أعطيت سهرة أوّل أمس إشارة إنطلاق فعاليات الطبعة الثالثة والثلاثين لمهرجان تيمقاد الدولي بالمسرح الجديد وسط حضور كبير لجمهور تيمقاد الذي تعوّد متابعة الحدث كلّ سنة، وثمّن المفتش العام بوزارة الثقافة في كلمته بالمناسبة الجهود المبذولة للارتقاء بالمهرجان لمصاف المهرجانات العالمية وأكّد بالمناسبة على أهمية الحدث الذي ستمتد فعالياته إلى غاية الثالث عشر من الشهر الجاري وعزم الوزارة على ترقية المهرجان والعمل على توفير فرص استمراره، بعدما خطا خطوات نحو الشهرة العالمية. واستحضر المفتش العام مسيرة المهرجان الذي اعتبره رافدا حضاريا كان يمثّل همزة وصل بين تراث المنطقة وإيصال صورة الجزائر إلى الآخر، مؤكّدا أنّه مكسب للجزائر بعدما حوّل باتنة إلى عاصمة للثقافة والفن في ليلة فرح كان فيها الحيّز كافيا للبوح بأسرار بقايا مدينة تفاعلت مع الحدث الفني الذي أصبح قبلة تحج إليها الحناجر كلّ سنة من كلّ حدب وصوب. السهرة الأولى حملت باقة جزائرية متنوّعة الطبوع إحتفاء بالذكرى التاسعة والأربعين لعيدي الاستقلال والشباب على وقع النغمة الأصيلة لفرقة ''الرفاعة'' التي دوّت في سماء ثاموقادي لإعطاء دفع قوي للحدث الفني الثقافي في ليلة استحضر فيها التراث بين الألعاب النارية واللمسات الفنية لتشكّل تحفة فنية زادتها الألعاب النارية رونقا في سابقة لم يعهدها الركح. وجاءت مبادرة المنظّمين لتضفي جمالية على الديكور الذي انسجم فوق المنصة التي تحوّلت عند منتصف الليل إلى تاريخ يتحرّك عندما سكنت النفوس خشوعا للنشيد الوطني، احتفاء بعيد الاستقلال، ليحرّك الفنان محمد العماري الشعور الوطني من خلال جملة من الأناشيد الوطنية التي حضرت في سابقة استحسنها الجميع قبل فسح المجال للحناجر التي دشّنت السهرة، على غرار محمد لعراف الذي استحضر الأغنية الصحراوية كعادته. إلى جانب ذلك، تميّزت السهرة بتنظيم محكم بفضل جهود السلطات التي وفّرت كلّ شروط إنجاح المهرجان الذي حظي بتغطية أمنية شاملة، ولا حتى على جمهور تيمقاد الذي اكتسح المدرجات وتابع التحفة الفنية إلى نهاية الحفل في ساعات متأخرة من الليل. حسان دادي من جهته كان وفيا ولبى دعوة الحضور ليخلق أجواء حميمية مع جمهوره، من خلال أغان تراثية من المنطقة استحضر فيها التراث وحضارة المنطقة، قبل أن يختم الشاب مامي السهرة بباقة من أغانيه القديمة المعروفة في ثاني زيارة له، إعتبرها فرصة للتواصل مع الشباب ومشاركتهم فرحتهم بعيدي الاستقلال والشباب.