اعتصم صباح أمس، زهاء 500 طالب من مختلف المعاهد والجامعات الجزائرية أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لرفع انشغالات الطلبة بخصوص صلاحية شهادة الليسانس وعملية التسجيل في الدراسات العليا، بالإضافة إلى ضرورة إشراك الطلبة في النقاشات المفتوحة مع وزير القطاع ورفض إنزال درجة حامل شهادة الليسانس من الرتبة 14 إلى 11 في الوظيف العمومي. علما أن الطلبة في إضراب مفتوح منذ أكثر من شهر، من جهته اجتمع وزير التعليم العالي والبحث العلمي مع عمداء الجامعات لمناقشة انشغالات الطلبة والرد عليها من خلال اللقاءات التي ستنظم ابتداء من اليوم مع الطلبة والعمداء الذين يجمعون على أن ما يحدث بالجامعة الجزائرية اليوم يعود لغياب سياسة الحوار ومحاولة ''تسييس'' انشغالات الطالب. فبدعوة من طلبة كلية العلوم السياسية والاتصال اعتصم صباح أمس، زهاء 500 طالب قدموا من مختلف الجامعات بالعاصمة وعدد من ولايات الوطن على غرار بومرداس، البويرة، تلمسانوغرداية أمام مقر الوزارة الوصية لرفع مجموعة من الانشغالات التي أصبحت تؤثر على مشوارهم الدراسي، خاصة بالنسبة للطلبة المتمدرسين في النظام القديم، حيث أكد عدد منهم لقد ''أصبحت شهاداتنا غير معترف بها من طرف الوزارة، وهناك نية في تغيير اسمها وحتى صفتها من شهادة ليسانس إلى''بكالوريا +''4 وهو ما لا يسمح لنا مستقبلا بإيجاد منصب عمل''، في حين يؤكد الطالب ''محمد'' القادم من ولاية غرداية ''أن طلبة الجنوب مهمشون وهم يرفضون النظرة الجديدة للوزارة بخصوص شهادة ليسانس التي سيتم حذفها''. ومن خلال الشعارات المرفوعة من طرف الطلبة فقد أجمعوا على ضرورة إشراك الطالب في مختلف اللقاءات التقييمية، مع وجوب انتداب ممثلين عنهم لرفع الانشغالات للوزير شخصيا، حيث رفض الطلبة توقيف عملية التسجيل بالماجستير الذي يبقي حقا لهم بعد اعتماد نظام الجديد ''أل أم دي'' ليسانس ماستر دكتوراه، كما أبدى الطلبة المعتصمون تضامنهم مع أربعة أساتذة دخلوا أمس، في إضراب عن الطعام بعد رفض اللجنة العلمية لكلية العلوم السياسية والإعلام تسجيلهم ضمن قائمة الأساتذة الذين يحضرون للدكتوراه، في الوقت الذي تم فيه قبول تسجيل 41 من زملائهم، وهو ما اعتبره الأساتذة المضربون إجحافا في حقهم خاصة وأنهم كانوا السباقين للاتصال بالوزارة الوصية لإعادة النظر في تطبيق القانون 55/89 المؤطر لعملية التسجيل في الدراسات العليا لنيل شهادة دكتوراه. من جهته لم يستبعد عميد ''جامعة الجزائر ''2 ببوزريعة الأستاذ عبد القادر هني في تصريح ل''لمساء'' أن يكون هناك تضليلا للانحراف بقضايا الطلبة عن مسارها الرئيسي بما يخدم أطرافا سياسية خارج الجامعة، مستدلا في ذلك بعزوف الطلبة عن حضور الاجتماع الذي دعا إليه العميد الأسبوع الفارط للحديث عن انشغالاتهم وشرح مختلف الإجراءات الجديدة المتخذة من طرف الوزارة الوصية. مشيرا إلى أن هناك فئات من الطلبة تفضل مقاطعة الدراسة في هذا الوقت بالذات الذي يتزامن مع الامتحانات الفصلية. وبخصوص الاضطرابات الأخيرة التي عرفتها الجامعة أكد المتحدث -مباشرة بعد خروجه من اجتماع مغلق جمع