اختتمت أمس بالعاصمة السورية دمشق أشغال القمة العربية العشرين بمصادقة القادة العرب على "إعلان دمشق" ونقاط جدول الأعمال الذي تبناه وزراء الخارجية الخميس الماضي·وكانت النقطة المحورية التي اتفق الرؤساء وممثلو الدول العربية الإحدى عشر المشاركون في أشغال القمة على تعزيزها مسألة "الالتزام بتعزيز التضامن العربي بما يصون الأمن القومي العربي"· وقال الرئيس السوري بشار الأسد في اختتام الأشغال أن أهم ايجابيات القمة التي أدار أشغالها تبقى ابتعاد رؤساء الوفود العربية عن المجاملات، معبرا عن ارتياحه لما أسماه بالجو الايجابي والبناء الذي ساد جلسات القمة العلنية والمغلقة· واستعرض الرئيس السوري في كلمته مجمل القضايا العربية التي تمت اثارتها وأخذت الحيز الزمني الكبير في مناقشات الرؤساء، وقال أنه كرئيس دوري للقمة العربية سيبذل قصارى جهده لتسوية وايجاد نقاط توافق بين الدول العربية· وأكد أنه في انتظار تلقي أفكار مختلف الأطراف العراقية من أجل التعاون لتحقيق الاستقرار وعودة الهدوء إلى الربوع العراقية· وكشف أيضا أن المبادرة اليمنية الخاصة بانهاء حالة الانسداد الفلسطيني الفلسطيني تستدعي تقديم توضيحات اضافية من أجل التوصل إلى حل نهائي لأزمة الحكم في الأراضي الفلسطينية· يذكر أن البيان الختامي للقمة الذي تلاه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى لم يخرج عن الإطار التقليدي لديباجية بيانات القمم العربية الماضية وهو ما يوصي أن العمل العربي الموحد سيبقى حبيس حسابات مختلف العواصم العربية·وهي قناعة ما انفكت تتكرس على الأقل لدى الرأي العام العربي رغم أن الرئيس بشار الأسد شدد الاشارة على أنه سيعمل طيلة مدة رئاسته للقمة من أجل الحفاظ على ثوابت الأمة العربية ووحدتها· وهو التوجه الذي دعا اليه الأمين العام للجامعة عمرو موسى الذي قال بضرورة تغليب المصالح العليا للأمة على كل الخلافات اوالنزاعات التي يمكن أن تنشب بين البلدان العربية والتصدي لأية تدخلات أجنبية· وتضمن اعلان دمشق من بين نقاطه المحورية التزام القادة العرب بتعزيز التضامن العربي بما يضمن الأمن العربي من خلال اعطاء دور أكثر فعالية للجامعة العربية· وأدان البيان الظاهرة الارهابية بكل أشكالها وصورها ومواصلة التصدي لها لاستئصالها وإزالة كل أسبابها· وجدد العرب رفضهم لكل المحاولات الرامية للربط بين الارهاب والإسلام ودعوا لأجل ذلك إلى عقد مؤتمر دولي تحت إشراف الأممالمتحدة لاعطاء مفهوم محدد للظاهرة وتبيان أسبابه والتمييز بينه وبين حق الشعوب في مقاومة الاحتلال· ودعا القادة العرب إلى تقديم كل الدعم للقضية الفلسطينية لمواصلة كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال من أجل تحقيق وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف· وجددوا أيضا طرحهم لمبادرة السلام العربية واشترطوا شروع ادارة الاحتلال في تنفيذ التزاماتها في إطار المرجعيات الدولية لتحقيق السلام في المنطقة·ولم يفوت الرؤساء والملوك العرب المشاركون مناسبة القمة لتبني مبادرة الصلح التي سعى الرئيس اليمني علي عبد اللّه صالح لاصلاح ذات البين الفلسطيني بين حركتي "حماس" و"فتح"· كما تمسكت القمة ايضا بالهوية العربية للعراق ورفض تقسيمه وتغليب العمل من أجل تحقيق المصالحة بين مختلف الأطياف العراقية بما يصون وحدة الشعب العراقي ودعا البيان الختامي للقمة العراقيين إلى وقف إراقة دماء بعضهم البعض والإسراع في إنهاء الاحتلال الأجنبي والعودة بهذا البلد إلى سابق عهده· وهي الدعوة ذاتها التي تبناها اعلان دمشق بخصوص الأوضاع في إقليم دارفور السوداني وقضية الجزر الاماراتية المتنازع عليها مع ايران ووحدة الصومال وضرورة مساعدته على الخروج من محنته· كما تبنى الإعلان المبادرة العربية لحث أطراف الأزمة اللبنانية ومساعدتها على التوصل إلى اتفاق فيما بينها لتجاوز الأزمة السياسية في هذا البلد· وأكد القادة العرب أيضا تضامنهم مع سوريا إزاء مايسمى بقانون محاسبة سوريا باعتباره خرقا لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة والذي ما إنفكت الولاياتالمتحدة تروج له وترعاه من أجل التضييق على دمشق بخلفية معارضتها للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية· يذكر أن القمة القادمة ستحتضنها دولة قطر في إطار تدوير الرئاسة العربية·