أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبوعبد الله غلام الله، أمس، أن السلطات شرعت في المدة الأخيرة في إعادة ضبط نشاط الجمعيات المسيحية في الجزائر من خلال مطالبتها بتكييف هياكلها مع القانون الخاص بممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين· وعاد الوزير في لقاء مع الصحافة على هامش افتتاح الاسبوع الوطني التاسع للقرآن الكريم، الى كل ما يثار حول قضية التنصير في الجزائر في المدة الاخيرة ومدى احترام الجمعيات للتشريع المعمول به منذ شهر فيفري 2007، تاريخ دخول قانون ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين حيز التنفيذ· وأوضح أن وزارة الشؤون الدينية، طالبت من وزارة الداخلية بصفتها المسؤولة على تنفيذ القانون، بإجبار الجمعيات المسيحية المعتمدة في الجزائر، على تكييف هياكلها مع النص التشريعي من خلال تجديد ملفات اعتمادها·وقال الوزير، ان الطلب يخص ثماني جمعيات مسيحية بروتستانتية وكاثوليكية وأخرى خاصة بالإنجيليين الجدد· وكشف السيد غلام الله، أن وزارته طالبت من الداخلية أيضا موافتها بقائمة كل الجمعيات المسيحية الناشطة في الميدان، معتبرا هذه الخطوة بالعادية وتدخل في سياق ممارسة الوزارة لنشاطها الرقابي، خاصة وأن وزير الشؤون الدينية هو الذي يترأس اللجنة الوطنية المكلفة بممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين· وقال أنه مضى وقت طويل دون أن تكيف تلك الجمعيات هياكلها مع قوانينها الداخلية وخاصة فيما تعلق بانتخاب مكاتبها وتقديم حصيلتها المالية والأدبية·وتأتي هذه الخطوة أياما فقط بعد إعلان الوزير أن جمعيات بروتستانتية وهي الأكثر انتقادا اليوم للقانون لم تجدد اعتماداتها منذ سنة 1973 · وأوضح الوزير، أن هذه الإجراءات لا تعني التضييق على هذه الجمعيات بل أن مجال تأسيس الجمعيات مفتوح للجميع بما في ذلك الجمعيات المسيحية ولكن بشرط احترام القانون الساري المفعول·وذكر من جهة أخرى أن غلق بعض الأماكن السرية المستخدمة للعبادة من طرف بعض المسيحيين هو إجراء يصب في مصلحة رواد الكنيسة أنفسهم حيث يقيهم ذلك التعرض لأي مضايقات· ولم يُفوت الوزير فرصة لقائه بوسائل الإعلام ليوجه انتقادات لبعض الصحف الوطنية، حيث ابدى استغرابه للحملة التي شنت ضده بعد اصداره قرار غلق اربع كنائس سرية، وقال:"لقد شنت حملة ضد شخصي بعد اتخاذ قرار غلق تلك الكنائس رغم ان نفس العناوين الصحفية عبّرت عن ارتياحها لإقدام الحكومة على غلق بعض المساجد غير المرخص بها"، واعتبر الوزير رد فعل هذه الصحف "إما سوء فهم للموضوع أو محاولة للمساس بسمعة الجزائر"· وفي نفس الموضوع صرّح رئيس جمعية العلماء المسلمين الشيخ عبد الرحمان شيبان، أن منظمته لن تسكت عن "آفة التنصير التي انتشرت بصفة مقلقة في السنوات الأخيرة في الجزائر"، وقال في تصريح للصحافة امس، على هامش افتتاح الاسبوع التاسع للقران الكريم، أن تفتح الجمعية على مختلف الديانات الاخرى لا يعني انها ستتغاضى عن حملات التنصير التي تستهدف الشباب الجزائري بل "سنقف في وجهها بكل ما أوتينه من قوة"· ومن جهة أخرى وبهدف تشجيع حفظة القرآن الكريم ، أعلن الوزير عن التحضير لمسابقة خاصة بحفظة القرآن الكريم من صنف البنات ستنطلق مباشرة بعد اختتام فعاليات الاسبوع التاسع لحفظ القرآن، الذي انطلق امس، والمخصص لفئة الذكور وعددهم 15 طالبا حيث يتمكن الفائزون من تمثيل الجزائر في مختلف المسابقات الدولية لحفظ القرآن الكريم· وتحدث الوزير كذلك عن برمجة وزارة الشؤون الدينية لملتقى مغاربي ينظم الشهر القادم بولاية عين الدفلى حول المذهب المالكي· وعلى صعيد آخر، أكد الوزير أنه في انتظار تعيين رئيس ديوان الحج الذي تم استحداثه مؤخرا، شرعت الوزارة في التحضير لموسم الحج القادم·وأعرب السيد غلام الله عن أمله في انطلاق بناء مشروع مسجد الجزائر الأعظم في أواخر السنة أو مطلع السنة المقبلة· وبالموازاة مع هذا، قال الوزير أن 96 إماما قتلوا خلال الأزمة الأمنية التي عرفتها الجزائر وأعلن عن إقامة نصب تذكاري قريبا لتخليد أرواحهم·