بمناسبة يوم المعرفة نظمت الجمعية الوطنية للمربين والمتعلمين المختصين المكفوفين بمعية المؤلف الجزائري الكبير عبد الرحمان امالو بقصر الثقافة مفدي زكرياء، يوما دراسيا حول تكنولوجيات الإعلام والاتصال الخاصة بالمكفوفين، حيث ثم عرض أحدث أجهزة الاتصال والإعلام التي يعكف على تحضيرها مختصون، كما تم التطرق إلى احتياجات المكفوفين وعلى رأسها المساعدة من طرف السلطات المعنية من خلال رفع المنحة، ومن ذوي القلوب الرحيمة لتفعيل مساعدة صغار المكفوفين على التعلم والاستفادة من التكنولوجيا، خاصة أن عدد المكفوفين بالجزائر تعدى 7000 مكفوف 40 منهم مثقفون، كما تم توزيع أجهزة إعلام آلي حديثة على أساتذة مختصين من مختلف ولايات الوطن. وقد تطرق السيد علي حيونة رئيس الجمعية في مداخلته إلى دور الإعلام الآلي الريادي في التحصيل العلمي للمكفوفين، لتحضيرهم لغد أفضل من خلال نشر وتوزيع وتعميم أجهزة الإعلام الآلي المتطورة لمساعدتهم، خاصة أن المكفوف بإمكانه أن يقدم الكثير إذا كان بحوزته الجهاز والبرامج، كونه يصبح منتجا وليس عالة على المجتمع. كما أشار المشاركون إلى ضرورة وضع قانون يخدم المعاق من خلال تسهيل عملية الإدماج في عالم الشغل والاستفادة من المساعدات التي يقدمها المحسنون على غرار صندوق الزكاة، ومساعدة الطفل المكفوف على الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة خاصة أنها تخدم هذه الفئة بفضل جهود القائمين على هذا المجال. وتحدث السيد أمين الزاوي الذي وصفه المنظمون بالأب الروحي للمكفوفين الجزائريين عن ضرورة تكافل الجهود من طرف الجميع، أي السلطات المعنية، والمجتمع المدني ورجال المال والأعمال لمساعدة هؤلاء الأطفال الذين من حقهم أن يدرسوا ويتعلموا، ونبه إلى الدور الفعال للإعلام السمعي البصري والمكتوب الذي لابد أن يحمل على عاتقه مسؤولية إيصال معاناة هذه الشريحة لتجد المساعدة اللازمة والفعالة. وعلى هامش اليوم الدراسي تم تقديم أجهزة كمبيوتر مجانا مهداة من طرف السيد عبد الرحمان امالو، والتي قدمها للجمعية، وأهدتها بدورها للمعلمين المختصين، منهم خدوس سليم، بوزيدي رامي، الآنسة بن فريحة، وسيلة وسلامي، فاتح طالب من إيليزي، وهم أشخاص يكوّنون صغار المكفوفين منذ سنوات، حيث علق السيد علي حيونة عن هذا التكريم بقوله ''لقد حان الوقت للاعتراف لهم بالجميل، خاصة أنهم يقدمون الكثير دون انتظار المقابل، وهدايانا رمزية''. ونبه المشاركون إلى أن الإعلام الآلي ضروري حتى يستطيع كل مكفوف الحصول على كمبيوتر ويصبح إنسانا عاديا منتج، كما أن الطفل لا يتعذب في مشواره الدراسي بحيث تحل كل مشاكله الدراسية. السيدة وسيلة بن فريحة من الأساتذة المكرمين على جهودهم، حول هذا التكريم تقول ''هو بالنسبة لي نجاح كبير، فأنا كنت قبل اليوم إنسانة مبصرة وفقدت بصري وأرى أن هذا التكريم بمثابة النجاح الذي لطالما حلمت به في حياتي، فأنا مهندسة في الميكروبيولوجيا، واليوم فرحت أكثر من حصولي على الدكتوراه، طموحي هو مساعدة المكفوفين، وأن تساعدنا السلطات حتى نعيد الابتسامة للآخرين، خاصة أن إعاقة فقدان البصر ليست بالأمر السهل، وأنا أحمد الله أني أكملت دراستي، وأتمنى أن أساعد المكفوفين الآخرين على الدراسة لإيجاد العمل''. وحول التكريم الذي حظي به الأستاذ بوزيدي رامي من برج بوعريريج يقول: ''هذا التكريم حافز بالنسبة إلينا، كما أنه يدفعنا لمساعدة صغار المكفوفين على معرفة الإعلام الآلي، وحلمنا أن يصبح الإعلام الآلي معروفا ومستغلا لدى الصغار، فالمكفوف يحتاج للبحث خاصة إذا واصل مشواره الدراسي، وأتمنى أن يصبح تدريس البراي الآلي من الأمور الجادة، فكل واحد منا معرض للإصابة بفقدان البصر. ويعلق السيد أمالو على مشاركته قائلا ''أسعى بكل جهدي لمساعدة إخواني وأبنائي المكفوفين، فالبداية كانت بأعمالي التي نشرتها بالبراي حتى يتسنى لهم الاستفادة منها، وهديتي المتمثلة في أجهزة الكمبيوتر لتشجيع المعلمين المختصين على المواصلة ولفتح الأبواب أمام المحسنين لمساعدة هذه الشريحة التي تحتاج لمساعدتنا. الجدير بالذكر أن الجمعية قدمت بدورها هدية للسيد أمالوا على المجهودات التي يبذلها للمساعدة-.