أمس، وزير القطاع بعمداء كل الجامعات لأكثر من ثلاثة ساعات- أن اعتماد مختلف وسائل الحوار المتاحة سواء عبر اللقاءات المباشرة مع الطلبة أو وسائل الإعلام سيسمح بإيصال المعلومة للطلبة وشرح كل الإجراءات، مع رفع اللبس عن الإشاعات المروجة وسط الطلبة الهادفة إلى زعزعة استقرار الجامعة. الامتحانات معلقة لتاريخ غير محدد وبغرض تجنب كل اصطدام قد يحدث داخل الحرم الجامعي بين الطلبة المضربين ومن فضلوا مزاولة دراستهم بشكل عاد أشار المتحدث إلى تعليق امتحانات بعدد من المعاهد عبر كامل الجامعات، وهو القرار الذي اتفق عليه كل عمداء الجامعات بعد حدوث مناوشات في الفترة الأخيرة بين الطلبة ومحاولة المضربين التشويش على البقية، وعليه تقرر مواصلة الدراسة بشكل عاد إلى غاية تحديد تاريخ جديد للامتحانات. وبخصوص انشغالات الطلبة المرفوعة ورأي الوزارة فيها، أكد عميد جامعة ''الجزائر''2 أن النظام القديم المتعلق بشهادة ليسانس لم يتم التفكير في حذفه في أي لحظة مثلما يشاع وسط الطلبة، والوزارة عازمة على الاستمرارية في التدريس بالنظام القديم إلى غاية آخر طالب مسجل لنيل شهادة ليسانس. كما تم الاتفاق للمساح للطلبة ابتداء من السنة الثانية التحول إلى النظام الجديد برغبتهم، حيث يتم تقديم طلب خطي لإدارة المعهد لدراسته والموافقة عليه، مشيرا إلى أن الوزارة لا تتعامل بمبدأ الأفضلية بين طلبة النظام القديم أو الجديد. وعن انشغال الطلبة بغلق باب التسجيل في الماجستير نفى المتحدث المعلومة المروجة وسط الطلبة. مؤكدا أن مسابقات الماجستير تبقي مفتوحة على مستوى كل المعاهد لغاية آخر طلب عليها من طرف الطلبة أنفسهم، وبغرض شرح كل الآليات الجديدة المقترحة من طرف الوزارة يدعو عميد جامعة ''الجزائر ''2 كل الطلبة لحضور لقاء إعلامي اليوم بقاعة المحاضرات بن بعطوش بالجامعة المركزية لمناقشة كل انشغالاتهم. من جهته أكد عميد جامعة الجزائر طاهر حجار ل''المساء'' عدم وجود أفضلية بين شهادة ليسانس أو النظام الجديد من ناحية الترتيب في الوظيف العمومي، بعد ترويج إشاعة إنزال مرتبة حامل شهادة ليسانس من رتبة 14 إلى 11 . مشيرا إلى أن الطلبة لا يريدون إعطاء العمداء فرصة لشرح كل الإجراءات الجديدة مستدلا في ذلك بالحضور الضعيف للطلبة خلال كل الاجتماعات المنظمة عبر المعاهد بطلب من الوزير. وعن فحوى اللقاء الذي جمع وزير القطاع أمس، مع عمداء كل الجامعات، أكد الأستاذ هني أن الحديث دار حول المسائل البيداغوجية وإجراءات التسجيل في الدراسات العليا وشروط الالتحاق بالدكتوراه. كما استمع المجتمعون لعرض مفصل عن انشغالات الطلبة قبل أن يتم الاتفاق على إشراكهم مستقبلا في الندوات الجهوية والندوة الوطنية من خلال ممثلين عنهم، وعليه ستتم دراسة كيفية اختيار ممثلي الطلبة خاصة إذا علمنا أن الاجتماعات الجهوية تضم 30 مؤسسة جامعية، وهنا يقول المتحدث لا يمكن انتداب طالب عن كل مؤسسة، وهو ما يستوجب انتقاء الطلبة الأكفاء لتمثيل زملائهم في كل اللقاءات الوزارية مستقبلا الأمر الذي سيعطي شفافية أكثر في عمل الوزارة، ويذكر أن أول لقاء جهوي سيكون يوم 27 مارس المقبل.