يعد الإدماج الفعلي لرياضة الدراجات في الوسط المدرسي وإعادة بعث وتفعيل عمل الرابطات الجهوية والجمعيات، من خلال إعداد نموذج تطوير للعبة أهم الأهداف التي تسعى الأطقم الفنية المسيرة للاتحادية الجزائرية لرياضة الدراجات إلى تجسيدها على أرض الواقع. ومن أجل بلوغ هذه الغايات، أعد الفريق الذي يقود الفيدرالية برنامجا طموحا وثريا يشمل الجانب التكويني بالدرجة الأولى ويمس كل القطاعات، يأتي في مقدمتها القطاع التربوي. وقال المدير الفني دليل حمزة في هذا الشأن: ''في بداية الآمر، من الواجب علينا الحفاظ على المكاسب التي حققها سابقونا على المستويين الوطني والدولي ومضاعفة الجهود، من أجل ترقية الممارسة الرياضية في وسط الدراجين، خاصة في المدرسة التي نرمي أن تكون إجبارية''. وأضاف في نفس السياق: ''يجب أن يشكل الإدماج المدرسي لرياضيينا في كل الفئات أهم الأولويات، من أجل ضمان تكفل حقيقي ومشاركة فعلية في نشاطات الاتحادية، حيث تنوي الهيئة الفيدرالية تخصيص وقت للأطفال الذين تبلغ أعمارهم ما بين 6 و10 سنوات، للتدريب على ركوب الدراجة، وهذا في أوقات فراغهم''. ومن بين الأهداف الأخرى التي تنوي الاتحادية تحقيقها، إعادة إنعاش عمل الرابطات والجمعيات الرياضية التي تفتقر جلها لوسائل التسيير العصرية والعتاد الرياضي الملائم والإمكانيات البيداغوجية التي تسهل من مهمتها. وأوضح قائلا: ''سنركز عملنا على توطيد العلاقة بين الرابطات والجمعيات وإنشاء قطب لتطوير رياضة الدراجات''. وبالإضافة إلى هذه الأهداف الكبرى، ستعمل الاتحادية على تنظيم المنافسات بصيغة جديدة وتعميم الممارسة الرياضية في كل أنحاء الوطن، فضلا عن التكوين: ''هاته المحاور تكتسي أهمية كبرى بالنسبة لنا، باعتبار ارتباطها الوثيق بهدف تحسين المستوى وإعادة بعث بعض الاختصاصات وإعطاء نفس جديد لرياضة الدراجات''، يؤكد السيد دليل. أما بخصوص مسألة تكوين الإطارات التي تبقى العامل الأساسي للنهوض بأي رياضة، ينوي الفريق الفيدرالي الجديد تكثيف التربصات الموجهة للمدربين والحكام والمنشطين انطلاقا من الشهر الجاري، ثم فيفري ومارس بالمعهد العالي لتكنولوجيات الرياضة. في الجانب المالي، ثمن المدير الفني الدعم الهام لوزارة الشباب والرياضة، مؤكدا أن الإتحادية ستشرع في البحث عن سبل تمويل أخرى تمكنها من تمويل النشاطات المسطرة، حيث قال: ''زيادة على إعانة الدولة المميزة نحن مجبرون على البحث عن شركاء آخرين وأطراف ممولة أخرى، والتفكير في الطريقة الناجعة لإقناعهم وجلب اهتمامهم''. ولم يهمل السيد دليل التأكيد على أهمية اكتشاف المواهب الشابة القادرة على حمل مشعل رياضة الدراجات، وهي المهمة التي لا يتسنى القيام بها دون تنسيق العمل بين الرابطات والجمعيات، قائلا أن ''هيئته لن تتردد في توفير كل الإمكانيات، من أجل ضمان الخلف بالإضافة إلى ضرورة ضمان التحضيرات المناسبة والدائمة للفرق الوطنية، تحسبا للمواعيد التنافسية المقبلة''. وخلص المدير الفني، على التأكيد أن الأهداف على كبرها وصعوبتها لايمكن لها أن تتجسد دون تظافر جهود كل الفاعلين في عائلة رياضة الدراجات الجزائرية، وذلك من أجل المصلحة العليا للرياضة الجزائرية بشكل عام.