تدرك غدا منافسات كأس الجزائر لكرة القدم دورها النهائي، الذي يجمع بين اتحاد الحراش المسلح بطموح وفنيات عناصره وشبيبة القبائل المسلح بخبرته والباحث عن تتويج ينسيه خيبته في البطولة الوطنية من جهة وخسارته المذلة في كأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم في جولتها الفارطة امام ''ميسيل'' الغابوني، الذي وضعه في حجمه الحقيقي من جهة اخرى. طموحات الكواسر وخيبات الكناري القبائلي وإثارة هذه المواجهة التي ينتظر أن تكون كبيرة، كلها عوامل تجعل جماهير الكرة المستديرة تتوقع نهائيا يذكرنا بأكبر محطات السيدة الكأس، وربما هذا ما سيجعل الاقبال قياسيا على مدرجات ستكون مزدانة بألون الاصفر وعلى خلاف العادة. وبصرف النظر عمن سيفوز او يتوج بهذه الكأس، فإن اهمية المواجهة في حد ذاتها تجعل التكهن صعبا بل وتجعل كل التوقعات واردة، لإن واقع الحال يقول لابد من فائز ومتوج في نهاية المطاف .. اما من سيكون هذا الفائز فتلك قراءة اخرى نجدها على وجه الخصوص في تصريحات الاطراف التي تنشط هذا النهائي. وإذا اخذنا بما يدور في معسكر اتحاد الحراش، فكلمة السر اصبحت تقال في العلن، فهم يقولون سنتوج لأننا الاقوى والاحسن مقارنة بخصمنا الذي لقناه درسا في البطولة حين فزنا عليه ذهابا، وهم يتذكرون كرة بوعلام التي كادت ''تخرق'' شباك برافان واستقرت في زاويته دون ان تسقط ارضا. ويقولون ايضا ان النهائيين السابقين اللذين لعبهما الاتحاد عادا اليه بالعرض والنتيجة، كما يجمعون بأن النتائج المنتظمة التي احرزها الفريق في الاسابيع الاخيرة تعطيه الافضلية من الناحية البسيكولوجية، بل ويقولون ايضا انهم سيلعبون بدون ضغط، لأن جمهور الكواسر اصبح يتحلى بالصبر في مثل هذه المواجهات الكبيرة ويتعامل معها بالطريقة التي تجعل فريقه يحول تأخره في كثير من المبارايات الى نصر . أما الكناري الذي يزخر سجله بانتصارات كبيرة في الكأس فهو وإن اختلف من حيث القدرة عن ذلك الفريق الذي كان يملكه في اعز ايامه وكان يرهب به خصومه في مثل هذه المواعيد الكبرى، فإنه بالمقابل يملك القدرة على المواجهة وبالتالي نسيان ما لحق به امام هذا الخصم في البطولة، وربما يسعى ايضا الى التعويض، بعد ان اصبح يرى حظوظه في كأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم في مستوى نقطة الصفر، بعد أن لطخت الهزيمة النكراء التي مني بها في الغابون، سجله في كأس القارة. وللشبيبة اوراقها الرابحة، لكن لا احد بإمكانه قراءة نفسية لاعبيها، وخاصة نفسية هدافها حميتي المتأثر نفسيا من حكم العدالة الذي ادانه بالسجن في قضية حادث مرور قاتل تسبب فيه بمدينة تيزي وزو، ولا شك انه عندما ينزل هذا اللاعب الى الميدان وهو تحت تأثير هذه الازمة، فالاكيد أن رفاقه الذين كانوا يراهنون عليه سيتأثرون كثيرا، كما ان تأثر الشبيبة بهزيمة الغابون، قد تصعب على لاعبيها الخروج بسرعة من الدوامة التي وضعتهم فيها الخرجة الفاشلة في تلك المنافسة القارية، ولو أن الرئيس حناشي حاول من البداية التقليل من وطأة الاخفاق الافريقي، حين قال للاعبيه ''اننا لابد ان نركز على كأس الجزائر كهدف رئيسي لهذا الموسم''. هذه الحقائق يجب الوقوف عندها قبل المباراة واثناءها، طالما ان العوامل النفسية هي التي تصنع النتائج في منافسات الكأس، الى درجة ان الخبرة باتت هي الاخرى خارج نطاق التكهنات.