لاتختلف المرأة الجزائرية عن غيرها من نساء العالم في البحث عن الجمال والأناقة التي تحسسها بأنوثتها وتجعلها محط إعجاب الآخرين. ولهذا أصبح اللجوء إلى خدمات خبيرات التجميل متداولا كثيرا، ولم يعد يقتصر على المناسبات فقط. وقد ساهم انتشار المعاهد والمدارس المختصة في التكوين بهذا المجال في تطوره ببلادنا، مما دفع الكثير من الفتيات إلى تفضيله على الدراسة الجامعية. في الكثير من الجرائد نلاحظ ان هناك تضاعفا لعدد المعاهد التي تقترح تكوينات في مجالات التجميل والحلاقة لكل التخصصات الحديثة الموجودة في البلدان الغربية وحتى بعض البلدان العربية المشهورة بخدماتها الراقية في هذا المجال، وطبعا كان لانتشار الفضائيات تأثيرا على النساء بالجزائر لأنهن أصبحن أكثر اطلاعا على كل جديد في هذا المجال، وهن كغيرهن يبحثن على التميز وإخفاء بعض العيوب أو التخلص منها تماما، سعيا لجمال أخاذ. بالمقابل أخذت مثل هذه التخصصات تثير اهتمام الفتيات والنساء عامة لما تقدمه من فرص عمل، بل وفرص لإقامة مشاريع فردية وبالتالي تمكينهن من ضمان مستقبل يرينه أفضل من مستقبل مثيلاتهن المتحصلات على شهادات جامعية. وبهذا الخصوص تحدثنا مع مجموعة من المتربصات في مدرسة ''أكاديمية الجمال'' الفرنسية اللواتي التقيناهن في صالون اللياقة والجمال، فأكدن لنا تفضيلهن للتخصص في مجال التجميل والماكياج بدل التوجه للجامعة، بل ان بعضهن تركن مقاعد الجامعة وغيرن وجهتهن إلى هذا المجال، ودون ندم. فهذه فريال في العشرينات من عمرها تشير إلى أنها اتجهت إلى هذا المجال لأنها تحبه كثيرا وتوضح ''تحصلت على البكالوريا ثم تخصصت في الحقوق ونلت شهادة الليسانس، لكني فضلت الآن الاتجاه نحو التكون في مجال التجميل والماكياج لأنني أعشق هذا المجال... أحب الاتصال بالناس والقيام بالتدليك والماكياج بالخصوص... وبالنسبة للمستقبل فإنني لا أدري بعد ماذا سأفعل ولكن ربما أمارس مهنة الحقوق والتجميل معا...لما لا؟''. أما صبرينة فقد فضلت عدم إتمام دراستها الجامعية لتتجه إلى عالم الجمال تقول ''تحصلت على البكالوريا، وسجلت في الجامعة في اختصاص لغة فرنسية، لكن بعد عامين من الدراسة قررت التوقف، وتغيير مسار حياتي بانضمامي إلى أكاديمية الجمال حيث أتابع تكوينا مكثفا لمدة ستة أشهر، أتعلم فيه كل تقنيات التجميل والماكياج من الناحيتين النظرية والتطبيقية، وسأسعى للعمل في هذا الميدان''. بدورها قررت آسيا عدم إتمام دراستها وتوقفت في مستوى الثالثة ثانوي، لتلتحق بهذه المدرسة حيث تتعلم أبجديات التجميل لأنها كما تقول تحب كل ماله علاقة بالجمال، وكل عمل يدوي يسمح لها بالاتصال بالآخرين. عن مشاريعها المستقبلية تشير ''سأعمل بداية في إحدى مراكز التجميل حتى أكتسب الخبرة اللازمة، وبعدها سأسعى لفتح مركز خاص بي، أو ربما أتوجه للعمل في بلد آخر، لأن الدبلوم المتحصل عليه في المدرسة دولي ويمكن العمل به في بلدان كثيرة ''. وبالنسبة للسيدة قارة تركي، فإن حكاية التحاقها بهذا المجال تختلف، لأنها عملت مدة عشر سنوات كجراحة أسنان - وهو تخصصها - ثم قررت وهي في الأربعين من العمر أن تتوقف وتحول وجهتها إلى عالم التجميل، تعترف لنا قائلة '' قررت أن أقوم بشيء جديد، أن أغير، ففكرت في الالتحاق بالمدرسة لأنني وبكل بساطة أردت الاعتناء بنفسي وكذا بأفراد عائلتي، أجد أن التكوين جيد، وهو غير بعيد عني لأننا ندرس طب الجلد والبيولوجيا، فضلا عن التجميل، لا أعلم إن كنت سأعمل في هذا المجال أم أعود لتخصصي لكن المهم بالنسبة لي هو الاعتناء بجمالي ونفسي وأفراد عائلتي، بعدها سأريس. وتؤكد السيدة ''ميشال هوسول'' مديرة مدرسة التجميل الفرنسية في تصريح لنا أن هناك تطورا فعليا لهذا الميدان بالجزائر، وأن تخوفاتها وهي تشرع في استثمارها بالجزائر منذ ثلاث سنوات زالت تماما، وهو ما شجعها لتقديم خدمات جديدة منها خدمة ''استشارات الصورة الشخصية'' المخصصة للمؤسسات التي لديها موظفات في اتصال دائم مع الزبائن كالفنادق والبنوك، والتي تلقن من خلالها كيفية التصرف مع الآخرين وكذا طبيعة الماكياج الواجب وضعه لهؤلاء. وتعترف محدثتنا قائلة ''أنا الآن جد راضية عن عملي بالجزائر، فالجزائريات لهن اهتمام كبير بالتجميل ويبحثن دائما عن معرفة المزيد من التقنيات، وعن الاتقان في هذا المجال، وما يفرحني كثيرا هو أن كل المتخرجات من المدرسة يجدن عملا. ومشاركتنا في صالون اللياقة والجمال كل عام تسمح لنا بالتعريف بالمدرسة وتسمح كذلك لمتربصاتنا الحاضرات هنا بالاقتراب من الزائرات لاكتشاف قدراتهن الحقيقية، وهو بمثابة اختبار لهن''.