قال الدكتور أحمد سليماني أستاذ في تاريخ الحضارات بجامعة الجزائر2 إن الثورة الجزائرية المتميزة عالميا كان وراءها مثقفون جزائريون، مشيرا إلى أن الدراسات التاريخية المتعلقة ببعض الشخصيات الثورية لم تنل حقها من البحث، وأن هذه النخبة عرفت صراعات قبل وأثناء وبعد الثورة، وقد أخطأت في فرض النظام الاشتراكي من قبل جماعة أخلطت أيضا أوراق الحكومة الجزائرية المؤقتة في بناء الدولة الجزائرية الفتية خلال مؤتمر طرابلس. وأوضح الدكتور سليماني في محاضرة ألقاها أمس بجريدة ''الشعب'' تحت عنوان ''المثقفون والثورة الجزائرية''، أن الشخصيات الثقافية كانت دائما في واجهة مقاومة المستعمر الفرنسي، حيث استدل في هذا الصدد بثورة الأمير عبد القادر الذي يعد شخصية بارزة ومثقفة ثم حفيده الأمير خالد الذي لم يحظ بدراسة عميقة باستثناء كتاب ألفه محفوظ قداش عنوانه ''الأمير خالد''، ثم عرج على أبي الوطنية مصالي الحاج الذي اتهم بخيانة الحركة الوطنية ولكنه في الواقع عرف خلافات مع المجموعة ال22 المفجرة للثورة حول توقيت انطلاق الثورة، ليصل إلى عبان رمضان الذي يعد أحد كبار منظري الثورة بالإضافة إلى لمين دباغين الذي قال عنه المحاضر بأنه أخطأ في عدم كتابة مذكراته. وقال الدكتور سليماني أن دور المثقف بعد الاستقلال باهت، حيث برز خلاف كبير بين الحكومة الجزائرية المؤقتة في مؤتمر طرابلس وقال أنه حبذا لو تم التوصل إلى اتفاق وسط يرضي جميع الأطراف وليس بفرض منطق العسكريين على قرارات السياسيين من أعضاء الحكومة الجزائرية المؤقتة. وأشار المتحدث في معرض حديثه عن الأمير خالد الى أنه كان يعتمد على فن المسرح لتبليغ الفكر الوطني التحرري فضلا عن العمل السياسي، كما كون فرقا مسرحية في الجزائر العاصمة والبليدة والمدية من أجل بث ونشر الوعي الوطني في وسط الشعب الجزائري. وبخصوص موضوع كتابة تاريخ الثورة التحريرية أفاد السيد سليماني أن الوقت الراهن يشجع على كتابته دون عقد أو تأنيب الضمير أو المراقبة الذاتية التي كانت تمارس في الكتابات السابقة.