحكيم ودوره في إثارة الشغب من خلال تحكيمه الضعيف، ونتحدث أيضا عن ضعف إدارة الأندية وعنف الجمهور· أما أن نوفر لهذا الجمهور الأرضية الخصبة لممارسة طقوسه من خلال بعض القرارات المتسرعة، وننام على قضايا سهلة الحسم بحجة انتظار المزيد من المعلومات، فهذا في أكثر من رأي يعد مؤشرا محفزا للجماهير، التي ترى أن فرقها قد ظلمت لتنام وتستيقظ هي الأخرى على لغة الشغب·