أبرز حزب التجمع الوطني الديمقراطي أمس الأشواط الكبيرة التي قطعها الاعلام وحرية التعبير في الجزائر، في سبيل تكريس معايير الديمقراطية والمواطنة، داعيا الى ضرورة وحتمية تفاعل الأسرة الاعلامية مع المشروع الاصلاحي لقطاع الاعلام بروح مسؤولة تضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار. وأكد الأمين العام للحزب السيد أحمد أويحيى في كلمة احتفاء باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة المصادف ل3 ماي من كل سنة قرأها نيابة عنه الناطق الرسمي للتجمع الوطني الديمقراطي السيد ميلود شرفي بنزل السفير بالعاصمة، أن الأسرة الاعلامية تعد عنصرا فاعلا في الحياة الوطنية وشريكا استراتيجيا في بناء الديمقراطية الى جانب بقية كل المكونات الوطنية من أجل بناء وإشاعة ثقافة الممارسة الديمقراطية في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة. وأضاف السيد أويحيى أن الاحتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة ليس مقصورا على كونها مهنة وإنما تعتبر وظيفة أساسية ورسالة حضارية نبيلة في أي مجتمع، موضحا أنه لايمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عنها بحكم دورها الهام في نشر المعلومة الصادقة ونقل الواقع كما هو الى الجمهور. ونوّه الأمين العام للأرندي في السياق، بالجهود الجبارة التي تبذلها الأسرة الاعلامية منذ الاستقلال لترشيد وتطوير الرسالة الاعلامية، قائلا: ''أن التعددية الاعلامية ما فتئت تبرهن يوما بعد يوم على فعاليتها وقدراتها على المساهمة الجادة في النهوض بالقطاع واضطلاع الصحافة الوطنية بدورها الحضاري خدمة للوطن وللرسالة الاعلامية النبيلة''. وتوقف المتحدث عند المكاسب والقرارات التي افتكها قطاع الاعلام، مشيدا بالقرار الشجاع الذي اتخذه رئيس الجمهورية والقاضي برفع التجريم عن الصحفيين من خلال إلغاء المادة 140 مكرر من قانون العقوبات. كما جدد مباركة حزبه لقرار تعديل قانون الاعلام والقوانين الأخرى في سياق الاصلاحات السياسية التي تصبو الى تعزيز وتجذير النمط التعددي الذي تتمتع به البلاد. وأشاد السيد أويحيى بالمستوى الرفيع الذي بلغته وسائل الاعلام وفي مقدمته الصحافة المكتوبة العمومية منها والخاصة التي قال في شأنها: ''أنه يحق لنا أن نفخر بالأشواط الكبيرة التي قطعتها بعد أكثر من 20 سنة من التعددية الاعلامية، فقد أصبحت الجزائر تزخر بأكثر من 320 عنوانا منها حوالي 100 يومية بعد أن كانت 80 إضافة لإحصاء حوالي 5 ألاف صحفي بعد أن كان عددهم لايتعدى 4200 في السنة الماضية'' كما استعرض التطور الكبير الذي حققته بعض المؤسسات الاعلامية على غرار المؤسسة العمومية للتلفزيون والاذاعة الوطنية بمختلف قنواتها ومحطاتها ووكالة الأنباء الجزائرية ومختلف المطابع وجهودها المستديمة لتكريس الاعلام الجواري وفتح مساحات متنوعة للمواطن تسمح له بالتعبير عن آرائه بشكل أفضل وتثبيت الدعائم الأساسية لمهنة الاعلام في الجزائر. وجدد المسؤول دعم قيادة حزبه لمطالب الأسرة الاعلامية الداعية لتعديل قانون الاعلام الصادر سنة 1990 وتكييفه مع المستجدات الحالية، معتبرا أن الوقت قد حان للتفكير في فضاء اعلامي أوسع وأرحب وأكثر حرية. واغتنم الأمين العام للأرندي الفرصة للترحم على كافة أرواح الاعلاميين الذين ناضلوا باللسان والقلم من أجل تحرير الوطن خلال سنوات الاستعمار والعشرية السوداء. ومن جهة أخرى، شهدت أشغال إحياء اليوم العالمي لحرية التعبير تنظيم ندوة وطنية حول مستجدات المنطقة العربية في المشهد الاعلامي الجزائري، شارك فيها العديد من الاساتذة المحاضرين ومسؤولي بعض الجرائد كالشروق والفجر وليكسبريسيون، الذين دعوا إلى ضرورة التقيد بأبجديات الاعلام النزيه والبناء في نقل الحقائق الوقائع دون تهويل أو افتراء. كما أدانوا بشدة تكالب بعض منابر الاعلام الأجنبية من خلال ترويجها لشائعات وأخبار مغلوطة ترمي لتوريط الجزائر في قضايا تعاملت معها وفق سياستها الثابتة الداعمة لمبدإ عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول. وفي نفس الوقت الدفاع عن الاستقرار الدولي خصوصا في المنطقة المغاربية والعربية بشكل عام. وللاشارة، شهد ختام الندوة تكريم بعض الوجوه الاعلامية بهذه المناسبة منهم عائلة الفقيد السيد محمد العربي غرّاس المدير العام الأسبق لجريدة ''المساء'' وعائلة الزميل المرحوم علي يونسي كعرفان لما قدموه من جهود خدمة لرسالة الاعلام النبيلة.