سيضطلع الرئيس الحالي لمجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح بمهمة قيادة المشاورات مع الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية لإنجاح مسار الإصلاحات السياسية والإعلامية التي من شأنها أن تمكن الجزائر خلال الأشهر القليلة القادمة من استكمال انفتاحها على الديمقراطية والحريات في إطار النظام الجمهوري. وسيتولى السيد بن صالح وفق المهمة الرسمية الموكلة له من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في إطار لقاءات تشاورية جمع آراء واقتراحات الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية حول مجمل الإصلاحات المعلن عنها لاسيما ما تعلق منها بمراجعة الدستور. وقد كلفه الرئيس بوتفليقة بهذه المهمة بالنظر إلى تجربته الطويلة ومعرفته العميقة بالساحة السياسية الوطنية إذ كرس السيد بن صالح معظم حياته المهنية للعمل البرلماني كما تولى عدة مناصب سامية في جهاز الدولة . بدأ السيد بن صالح الذي ولد في 24 نوفمبر 1941 بدائرة فلاوسن بولاية تلمسان حياته المهنية بالعمل كصحافي بالجريدة اليومية ''الشعب'' سنة 1967 ثم مراسلا ومدير مكتب الشرق الأوسط في الجزائر. وشغل نفس المسؤول المتحصل على شهادة الإجازة في العلوم القانونية عدة مناصب بين سنوات 1970 و1994 من أهمها مديرا عاما لجريدة ''الشعب'' وسفيرا للجزائر لدى المملكة العربية السعودية ومدير الإعلام وناطقا رسميا لوزارة الشؤون الخارجية. وكان رئيس مجلس الأمة عضوا وناطقا رسميا ل''لجنة الحوار الوطني'' التي قادت الحوار والتشاور بين مختلف القوى السياسية وممثلي المجتمع المدني وأعدت لندوة الوفاق المدني (فيفري 1994). وقد انتخب السيد بن صالح سنة 1994 رئيسا للمجلس الوطني الانتقالي بمناسبة إنشاء هذا الأخير الذي أوكلت له مهام التشريع خلال المرحلة الانتقالية (ثلاث سنوات) ليؤسس في سنة 1997 بمعية مجموعة من المناضلين حزب التجمع الوطني الديمقراطي وينتخب رئيسا له. في 14 جوان 1997 انتخب رئيسا للمجلس الشعبي الوطني إلى غاية 02 جويلية 2002 تاريخ انتخابه بالإجماع رئيسا لمجلس الأمة ليقوم طيلة هذه الفترة التشريعية بعدة نشاطات ومهام سياسية داخل وخارج البلاد. في 09 جانفي 2004 أعيد انتخاب السيد بن صالح في جلسة علنية وبالإجماع رئيسا لمجلس الأمة كما انتخب في 30 نوفمبر من نفس العام رئيسا للاتحاد البرلماني الإفريقي. وقد جدد أعضاء الغرفة العليا للبرلمان في 10 جانفي 2010 الثقة في السيد بن صالح الذي أعيد انتخابه في ذات المنصب. حظي السيد بن صالح بشرف المشاركة في الثورة التحريرية في صفوف جيش التحرير الوطني وقد قلد وسام هذا الجيش ووسام الاستحقاق الوطني كما تم تشريفه من قبل العديد من الدول الصديقة التي قلدته أيضا أوسمة الاستحقاق الوطني حسب النظام الدستوري لكل واحدة منها. (وا)