تحتضن قاعة الموقار الى غاية 8 أفريل الجاري، فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية عين تموشنت الذي حط بها ومعه الكثير من النشاطات والإبداعات التي تذوقها الجمهور العاصمي بشهية. أشار رئيس الوفد الثقافي لعين تموشنت، السيد محمد مقدم، في حديثه ل ''المساء''، أن ممثلي ولايته بالموقار يقدرون ب 38 فردا في مختلف الفنون، حيث أقيمت بالمناسبة العديد من المعارض التي تتصدر بهو الموقار، منها الصناعات التقليدية كصناعة الفخار والحلي والمأكولات التقليدية واللباس ومعرض المكرمي (العقد) والزرابي، وكذا الدعائم الإشهارية التي تعرف بعين تموشنت من كل النواحي السياحية والثقافية والتاريخية. وحضرت أيضا الموسيقى التي تمثلها فرقة مسعود بلمو، فرقة جيل السلام للغيوان، فرقة دار الشباب للولاية، فرقة بلال بوحجر في نو ع القمبري، فرقة العزف على آلات النفخ النحاسية وهو فن رائج جدا في الولاية منذ عشرات السنين، وكذا الفرقة الفلكلورية سي الخطيب للعلاوي من بلدية الحساسنة، وحلت بالمناسبة أيضا فرقة ورشة مسرح الطفل لدار الثقافة عين تموشنت، وكذا الفنان البراح المنشط ربزاري نصر الدين والشاعرة حطاب العالية. وتحدث السيد مقدم عن واقع الثقافة بولايته.. مؤكدا أنه يشهد حراكا قويا من خلال الكثير من التظاهرات، منها المهرجان الوطني للعرائس الذي سيبلغ طبعته الرابعة شهر جوان المقبل، هناك أيضا الأيام الوطنية للعزف على الآلات الموسيقية النحاسية (نفخ) الذي ينظم كل شهر تراث (ماي). عين تموشنت معروفة أيضا بملتقى ''أمجاد الصوفية'' الذي تشرف عليه الزاوية الجازولية وتحت إشراف قطاع الثقافة بالولاية، ويعرف مشاركة باحثين من مختلف مناطق الوطن وممثلين عن العديد من زوايا الجزائر. عين تموشنت معروفة بفن الراي الذي كانت مهده الأول، وبالمناسبة، حط مع الوفد الفنان الكبير بلمو الذي خص ''المساء'' بحوار. كما التقت ''المساء'' رئيس الجمعية الثقافية، سي الخطيب لفن العلاوي بالحساسنة، والذي تحدث عن أصول هذا الفن الجزائري المشهور جدا خارج الوطن. ردا على سؤالها عن الفرق بين العلاوي الجزائري والمغربي، أجاب المتحدث ''المساء''، أن هناك اختلافا كبيرا، ففي الجزائر يوجد ''العلاوي'' و''الصف''، أما في المغرب فهناك ''النهارة'' و''الرقادة'' وهناك اختلاف في الأداء والخصوصية، فالعلاوي له الصيحة ورقصات خاصة تراثية كرقصة المنجل التي تصور موسم الحصاد، والشبه لا يظهر إلا قليلا خاصة في اللباس. يقول السيد مبارك ''تحصلت فرقتنا على الكثير من الجوائز الدولية واندهش من تراثنا الأجانب، ونحن مثلا مطلوبون بالاسم في سويسرا، كما أننا نحافظ على طريقتنا التقليدية، خاصة في الأعراس والوعدات والحفلات، وهي طريقة تعلمناها من الأجداد تماما كما أدوها''. للجمعية مدرسة لتكوين الشباب والأطفال في هذا الفن. يتميز العلاوي العين التموشنتي عن باقي مناطق الغرب الجزائري برقصة ''السبايسية'' وهم جنود الأمير عبد القادر. للإشارة، فقد حصدت الفرقة الجائزة الأولى للمهرجان الدولي للرقص الشعبي بسيدي بلعباس سنة ,.2009 علما أن التحكيم كان أجنبيا (دوليا)، كما تحصلت على الجائزة الأولى في المهرجان الإفريقي وفي عديد التظاهرات التي يحضرها الأجانب في لجان التحكيم. كما التقت ''المساء'' في هذه التظاهرة الشيخ رزالي المداح، وهو منشط ثقافي ومنشط حفلات هذه التظاهرة وفكاهي، وقد أشار إلى أنه ورث هذه الهواية من أجداده، فالبراح كان موجودا في الأعراس ولا يزال، وفي الأسواق ومختلف المناسبات، كما عمل ''مسحراتي'' في رمضان، وقد أدى بالمناسبة مقاطع من النصوص الشعرية التي يؤديها وغالبا ما تكون من التراث (كأشعار مصطفى بن ابراهيم)، ويعتمد المداح على البلاغة والحكم والفطنة والرموز، وأيضا على مدح المدعوين والجمهور ومباركتهم، وأحيانا يؤدي نوعا غنائيا بدويا وهرانيا يقال له ''المدح''. على العموم، التظاهرة تحمل الكثير من تراث عين تموشنت التي عرفت بمفاتنها الطبيعية وبتاريخها وتراثها، وبترحيبها بكل أبناء الجزائر الذين يقصدونها للسياحة.