كالعادة، تأهلت مولودية وهران في ''الداربي الذي جمعها بالجارة الجمعية، بمناسبة الدور السادس عشر من كأس الجمهورية بنتيجة هدف واحد دون مقابل، وقعه المتألق بلايلي في الدقيقة 21 من الشوط الأول بعد مجهود فردي جيد توجه بقذفة قوية خادعت حارس الجمعية المحنك بوهدة، وقد كان هذا الهدف الفرصة الحقيقية الوحيدة للمولودية التي واجهها مباشرة بخيبة الحارس الجمعوي طوال الشوطين، لأن فرصتي الدقيقتين 60 من مداحي و73 من براجة كان لدفاعه فيهما دور في سلامة شباكه من الاهتزاز. وبعد هذا التأهل، تكون المولودية قد كسبت ''الداربي'' الخامس لها أمام الغريمة الجمعية من أصل ستة لعبت بينهما خلال 48 سنة، ولكن لأول مرة بهذه النتيجة ( 1/0 )، حيث سبق ل''الحمراوة'' وأن تأهلوا في السابق بنتيجة (2/ 1) مرتين سنتي 1993 و,2005 و(3/1) سنة ,1979 و(2/0) سنة ,1985 وهو ما يكرس هيمنة حي ''الحمري'' وأنصاره على حي ''المدينة الجديدة '' كما كان في المواجهات السابقة. نقص الفاعلية خان ''الجمعاوة'' ورغم إقصائها قدمت تشكيلة الجمعية أداء جد مقبول، حيث وفقت في الوقوف بندية أمام المولودية في أغلب فترات المباراة، لكن ما كان ينقصها هو الفعالية وكثير من الإرادة، التي ظهرت قوية عند المولودية، كما أبان ''الجمعاوة '' وبوضوح، عن ضعف ذهني خصوصا بعد لقطة ضربة الجزاء الصحيحة التي غض الحكم الرئيسي حيمودي الطرف عنها في الدقيقة ال,26 حيث سقط أداؤهم سقوطا حرا، وقد كان بإمكانهم تجاوز خطأ الحكم ومواصلة اللعب بنفس النسق وربما العودة في النتيجة للوقت الكافي الذي كان متبقيا، لكنهم لم يثقوا كثيرا في إمكانياتهم. شريف الوزاني: المهم التأهل مدرب ''الحمراوة '' شريف الوزاني سي الطاهر، اعترف بالأداء الجيد لتشكيلة الجمعية التي شكر لاعبيها على مردودهم '' لقد كانوا في مستوى إمكانياتهم المعروفين بها، ولم ينقص إقصاؤهم منها شيئا، لكن تقاليدنا هي التي كسبت اليوم، وذلك منطقي بالنسبة لنا لأن فريق المولودية خبير في منافسة الكأس، والمهم بالنسية لنا أننا تأهلنا وحافظنا عليها، ولا أنسى أن أشكر جمهورنا على وقفته الكبيرة معنا، وأنا متأسف على أننا سنفتقده في المباراة القادمة برسم البطولة ضد اتحاد البليدة''. ... وهو رسالة واضحة للإدارة واعتبر شريف الوزاني هذا التأهل منحة كبيرة لسببين : الأول صعوبة الاستئناف بعد راحة قال عنها كانت طويلة وأثرت سلبا على مردود تشكيلته الذي كان في تصاعد مضطرد قبل أن تكبحه فترة الراحة الشتوية، لذا فاستعادة مستوى ما قبل الراحة صعب للغاية - حسبه - أما الثاني فهو التأكيد مجددا للإدارة بضرورة الاهتمام أكثر بهذه التشكيلة وشبابها، لأن كلمتهم - يؤكد - ستكون مسموعة في ما تبقى من تنافس في الجبهتين (البطولة والكأس). لكنه اعترف بأن عملا كبيرا لا يزال ينتظر أشباله، فالمتبقي الذي تحدث عنه صعب للغاية. دوران : نوعية لاعبي المولودية حسمت مصير المباراة مدرب جمعية وهران الفرنسي دوران استيفان، تأسف لهذه الخسارة وخصوصا توالي النتائج السلبية في الفترة الأخيرة، التي لم تحصد الجمعية فيها سوى نقطة واحدة فقط في ثلاث مباريات ضمن بطولة الرابطة الاحترافية الثانية والإقصاء من سباق الكأس، وتحسر كثيرا على غياب الفاعلية ''فأداؤنا كان جيدا حيث نوعنا اللعب، وأحسنا بناءه، وحاولنا التوغل ومباغتة خصمنا من الجناحين، لكن تأكد