سطّر المركز الثقافي الجزائري بباريس للأربعة أشهر القادمة حزمة من النشاطات والمواعيد الثقافية والفنية تتراوح بين الحفلات، العروض الراقصة، المسرح، اللقاءات الفكرية، الأفلام السينمائية، وكذا التكريمات وغيرها من المواعيد التي من شأنها أن تدعّم المشهد الثقافي الجزائري بعاصمة الجن والملائكة. البرنامج الذي وضعه المركز الثقافي الجزائري بباريس يغطي الفترة الممتدة من شهر أفريل إلى أواخر شهر جويلية القادم، يحاول أن يمس جميع الشرائح والأذواق الموسيقية وكذا المهتمين بالشأن الفكري والثقافي، حيث نجد في أجندة المركز القناوي، الشعبي والفنون الإيقاعية، الفنون التشكيلية والركحية، الأدب والشعر، السينما واستحضار الراحلين. حفلات المركز الفنية سيوقّعها عدد من المطربين الذين يشتغلون على شتى الطبوع الموسيقية، حيث سيُمتع المطرب جعفر بن يوسف بباقة من الأغاني المستمدة من الرصيد العاصمي وما تركه الفنان الراحل صاحب الصوت المتميّز سامي الجزائري وذلك يوم السبت القادم، على أن يقدّم في الثلاثين من الشهر الجاري حكيم صالحي حفلا سيمتزج فيه الرقص بالغناء، لتتوالى الحفلات الغنائية على غرار حفل الفنان جعفر آيت منقلات في الرابع عشر ماي القادم، الحاج عبد الرحمان القبي في السابع والعشرين ماي المقبل. حفل الثالث من جوان المقبل سيوقّعه الضارب على الإيقاع ''ام'' الذي سيحيي حفلا عالميا مستوحى من الثراء والتنوّع القادم من أمريكا اللاتينية، إفريقيا والمغرب، حيث سيقدّم هذا الفنان في الإيقاع والذي أحدث ثورة في هذا الفن مزيجا من مختلف الإيقاعات والمقاطع الموسيقية التي جعلت منه مرجعا في هذا النوع من الفن. وفي انتظار أن يجد مشكل الفنان محمد روان الحلّ ويحصل على تأشيرة الدخول إلى الأراضي الفرنسية لإحياء حفل في الرابع من جوان القادم، يحلّ الفنان الملتزم لونيس آيت منقلات ضيفا على المركز يومي الثاني والثالث جويلية القادم لإمتاع روّاد المركز بما جادت به قريحته من أشعار وموسيقى جعلت منه على مرّ السنين علامة فاصلة في المشهد الغنائي الجزائري عامة والقبائلي خاصة. وفيما ستقدّم تعاونية ''ليال'' للرقص وجمعية ''موزاييك ''95 عرضا للرقص الشرقي في التاسع والعشرين، حيث سيمنح الحاضرين سفرا إلى المغرب والشرق الأوسط مليئا بالإبداع والكوريغرافيا المتناسقة التي ترفع شعار ''ألوان شرقية''، تعرض حاليا برواق المركز الفنانة نادية شيزبارة إلى غاية الثلاثين أفريل الجاري عددا من اللوحات اختارت لها عنوان ''رسم الصحراء''. وضمن المعارض دائما، وإحياء لمجازر الثامن ماي ,1945 ينظّم المركز وقفة استذكار من خلال عدد من الأنشطة على غرار معرض صور لعابد عبيدات مرفوقة بنصوص لجون لوي بلانش، يحمل عنوان ''على آثار مجزرة بعد أكثر من 65 سنة''، ويستمر هذا المعرض من العاشر إلى الواحد والعشرين ماي القادم، ومن السادس والعشرين ماي إلى الثامن عشر جوان، تنظّم الفنانة صونيا برداسي معرضا بعنوان ''انعكاسات''. الفن الرابع حاضر في أجندة المركز الثقافي الجزائري بباريس، حيث يقدّم المسرحي محمد ميهوبي في الرابع عشر أفريل الجاري عرضه الفكاهي ''جزائري وفخور''، وعن رواية ''سنونوات كابول'' لياسمينة خضرة تقترح المخرجة أنطوانيت سينيور التي أشرفت على الاقتباس عرضا يحمل نفس عنوان الرواية في الواحد والعشرين من ماي القادم، لتليها عروض مسرحية أخرى على غرار ''المضحى بهم'' للوران غودي و''قصر قش إيطاليا''. ويضرب المركز موعدا مع عدد من الوجوه الأدبية والفكرية، إذ يستضيف الباحث الأنتروبولوجي المختصّ في ما قبل التاريخ وفن النقوش الصحراوية جون لويك لوكلاك في محاضرة حول ''في إعادة اكتشاف نقوش التاسيلي'' وذلك في الثامن والعشرين أفريل الجاري، لتليها في الواحد والعشرين أفريل محاضرة حول البرنامج النووي الفرنسي في الصحراء الجزائرية للأستاذ عمار منصوري، ليستضيف المركز في الخامس ماي الأستاذ مصطفى بودينة للحديث عن كتابه ''الناجون من المقصلة'' الصادر عن الوكالة الوطنية للنشر، الإشهار والتوزيع ''أناب''. ''المسائل الديمغرافية في الجزائر'' هو صلب المحاضرة التي تلقيها البروفيسور مليكة لعجالي في الثاني عشر ماي المقبل، وتعقبها في التاسع جوان محاضرة للمطربة بهجة رحال والأستاذ سعدان بن بابا علي حول كتاب ''بهجة النفوس في بهاء جنات الأندلس''، ليقدّم يحي بلعسكري روايته ''إذا كنت تبحث عن المطر، فهو يأتي من السماء'' في السادس عشر جوان القادم. واحتفالا بالذكرى التاسعة والأربعين لاستقلال الجزائر، سطّر المركز برنامجا يحمل في طيّاته معرضا جماعيا لحسيبة بوفجي، مهدي جليل، مونيا فرادة وصوريا كرجاني يحمل عنوان ''الجزائر..غدا'' ويستمر من 22 جوان إلى 9 جويلية القادمين، ويحمل في زواياه نظرة التشكيليين، المصوّرين والمصمّمين للجزائر في شتى مظاهر الفن والتعبير الجمالي، كما برمج بالمناسبة حفلا لطلبة ورشة الموسيقى العربية الأندلسية التي تشرف عليها المطربة نسيمة، ومعرضا للوحات ورسوم لورشة الفنون التشكيلية التي يشرف عليها الفنان محمد بوزيد. ''عطلة المفتش الطاهر'' لموسى حداد، ''قصبة الجزائر'' لنصر الدين بن عاليا بالتعاون مع سيد علي العنقا، ''الأفيون والعصا'' لأحمد راشدي وكذا ''روني فوتيي'' لصبرينة مالك وأرنو سوليي هي الأفلام التي تزيّن برنامج المركز السينمائي، إضافة إلى محطات أخرى ستصنع صيف الجزائريين بباريس وضواحيها.