باشرت كاتبة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، أمس، اتصالات مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، ولكنها لم تغير شيئا من موقف بلادها عندما حمّلت الفلسطينيين بطريقة غير معلنة، مسؤولية الانسداد في عملية السلام·وقالت رايس في لقاء صحفي عقدته مباشرة بعد محادثات أجرتها مع نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني، أنه يتعين على الفلسطينيين القيام بتحسينات ملموسة في الميدان من أجل تدعيم الثقة في مفاوضات السلام الجارية· يذكر أن وزيرة الخارجية الأمريكية حلت أول أمس، بفلسطين المحتلة، في ثاني زيارة لها في أقل من شهر ولكن العديد من المتتبعين أكدوا أن الهدف من الزيارة كان التأثير على مقررات قمة دمشق ولم لا إفشالها؟ بعد أن كانت قد دعت صراحة الرؤساء والملوك العرب الى مقاطعتها وكان لها ما أرادت بالنظر الى المشاركة الباهتة في القمة العشرين للجامعة العربية· وتصب هذه القناعة في مضمون تصريحات رايس التي حمّلت الجانب الفلسطيني دون الإسرائيلي مسؤولية الجمود الذي ضرب العملية السلمية رغم علم الجميع أن ادارة الاحتلال تبقى المسؤول الأول والأخير على وصول هذه المفاوضات إلى طريق مسدود· يُذكر أن رايس كانت إلتقت في اجتماع ثلاثي، الوزير الأول الفلسطيني سلام فياض ووزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك بالقدس المحتلة· وقالت مصادر إسرائيلية أن اللقاء فشل في تحقيق تقدم على طريق اتخاذ ادارة الاحتلال لإجراءات ملموسة لتخفيف الحصار المفروض على الفلسطينيين، بدليل أن الجميع كان ينتظر من وزير الدفاع ايهود باراك الكشف عنها مباشرة بعد انتهاء الاجتماع ولكنه غادر مكان الاجتماع ولم يتفوه بأية كلمة في هذا الاتجاه· ولم تكشف هذه المصادر الأسباب الحقيقية لهذا الفشل ولكن المؤكد أن باراك المعروف عنه مواقفه العنصرية ومنطقه العسكري في التعامل مع الفلسطينيين أراد من الوزير الأول الفلسطيني تقديم المزيد من التنازلات مقابل إجراءات محدودة حول الحواجز الأمنية· كما أن انحياز وزيرة الخارجية الأمريكية إلى جانب الطروحات الإسرائيلية يبقى السبب في هذا الفشل، وهو الانحياز الذي أكدت عليه رايس بطريقة ضمنية عندما أكدت أنها لم تأت لتقحم أفكاراً أمريكية في المفاوضات·· وهو ما يعني بالضرورة فرض المنطق الإسرائيلي على سير هذه اللقاءات· يذكر أن السلطة الفلسطينية، كثيراً ما دعت إدارة الرئيس جورج بوش إلى لعب دور إيجابي في هذه المفاوضات من خلال الضغط على إسرائيل من أجل الإذعان لقرارات الشرعية الدولية، ولكن تلك النداءات لم تلق أي صدى لدى واشنطن وهو ما استغلته إدارة الاحتلال لتمرير منطق القوة الذي تتمتع به على حساب الحقوق الفلسطينية·