لي بعد فشلنا في قصدنا أن مثل هذه المباريات يلزمها لاعبون يحسنون ولهم قوة التوغل، وهذا ما توفر عند المولودية في صورة لاعبين كبلايلي، عواج وبراجة، كما أننا واجهنا حارسا قويا إسمه فلاح''. فلاح سعيد بربح أول ''داربي'' وهراني له وبالفعل، فقد لعب الحارس فلاح دورا مهما في تأهل المولودية بتدخلاته الناجحة خاصة في مناسبتين واضحتين، منع فيهما تجسيد هدفين حقيقين للجمعية في الدقيقتين 24 بعد لقطة على الطائر من عبيدي، والدقيقة 81 بعد مخالفة مباشرة من بوزياني، لكن تبين أن فلاح ضعيف في الخرجات لالتقاط الكرة، حيث كانت كل خرجاته عشوائية في المباراة، وكاد ينطبق عليه المثل الشعبي ''لي حرثو الجمل دكو''. اسبع : خبرة فلاح كانت لها الأفضلية مدرب حراس المولودية اسبع البشير أبدى رضاه عن أداء فلاح، وأكد على أن خبرته في منافسة الكأس هي التي أهلته كي يكون اساسيا ضد الجمعية، وهذا ما اعترف به فلاح في تصريحه ل''المساء''، حيث قال بأن مشواره الإيجابي مع فريقه السابق شباب بلوزداد وحصوله على كأس الجمهورية معه لعب لمصلحته، متمنيا أن يوفق في الحفاظ على مكانته في التشكيلة الأساسية في المباريات القادمة، التي قال بأنها مهمة جدا للطموح أكثر سواء في البطولة أو الكأس. مرين: الحكم هو الذي أقصانا وليست المولودية مرين الحاج مساعد مدرب الجمعية، قال بأنه حزين لأنه لم يوفق في أول ''داربي'' له في صنف الأكابر بعدما عاش ''داربيات'' بحلوها ومرها مع الأصناف العمرية الأخرى سواء في المولودية أو الجمعية. وأضاف قائلا :'' التحكيم السيء هو الذي أقصانا وليس المولودية رغم احترامي الكبير لها، فقد حرمنا الحكم حيمودي من ضربة جزاء شرعية وتغاضى عن منح الإنذار الثاني لمدافع المولودية واسطي، ما يعني إقصاءه مباشرة، ولم يبق لنا الآن سوى الالتفات الى بطولتنا حتى نتدارك ما ضيعناه في الجولات الثلاث الماضية''. بن عمار: أثبتنا أنه لا فرق بيننا والمولودية بن عمارالهواري المناجير العام للجمعية وعلى غير العادة، لم يتأسف كثيرا على إقصاء فريقه، حيث بدا مستأنسا بالأداء الجيد الذي قدمته تشكيلته، حتى يدلل على أنه لم يكن هناك فرق في المستوى بين الجمعية والمولودية رغم ممارستهما في قسمين مختلفين، ورأى أن التعادل كان الأقرب استنادا لأدائهما. وكمرين لم يفتأ ينتقد التحكيم في لقطة ضربة الجزاء الشرعية التي حرم فريقه منها، وزاد أمرا آخر هو ''رفض المولودية اللعب في الشوط الثاني''. أومعمر للاعبيه : لن أقبل خطوة خاطئة من الآن فصاعدا أما العربي أومعمر رئيس الفرع، فدخل غرفة تبديل الملابس لفريقه، قصد الرفع من معنويات لاعبيه، حيث قال لهم بأن الحظ لم يكن في صفهم، وأنهم قدموا أداء محترما أمام فريق من الرابطة الاحترافية الأولى وكانوا قريبين من الفوز عليه، وشدد عليهم أن يبقوا متحدين لأن المشوار الطويل الذي ينتظرهم في البطولة يتطلب منهم تركيزا كبيرا، وأنه لن يقبل أية خطوة خاطئة مستقبلا. عبيدي معاقب ضد بسكرة الخطوة المقبلة التي يتمنى أومعمر أن يتجنب فيها فريقه الخطأ، هي المباراة التي سيستقبل فيها الجمعة القادمة اتحاد بسكرة، في مباراة تعويض لإهدار النقاط المتواصل منذ ثلاث جولات، لكن من دون لاعب وسطها عبيدي عبد العزيز، الذي تلقى ضد المولودية الإنذار الثالث، ولحسن ''الجمعاوة'' أن عبيدي سيكون المعاقب الوحيد من سبعة