أكد الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى أمس أنه آن الأوان لتحين قانون الإعلام 1990 مع المعطيات والظروف الحالية من أجل انتزاع المزيد من الحريات في القطاع الإعلام لتجنب الفشل والاندثار، وبالمقابل دعا أويحيى الصحافيين إلى استقاء الدروس من التجارب السابقة والعمل بجد ومهنية في الدفاع عن صورة الجزائر التي تتعرض إلى تكالب بعض الدول الأجنبية من خلال تسخير الفضائيات لمحاولة توريط الجزائر في قضايا تعاملت معها وفق سياستها الدائمة والثابتة. وقال أويحيى في رسالة وجهها للإعلاميين عشية الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير قرأها نيابة عنه الناطق الرسمي للحزب ميلود شرفي، في أشغال الندوة الوطنية حول مستجدات المنطقة العربية في المشهد الإعلامي الجزائري المنظمة بفندق السفير بالعاصمة، أنه جدير بنا أن نتذكر بعد مرور 18 سنة من إقرار يوم الثالث ماي عيدا لحرية الإعلام، أن تحقيق هذه الحرية والتعددية الإعلامية يعود إلى قانون الإعلام 1990، الذي سمح لنا جميعا بالانطلاق في فضاء إعلامي أوسع وأرحب أكثر حرية وأكثر شفافية، غير أنه بعد مرور عقدين من الزمن من العمل بهذا القانون يرى الحزب أنه من الضروري تعديله وتكييفه مع ما يجري من حولنا من مستجدات، ومعالجة الثغرات والنقائص وإزاحتها مع الحفاظ على المكاسب الموجودة فيه. وأكد أويحيى في رسالته، أن التجمع الوطني الديمقراطي من خلال أمينه العام وقيادته لن يدخر جدها في مساندة الأسرة الإعلامية من أجل تحقيق هذا المبتغى كما سيكون بجانب الصحافيين مساندا ومدعما لخطاهم نحو أكبر مساحة من الحرية في كنف الديمقراطية، فلا ديمقراطية دون إعلام تعددي ونزيه على حد قوله. وضم زعيم الأرندي صوته إلى صوت الداعين إلى فتح قطاع السمعي البصري وتحرير هذا الفضاء في كنف حرية التعبير، من أجل مواكبة التحولات العملاقة التي تشهدها الساحة الإعلامية وهذا في إطار شراكة بين القطاعين العمومي والخاص. وبعد أن أشاد بالقرار «الشجاع والحكيم» الذي اتخذه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والقاضي برفع التجريم عن الصحفي، وتعديل قانون الإعلام في إطار الإصلاحات السياسية التي تصبو إلى تعزيز وتجذير النمط التعددي الذي تتمتع به البلاد، قال أويحيى أنه «من الضروري والحتمي أن تتفاعل الأسرة الإعلامية مع هذا المشروع الإصلاحي إيجابيا ونوعيا وبروح مسؤولية تضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، نظرا لدورها الكبير وتأثيرها البالغ في التحسيس والتأثير وفي توجيه الآراء وجهة صحيحة». وفي هذا السياق، شدد الأمين العام للأرندي على ضرورة أن يستوعب الصحافيون الدروس السابقة للانطلاق من جديد من خلال العمل على خلق نهج مشترك يسمح التعاطي بشكل أحسن مع مستجدات الأمور، لافتا الانتباه إلى أن المواطنين ينتظرون من إعلامهم أن يكون دائما كما عاهدوه وقت الشدائد حاملا لرسائل إنسانية، ناشرا لمفاهيم وطنية، ومدافعا عن ثوابت ومقدسات الأمة، ولا يريدون منه أن يغرق في جدل لا يخدم قضايانا، ويسقط في وحل البحث عن أمور هامشية. وفي تقييمه للتجربة الإعلامية التعددية في الجزائر، أكد أويحيى أن الإعلام الجزائري قطع أشواطا كبيرة في مجال التعددية الإعلامية، فبعد أكثر من عشرين سنة من إقرارها أصبحت الجزائر تزخر بأكثر من 320 عنوان، منها قرابة 100 يومية بعد أن كانت 80 يومية، ووجود قرابة 5 آلاف صحفي بعد أن كان العام الماضي في حدود 4200 صحفي، كما استطاعت بعض العناوين إنشاء مطابع خاصة بها، وتكوين شبكة واسعة للتوزيع. تجدر الإشارة إلى أن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، فضل بمناسبة إحياء اليوم العالمي لحرية التعبير تكريم الصحافيين الذين رحلوا عنا مؤخرا على غرار الصحفي بيومية «المساء» علي تونسي، رئيس تحرير يومية «الخبر» عثمان سناجقي، والصحفي بالقناة التلفزيونية كنال ألجيري «يزيد» وغيرهم من الصحافيين الذين قدموا الكثير لقطاع الإعلام ورحلوا عنا وهم في عز العطاء.