بدأت الساحة الشرق أوسطية تعرف حراكا دبلوماسيا مكثفا بعد جمود بائن على أمل حلحلة الوضع باتجاه إقناع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالعودة إلى طاولة المفاوضات المتوقفة منذ أكتوبر الماضي. فبينما يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم بالمبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط الجديد ديفيد هيل بالعاصمة الأردنية تستعد رئيسة الدبلوماسية بالاتحاد الأوروبي كاترين اشتون إلى التوجه إلى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة الأسبوع المقبل في مهمة لإعادة تحريك مسار السلام. وإذا كان العنوان الظاهري للقاء عباس هيل ولزيارة اشتون هو تفعيل هذه المفاوضات المتعثرة منذ سنوات فإن هدفها الخفي يبقى ممارسة المزيد من الضغوط على السلطة الفلسطينية لحملها على التخلي عن فكرة التوجه إلى الجمعية العامة الأممية شهر سبتمبر المقبل لطلب الاعتراف الدولي بدولة فلسطين المستقلة القائمة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وهي الخطوة التي لم تستسغها لا الإدارة الأمريكية ولا حتى الدول الأوروبية بينما رفضتها رفضا قطعيا إسرائيل التي قضت على كل محاولة لتفعيل العملية السلمية بتأكيد رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو على رفضه التنازل على الأراضي المحتلة عام 1967 وأن القدسالمحتلة هي العاصمة الأبدية للدولة العبرية. ويقوم موفد السلام الأمريكي بأول زيارة له إلى الأراضي الفلسطينيةالمحتلة منذ تعيينه في 13 مارس الماضي خلفا لسابقه جورج ميتشل الذي استقال بعد عامين من شغله هذا المنصب دون أن يتمكن من إحراز أي تقدم على مسار السلام في الشرق الأوسط. وعادت الولاياتالمتحدةالأمريكية لتستأنف وساطتها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بهدف قطع الطريق أمام أي محاولة لطرف أو جهة ثانية لوضع يدها على هذه القضية التي استأثرت بها منذ سنوات. وكانت آخر هذه المساعي التحرك الفرنسي الداعي إلى عقد مؤتمر دولي للسلام شهر جويلية القادم ولكنه قوبل برفض أمريكي إسرائيلي صريح. والمؤكد أن الإدارة الأمريكية التي فشلت مرارا في تقريب وجهات النظر بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بسبب انحيازها المفضوح إلى الطرف الثاني تحاول هذه المرة أيضا وضع السلطة الفلسطينية أمام الأمر الواقع لإرغامها على العدول عن مسعاها في التوجه إلى الأممالمتحدة. وهو ما يطرح التساؤل حول جدوى زيارة رئيسة الدبلوماسية الأوروبية كاترين اشتون إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية إذا كانت مواقف الطرفين الإسرائيلي والأمريكي معروفة من مسعى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. والمؤكد أنه لا يمكن لأشتون أن تقنع إسرائيل بتبني موقف غير موقفها المبدئي والذي لا تفوت فرصة إلا وأكدته سواء بالأقوال أو الأفعال. فأمام المساعي الغربية الرامية لإحياء عملية السلام مجددا لا تجد إسرائيل أي حرج للتخطيط لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في القدسالمحتلة التي من المفروض أن يكون جزؤها الشرقي عاصمة للدولة الفلسطينية المنتظرة. وأفادت مصادر إعلامية أن ما يسمى باللجنة الفرعية لتسريع البناء الاستيطاني ناقشت مخططات لبناء7900 وحدة استيطانية جديدة في الجزء الشرقي من مدينة القدس. وذكرت جمعية ''عير عميم'' الحقوقية الإسرائيلية في بيان لها أمس بأن هذه المخططات ستسمح بإضافة ما يقارب 4400 وحدة استيطانية إلى عدد الوحدات الاستيطانية القائمة اليوم شرقي القدس. وكانت سلطات الاحتلال قررت قبل يومين هدم مسجد قرية المعصرة جنوب مدينة بيت لحم بالضفة الغربية بحجة البناء غير المرخص. وقال محمد بريجية المتحدث باسم اللجنة الشعبية لمواجهة الجدار والاستيطان في بيت لحم إن قوة من جيش الاحتلال كان يرافقها موظفون من ما يسمى بالإدارة المدنية اقتحموا القرية وسلموا أحد السكان إخطارا بهدم مسجد القرية.