أصابت عدوى الاحتجاجات الشعبية سوريا التي شهدت عديد المدن فيها مظاهرات غير مسبوقة مناهضة لنظام الحكم في دمشق تحولت إلى صدامات مع قوات الأمن خلفت مقتل أربعة متظاهرين وإصابة المئات الآخرين. فقد أكد شهود عيان أن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي لتفريق المحتجين بمحافظة درعا الواقعة على بعد 120 كلم جنوب العاصمة دمشق مما أدى إلى سقوط أربعة قتلى وإصابة العديد منهم واعتقال آخرين. وهو ما لم تنفه السلطات السورية التي أكدت عبر وكالة أنبائها الرسمية وقوع أعمال ''شغب وفوضى'' بهذه المحافظة خلال مظاهرات احتجاجية انطلقت مباشرة بعد صلاة الجمعة. وقالت أن ''بعض الأشخاص استغلوا فرصة تنظيم تجمع بالقرب من مسجد العمري بدرعا لإثارة أعمال شغب تسببت في خسائر مادية''. وأضافت أن ''مسببي الاضطرابات أحرقوا سيارات ومحال تجارية مما دفع قوات الأمن للتدخل من أجل تفريقهم''. من دون أن تشير إلى سقوط قتلى وجرحى. وعاد التوتر إلى هذه المحافظة أمس إثر إطلاق قوات الأمن الغازات المسيلة للدموع ضد الآلاف من الأشخاص الذين حضروا مراسيم تشييع اثنين من القتلى وهو ما خلف إصابة العديد منهم. وخرج المئات من المتظاهرين المناهضين للنظام في سوريا في مظاهرات احتجاجية مباشرة بعد صلاة الجمعة في العاصمة دمشق وعديد المدن السورية الأخرى فيما سمي ب''جمعة الكرامة'' هي الأولى من نوعها منذ تولي الرئيس بشار الأسد مقاليد السلطة عام 2005 خلفا لوالده الراحل حافظ الأسد. وجاءت هذه المظاهرات استجابة للدعوة التي أطلقتها مجموعة من الشبان عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي ''فايس بوك'' تحت اسم ''الثورة السورية ضد بشار الأسد ''2011 للمطالبة بحرية أكثر وبديمقراطية حقة. وردد المتظاهرون هتافات مناهضة للنظام منها ''لا يوجد إلا الله'' و''الله . سوريا .الحرية''، وأخرى تطالب بإطلاق الحريات وبتبني نظام ديمقراطي. مما استدعى تدخل عناصر الأمن بالزي المدني التي استخدمت القوة لتفريق المتظاهرين. وهو ما دفع بالأمين العام الاممي بان كي مون إلى اعتبار بأنه من غير المقبول قمع مظاهرات سلمية بينما ندد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشدة باستخدام الشرطة السورية للعنف. وكانت العاصمة دمشق شهدت الأسبوع الماضي مظاهرتين صغيرتين تم تفريقهما بالقوة من قبل قوات الأمن التي اعتقلت ما لا يقل عن 34 شخصا خلال تجمع لأقرباء المعتقلين السياسيين.