تعرف ولاية وهران منذ السنوات الأخيرة عدة مشاريع للتوسع السياحي ساهمت في توفير عدة مناصب شغل، وذلك لمواجهة الضغط الناجم عن نقص الهياكل السياحية بالمنطقة، حيث تستقطب هذه الولاية كل موسم اصطياف أعدادا هائلة من المصطافين والمغتربين، مما يعرضها للاختناق وعرقلة حركة السير، كونها الوجهة المفضلة لسكان الجنوب الجزائري الهاربين من حرارة الصحراء اللافحة... ''المساء'' وقفت على بعض مشاريع التوسع السياحي بالولاية في إطار جولة سياحية نظمتها وزارة السياحة والصناعة التقليدية والديوان الوطني للسياحة مؤخرا بمناسبة اليوم الوطني للسياحة. تعد السياحة الاستجمامية الأكثر استقطابا للزوار بعاصمة غرب البلاد التي تطمح إلى استحداث مواقع للاستجمام والاصطياف في إطار المخطط التوجيهي للتهيئة السياحية، باعتبار أن نقص الهياكل السياحية يؤدي إلى امتلاء المؤسسات الفندقية عن آخرها في موسم العطلة. وانطلاقا من هذا الواقع، الذي يفرض بذل عدة مجهودات لترقية السياحة وخدماتها بالولاية، برزت إلى السطح عدة مشاريع في الآونة الأخيرة، لاسيما خلال السنتين الأخيرتين، ففندق ''نيو بيتش'' (الشاطئ الجديد) الذي فتح أبوابه للسياح منذ عامين كان يوم 25 جوان المنصرم محطة لوزير السياحة الذي دشن به أول مركز خاص للعلاج بمياه البحر، وسمح هذا المركز بتوفير 50 منصب شغل، تم تدعيمه بأطباء مختصين في التدليك الطبي، مما يسمح بتسطير برامج للزبائن وفقا لتوجيهات الأطباء.. ويذكر أنه تم تشغيل بعض الأجانب ذوي الاختصاصات الرفيعة والخبرة في هذا المركز الذي قدرت تكلفة إنجازه ب 600 مليون دج. ويحتوي فندق ''نيو بيتش'' عموما على كافة المرافق الضرورية منها مسبح يتسع ل500 شخص، ويتوفر على 80 غرفة و20 شقة و40 مقصورة. وهو يندرج في سلسلة فنادق أحد الخواص الذي أنجز من قبل أربعة فنادق ضخمة تم تدشينها خلال الفترة الممتدة من 2000 إلى .2010 كما ينتظر أن تنجز هذه السلسلة فندقا ذا أربع نجوم ببلوزداد بالعاصمة به 70 غرفة توفر 150 سريرا. ووفرت هذه السلسلة عموما 400 منصب شغل بحسب المدير العام لمجمع بلعزوق للفنادق جمال بلعزوق، مما ساهم في إنعاش السياحة بالمنطقة. وفي إطار مشاريع التوسع السياحي بوهران دشن وزير السياحة يوم 25 جوان المنصرم أيضا فندق ''ايبييز'' الذي يضاف إلى قائمة الفنادق التي عززت بها الولاية لتوفير الإقامة للسياح، منها فندق شيراتون ومريديون وسلسلة عدن وسلسلة فيليب والمركب السياحي الكبير والمعروف باسم ''الأندلسيات'' - صممه المهندس المعماري المعروف فرنون بيون- والذي دشن بالقرب منه مركب سياحي به 60 مقصورة سنة ,2010 في انتظار إقامة مرصد كبير في عين الترك يضم 50 شقة تتسع ل240 سريرا، وهي كلها مؤشرات تنبئ بتثمين الطابع السياحي لعدة مواقع بالولاية. وسمحت بصفة عامة الجولة التي قادت وفدا صحفيا إلى وهران يومي 25 و26 جوان المنصرم بالتعرف على بعض أوجه الثراء السياحي الذي تتوفر عليه الولاية من مواقع أثرية وتاريخية إلى جانب الهياكل السياحية. وهران .. حاضنة الحضارات والجمال وتبقى مدينة وهران العتيقة من أجمل المدن الجزائرية نظرا لجمال آثارها وبعض هياكلها السياحية وتوفرها على الحمامات المعدنية. هي مدينة جزائرية على الساحل الغربي، عاصمة