لاعبين كانوا مهددين بالإقصاء أمام ''الحمراوة''. ''الحمراوة عمرو جيوبهم مليح'' وقد كان هذا التأهل مصدر رزق آخر ل''الحمراوة'' الذين سيتحصلون على منحة 15 مليون سنتيم، وهي منحة رصدت لهم لأول مرة في هذا الموسم، ما يؤكد الأهمية التي توليها إدارة محياوي لمنافسة الكأس التي تراهن عليها كثيرا. وبالمقابل ضيع '' الجمعاوة '' 10 ملايين لكل لاعب رصدتها لهم إدارتهم التي ما كان لها لتحفز لاعبيها بهذا المبلغ لولا تيقنها من حصولها على عائدات مهمة جدا، هي الأولى لها هذا الموسم، مادام أنها هي التي تستقبل المولودية وعليها أن تشكر أنصار المولودية الذين توافدوا بكثرة على ملعب زبانة في ظل مقاطعة أنصار ''المدينة الجديدة'' لفريقهم منذ انطلاق البطولة. محياوي يحضر وليته ما حضر رئيس مولودية وهران الطيب محياوي، الذي كان قرر مقاطعة مباريات فريقه بعد الانتقادات اللاذعة التي لقيها من قبل المعارضة وجانب كبير من الأنصار، عدل عن قراره وحضر ''الداربي'' الوهراني إلى جانب والي الولاية السيد عبد المالك بوضياف ورئيس الجمعية الوهرانية مورو محمد، والسيد رمعون عبد الحفيظ مدير الشبيبة والرياضة، وليت محياوي ما حضر حيث كان عرضة لسهام أنصار المولودية الذين لم يكتفوا بالافتات المعلقة على سياج المدرجات المكشوفة التي تطالب برحيله، بل أسمعوه من السباب والشتم ما يصم الآذان. وقد تكون هذه الخرجة من الجمهور الحمراوي تجاه رئيس فريقهم، كافية على ما يبدو للسلطات المحلية لكي تكون على بينة، وتكتشف عن قرب مطالب المعارضة من دون أن تستقبلها كما كانت تتمنى هذه الأخيرة. المعارضة تتحرك في كل الاتجاهات تلهث المعارضة أو ''جماعة الحصيرة'' كما يطلق عليها في كل الاتجاهات، حتى تسحب الثقة من الرئيس الحالي للمولودية الطيب محياوي، فبعد الذي قالته عن نجاحها في جمع 120 توقيعا لأعضاء الجمعية العامة، تقدمت بطلب لمديرية الشبيبة والرياضة من أجل الترخيص لها بعقد جمعية عامة استثنائية، دون أن تجد آذانا صاغية لها لدى هذه الهيئة الرياضية التي وجدت منفذا للتخلص من ''جماعة الحصيرة''، عندما قالت لها بأن المولودية أصبحت فريقا محترفا، وعليه لا يستوجب الحصول على ترخيص لعقدهذه الجمعية العامة. الجماعة لم تكتف بهذا، بل اقتربت من مصلحة الشؤون الاجتماعية والثقافية للولاية (دراق) حتى تمنحها ترخيصا. ولا يبدو أن لجنة خالد بلعربي سوف تكتفي بهذا السعي، حيث علمت ''المساء'' بأنها ستستغل زيارة وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار لولاية وهران، لتتقرب منه وتكلمه بشأن المولودية وحالها وأحوالها وتعنت مسيرها، بحسبها. محياوي يرفض استقالة بوجلال كشف بوجلال محمد ل''المساء''، أن رئيس المولودية محياوي رفض استقالته من منصبه كمدير لمركز التكوين ومدير فني للأصناف الصغرى. ورغم امتناع بوجلال عن الإفصاح عن الأسباب التي دفعته الى تقديم استقالته، إلا أن مصدرا مقربا منه قال ل''المساء ''، أن بوجلال مل انتظار رؤية انتقال الأمور بالمولودية إلى الجدية المطلوبة، وخاصة في ما يتعلق بمركز التكوين الذي جاء إلى مدينة وهران لكي يتكفل به، وكذلك لكم المشاكل التي تعاني منها الفئات الصغرى ومدربوها الذين كانوا تحت معاينة دائمة لبوجلال، فضلا عن المحيط المتعفن والضاغط الذي جعل كل واحد من المسيرين في الإدارة الخالية يتهرب من مسؤولياته.