ادلى الحاج محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بحديث ل ''المنتخب'' المغربية، تحدث فيه عن مباراة يوم الأحد المقبل بين المنتخبين الجزائري والمغربي وابدى من خلاله رغبة كبيرة في جعل هذه المباراة عرسا كرويا مغاربيا. المنتخب: كيف تحضرون داخل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم للمواجهة المرتقبة بين المنتخبين الشقيقين الجزائري والمغربي؟ - روراوة: نحضر لها على أنها عرس كروي كبير يجمع بين منتخبين مغاربيين وعربيين شقيقين، ليس القصد أننا نستثنيها عن باقي المباريات الدولية التي نرتب لها، فنحن محكومون بتقاليد كروية لتدبير كل المباريات بنفس الأسلوب ولكن القصد أننا ننظر باستمرار على أن المباراة هي لقاء بين الأشقاء، ما يعني أن هناك موروثا لا بد وأن نحافظ عليه. أتصور أننا إلى الآن رتبنا بشكل جيد لكي تجري المباراة في الظروف التي تضمن لها أن تكون صورة طبق الأصل من كل المباريات التي خاضها المنتخبان الشقيقان منذ نحو نصف قرن المنتخب: ولكن المباراة لها قيمة استراتيجية عند المنتخب الجزائري، إنه مطالب خلالها بالفوز للإبقاء على حظوظه كاملة في الترشح لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012؟ روراوة: ما من مباراة خاضها المنتخبان الجزائري والمغربي إلا وكانت لها أهداف تنافسية، هذا أمر لا جدال عليه، ولكن ما يهمنا نحن بدرجة أولى وهو أن نخرج المباراة في صورة حضارية نرضى عنها نحن كمغاربيين وكعرب، ما يعني أن الحرص كبير على أن نتشبع جميعا بالروح الرياضية وأن نعكس قيمنا الرياضية والحضارية ونحفظ موروثنا الكروي. أما ما يرتبط بالنتيجة، فأنا كنت وما زلت أقول أن المنتخبين معا لهما مكانتهما في الأدوار النهائية، وأنا على يقين من أنهما كان سيتأهلان معا لو لم يلتقيا في ذات المجموعة، اليوم وقد جمعتهما القرعة فلا بد أن يكون التأهل للمنتخب الذي يستحق ذلك، بالنسبة لي كرئيس للاتحادية الجزائرية يهمني أن نوفر للمباراة كل الأجواء السليمة لكي تجرى باحترام كامل للروح الرياضية وللخصوصيات التاريخية أيضا. المنتخب: تعوَّد المنتخب الجزائري أن يلعب بالبليدة، وقبل المباراة ارتفعت أصوات تنادي بإجرائها بملعب 5 جويلية بالجزائر العاصمة، وأنتم قررتم إجراءها بعنابة، هل الأمر أملته مقاربة أمنية؟ روراوة: المنتخب الجزائري لعب أكثر مبارياته الأخيرة بملعب البليدة، ولم يكن ذلك يعني أبدا أنه الملعب الذي سيختص باحتضان كل المباريات، داخل الاتحادية الجزائرية هناك توجه للا مركزية مكان إجراء هذه المباريات، تعرفون أن لنا في الجزائر مركبات رياضية على أعلى مستوى، وعندما نقرر إجراء المباراة بعنابة، فلأن ملعب 19 ماي يستحق بأرضيته وسعة مدرجاته ومرافقه أن يكون مسرحا لمباريات دولية من طينة مباراة الجزائر والمغرب، أيضا هناك توجه لتمكين مدن جزائرية لها ملاعب بالمواصفات المطلوبة لاحتضان مباريات دولية. المنتخب: ولكن الأمر احتاج منكم ترميمات وإصلاحات لكي يكون الملعب جاهزا لاستضافة المباراة/الحدث؟ روراوة : هذا أمر جيد ومطلوب، فقد كانت مباراة 27 مارس مناسبة لكي ندخل على ملعب 19 ماي بعنابة بعض الترميمات التي لم تكن هيكلية على كل حال، ترميمات فرضتها طبيعة المباراة. المنتخب: البعض ذهب عند حديثه عن هذه المباراة إلى استحضار ما تداعى من أحداث مؤسفة في مباراتي مصر والجزائربالقاهرة، ثم بأم درمان السودانية، هل تتوقع أن يدفع الشحن المبالغ فيه إلى توترات ومنه إلى إنفلاتات؟ روراوة: لا أتوقع ذلك ولا أظنه ممكنا وأستبعده بالكامل، لماذا؟ لسبب بسيط هو أن المنتخبين الجزائري والمغربي خاضا ما يناهز العشرين مباراة وكان لكثير منها طابع مصيري وأبدا لم نشهد أحداث عنف وشغب، لأن ما بين الشعبين أكبر بكثير من نتيجة مباراة، وأستدل على ذلك بسنة 1979 عندما فاز منتخب الجزائر بالدار البيضاء على منتخب المغرب وخرج تحت تصفيقات الجماهير المغربية، نفس الشيء حدث سنة 2001 عندما فاز منتخب المغرب بالجزائر وغادر الملعب بتهاني الجزائريين، والذين يتحدثون عن الأحداث المؤسفة التي طبعت مباراتنا أمام مصر، تحدثوا عن مباراة القاهرة ثم عن مباراة السد بأم درمان، ولم يتحدثوا عن مباراة الذهاب بالجزائر، لقد فعلنا كل ما نستطيعه لكي تمر إقامة المنتخب المصري في أحسن الظروف، ولم يسجل خلال الإقامة أي حدث، ما حصل حصل عندما توجهنا نحن للعب بالقاهرة، عموما تلك صفحة طويناها.. المنتخب: المتوقع هو أن يكون الحضور كبيرا لملعب عنابة، هل اتخذتم كافة الإجراءات لتأمين متابعة مريحة للمباراة؟ روراوة: الملعب سعته 58 ألفا، إلا أننا استصدرنا 45 ألف تذكرة فقط، غايتنا في ذلك أن نؤمن للجماهير متابعة مريحة للمباراة، كما أننا خصصنا مدرجا كاملا للجماهير المغربية التي ترغب في متابعة المباراة وبهذا المدرج 3000 مقعد. المنتخب: طيب بماذا تنصح إعلام وجماهير المنتخبين؟ روراوة: بأن يحتفظوا للمباريات المغربية والجزائرية بطابع النبل الذي تميزت به لمدة نصف قرن، أي بالابتعاد كل البعد عن إثارة الحساسيات والتسلح بروح الأخوة، لأنها في النهاية مباراة عابرة، أما ما يبقى فهو المشترك التاريخي.. المنتخب: ماذا تتوقع للمباراة؟ روراوة: ما يهمني كرئيس للاتحادية الجزائرية لكرة القدم هو أن تمر المباراة في ظروف تطبعها المودة والاحترام والروح الرياضية العالية، والفوز في النهاية سيكون من نصيب من يستحقه. المنتخب: ولكنها مباراة مصيرية لمنتخبكم؟ روراوة: من طبعي أن لا أتحدث عما هو تقني في أي مواجهة، فالأمر متروك لأصحاب الاختصاص أي للجهاز التقني. المنتخب: هل تثقون في قدرة المدرب عبد الحق بن شيخة على رفع التحدي؟ روراوة: أكرر أنني حريص على عدم الدخول في التفاصيل التقنية، المنتخب الجزائري يعرف ما عليه، كاتحادية نوفر كل وسائل العمل وقد قلت لك صادقا وبكل أمانة أن مسؤوليتنا تنحصر في تأمين كل الظروف لتكون المباراة في مستوى عمقنا الكروي كجزائريين وكمغاربة.