غرب البلاد وثاني مدينة بعد الجزائر. تعد هذه المدينة قديمة جدا، لكن تأسيسها عموما كان على يد البحارة الأندلسيين سنة 902 م. وهران التي تلقب بالباهية هي ثاني أكبر مدن الجزائر بعد الجزائر العاصمة وإحدى أهم مدن المغرب العربي، ظلت المدينة منذ عقود عديدة ولا تزال مركزا اقتصاديا وميناء بحريا هاما، كما أنها تعتمد في حياتها الاقتصادية على الأراضي الفلاحية، علما أن عدد سكانها يتجاوز حاليا مليون نسمة، ما تسبب في ظهور عدة مشاكل حضرية تتعلق بالسير، والنفايات والماء. تغيرت ملامح هذه المدينة 15 مرة منذ نشأتها، حيث كانت ملتقى لعدة حضارات تعاقبت عليها: الرومانية، القرطاجية، والأموية. وقد دخلها المرابطون سنة .1082 حاصرها المرينيون مرات عدة أولها سنة 1296م وآخرها سنة 1368م.. تنقلت المدينة أثناءها بين أيادي الحفصيين، المرينيين ثم الزيانيين، منذ 1425م.. احتلها الإسبان سنة 1509م وذلك طيلة 3 قرون، بين سنوات 1792-1830م تداول على المدينة التي أصبحت مركزا لبايليك الغرب عدة بايات كان آخرهم حسن باي. وبعد احتلال الجزائر دخلتها قوات الاستدمار الفرنسي سنة 1838 حتى استقلال الجزائر سنة .1962 يجمع النسيج العمراني لمدينة وهران بين طرازين، أحدهما حديث على أيدي الفرنسيين والثاني قديم على الطراز الأندلسي الإسباني، وهي محاطة بكروم العنب، وشوارعها تعج بالحركة. تتميز وهران بأضرحتها العديدة، منها: ضريح سيدي الهواري، ضريح سيدي عبد القادر الجيلاني، وضريح سيدي الحسني، حيث تشكل ملتقى للنساء بصفة خاصة كل يوم سبت تبعا لتصريحات المرشد السياحي عبد الحق عبد السلام. وما يزال التراث بوهران بحاجة إلى التعريف -يقول المصدر- ملفتا إلى أنه في إطار تجسيد هذه الغاية تم تكوين عدة مرشدين سياحيين خلال سنتي 2002 - 2003 يعملون على تنظيم رحلات مجانية لفائدة عامة الناس، يحكون خلالها تاريخ وهران للجمع بين الترفيه والتحسيس في آن واحد مرة في كل شهر. ومنذ سنة 2006 أضيفت رحلة سنوية تتزامن مع عيد العمال المصادف ل 1 ماي من كل سنة. وتمكنت هذه الرحلات من استقطاب 530 شخصا سنة 2006 ثم ارتفع العدد إلى 820 شخصا سنة 2007 ليتجاوز 2000 شخص سنة 2008 وأكثر من 3 آلاف شخص سنة .2009 وفيما تجاوز العدد 15 ألف شخص سنة 2010 ينتظر أن يفوق هذه السنة 20 ألف شخص. بحسب عضو جمعية الحفاظ على التراث عبد الحق عبد السلام الذي يرى أن تعريف عامة الناس بالتراث هو أحسن طريقة للحفاظ عليه. ولاية وهران عموما عبارة عن سلسلة جبلية. ويقال إنها سميت بهذا الاسم بسبب تواجد الأسود فيها ومعنى وهران يعني ''شبلان''. تشهد في فصل الصيف توافدا كبيرا من المواطنين والسياح الأجانب.. ومن بين أهم الآثار الموجودة في المدينة هي قلعة - سانتا كروز- وهي عبارة عن قلعة كبيرة تقع في أعلى جبل في المدينة وهو جبل ''مرجاجو. ومن بين المعالم التاريخية لهذه المدينة هو قصر الباي الذي يقع قرب الميناء أي قرب جبل مرجاجو.. يحتوي هذا القصر على معالم تاريخية رائعة، فهو عبارة عن قصر وقلعة وحصن في آن واحد. إن لهذه المدينة شواطئ رائعة وخلابة وأجملها وأشهرها هو شاطئ ''مداغ'' الذي يتميز بطبيعته العذراء الخلابة، وكل هذه المؤهلات السياحية ترشحها لتصبح قطبا سياحيا هاما في الجزائر.