رفض وزير الطاقة والمناجم الرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبيك" أمس التعليق على زيارة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني إلى السعودية ضمن جولة تحمله إلى منطقة الشرق الأوسط ابتداء من أمس وقال "أنهم (الأمريكيون) أحرار في زيارة من يريدون والتحادث مع من يريدون" · واعتبر أن قرار أوبيك الأخير بالإبقاء على سقف إنتاجها هو بمثابة "خدمة مجانية للاقتصاد العالمي" · وأشار إلى ان قرار أوبيك بالإبقاء على سقف إنتاجها دون تغيير تم بعد ان أخذت آثار الأزمة المالية في الولاياتالمتحدة بعين الاعتبار و"حتى لايقال اننا نريد الاضرار بالاقتصاد العالمي" · ولم يخف خليل اقتناعه بان المؤشرات الحالية التي تؤكد تراجع الطلب وزيادة المخزون كانت من المفروض ان "تدفعنا إلى خفض الانتاج لكننا لم نفعل حتى نساعد الاقتصاد العالمي وحتى لايقولوا اننا نضره··· فإذا زدنا الانتاج من يشتريه؟ لاتوجد سوق لاستيعابه ولو زدنا في الانتاج سيوجه الى المخزون وليس للاستهلاك" · وذكر في هذا السياق بانه كان من الداعين الى خفض الانتاج في اجتماع فيينا الاخير· وعلى هامش اللقاء المنظم أمس لاحياء اليوم العالمي للمراة في مقر الشركة الجزائرية للمحروقات "سوناطراك" والذي حضرته اطارات القطاع النسوية، قال خليل في تصريحات صحافية أن حجم مخزونات الخام حاليا يعد "اكثر من كاف" اذا انه يعادل مجموع المخزون للخمس سنوات الماضية· ولهذا شدد على ان المشكل ليس مشكل ندرة ولكن الامر يتعلق باثار الازمة المالية في الولاياتالمتحدةالامريكية· فانخفاض الدولار كما قال- أدى الى تشجيع المضاربة والاستثمار في هذا المجال، لاسيما بعد ان عرفت مؤشرات البورصة انخفاضا· فقطاع النفط اصبح في الوقت الراهن اكثر القطاعات مردودية بالنسبة للمستثمرين مما خلق تنافسا قويا أدى إلى تشكيل "حلقة مغلقة"، مجددا التأكيد على ان سبب ارتفاع الأسعار ليس الندرة ولكن "آثار المضاربة ·· وهو نفس الشيء بالنسبة للذهب الذي ارتفعت أسعاره إلى مستويات قياسية···فالذهب متوفر ولكن المشكل هو المضاربة" · وترفض الوكالة الدولية للطاقة هذا الطرح (أي المضاربة كسبب لارتفاع أسعار النفط) وتحمل في كل مرة اوبيك مسؤولية وصول أسعار البترول إلى مستويات قياسية تجاوزت 111 دولار للبرميل· ولذلك قررت تنظيم اجتماع اليوم مع الدول المستهلكة وبعض الهيئات المالية والاقتصادية لدراسة وضع السوق ومحاولة التأثير على المنظمة المطالبة برفع إنتاجها لوضع حد للارتفاع المتواصل للأسعار· كما ان الولاياتالمتحدة مافتئت في عدة مناسبات تطالب اوبيك بزيادة إنتاجها، وهو ماشدد عليه ديك تشيني عشية زيارته لمنطقة الشرق الأوسط· واشار خليل الى اندهاشه من مثل هذه التصريحات وتساءل"كيف تقول الوكالة اننا سبب الارتفاع لكنها في نفس الوقت تعترف ان الطلب الاجمالي على النفط سينخفض بسبب الازمة المالية الامريكية ب1.4 مليون برميل يوميا في الثلاثي الثاني من السنة الجارية أي ابتداء من افريل القادم" · وسجل انه في السنوات الاخيرة ارتفع سعر البترول دون ان يؤثر ذلك على النمو العالمي، معتبرا ان مشكل التضخم يطرح حاليا "بسبب انخفاض الدولار لاسيما في الدول التي تعتمد على الدولار كمرجع لعملتها كدول الخليج" ·