كشف المدير العام للخطوط الجوية الجزائرية السيد محمد الصالح بولطيف، أمس، أن الخسائر المالية التي ألحقها إضراب مستخدمي الطيران التجاري بالشركة خلال الأربعة أيام الماضية بلغت أكثر من 31 مليون دج بعد أن فقدت الخطوط الجوية الجزائرية 2880 مسافر كان من المقرر نقلهم من عدة مطارات دولية نحو الجزائر. مشيرا إلى عودة الملاحة الجوية بشكل طبيعي مع جلب كافة المسافرين العالقين بالخارج، حيث تضمنت آخر رحلة نظمت أمس 150 مسافرا كانوا بمطار ليون أرسلت طائرة إضافية لنقلهم. وساعات فقط قبل مشاركة المدير العالم للخطوط الجوية الجزائرية في المفاوضات المباشرة مع مستخدمي الطيران المدني من مضيفين ومضيفات بمشاركة الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أكد السيد محمد الصالح بولطيف في تصريح للقناة الإذاعية الثالثة تفاؤله بنتائج اللقاء الذي سيخرج بمجموعة من التوصيات تحل إشكالية كل العمال، مشيرا إلى انه لن يتخطي الحدود ''الحمراء'' ملمحا في ذلك إلى قرار المؤسسة رفع أجور مستخدمي الطيران ب20 بالمائة حفاظا على المصلحة العامة للمؤسسة، علما أن المضربين طالبوا برفع الأجور إلى 106 بالمائة وهو ما اعتبره المسؤول الأول عن ''الجزائرية'' مبالغا فيه، داعيا إياهم إلى التحلي بالحكمة والتركيز على الحلول الوسطى من منطلق أنه إذا ما تم قبول مطلب العمال المضربين يستوجب على المؤسسة بالمقابل رفع أجور باقي العمال وهو ما لا يمكن تحقيقه بالنظر إلى مداخيل المؤسسة ومتطلبات الاستثمار. وهو نفس الطرح الذي ذهب إليه وزير النقل السيد عمار تو، أمس، حيث كشف على هامش الزيارة التي قادته لمركز التكوين التابع للشركة المستقلة للنقل أن الوضعية المالية لشركة الخطوط الجوية الجزائرية لا تسمح بتلبية طلبات مستخدمي الطيران التجاري قائلا ''لو منحنا سنتيما إضافيا لمستخدمي الطيران التجاري سنكون مجبرين على منح نفس الشيء لمستخدمي الطيران التقني والصيانة، وفي هذه الحالة يمكن أن نهدد الشركة بالإفلاس''. وبخصوص النقاط الأساسية التي ستتطرق إليها المفاوضات تناول المتحدث ثلاث نقاط هامة تخص تحسين ظروف العمل الاجتماعية والمهنية، دراسة إمكانية ملاءمة القانون الأساسي لمستخدمي الطيران التجاري مع القانون الأساسي لقائدي الطائرات ومساعديهم، ومناقشة فكرة إنشاء مديرية فرعية خاصة بهؤلاء المستخدمين. وعن الخسائر المالية التي تكبدتها المؤسسة بسبب إضراب العمال الذي جاء من دون سابق إنذار في فترة ''الذروة'' أشار المتحدث إلى تسجيل خسائر قدرت ب7,31 مليون دج بالنسبة للخطوط الدولية بعد أن خسرت الشركة 40 بالمائة من المقاعد المقترحة والتي تعادل 2880 مقعدا من أصل 34400 مقعد كان مقترحا بالسوق، حيث نقلت الشركة بعد توقيف الإضراب 13500 مسافر فقط بعد أن تم توزيع المسافرين العالقين على المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، وعدول البعض عن السفر مع مطالبة المؤسسة بتعويض التذاكر، في حين قدرت الخسائر بالنسبة للخطوط الداخلية ب20 بالمائة لكن تذمر المسافرين لم يكن في نفس مستوي المسافرين على الخطوط الدولية بسبب تطوير هياكل الطرقات والنقل عبر السكة الحديدية. وعن حركة الملاحة الجوية لليوم الثالث بعد توقيف الإضراب أكد المسؤول أن الشركة تمكنت من جلب كافة المسافرين الذين كانوا عالقين بعدد من المطارات خاصة الفرنسية، حيث برمجت لنهار أمس، آخر رحلة إضافية لنقل 150 مسافرا من مطار ليون الفرنسية، وبخصوص تأجير 10 طائرات خلال العمل الاستدراكي أشار المتحدث إلى أن الشركة كانت مضطرة لاستغلال كافة الأسطول بالإضافة إلى طائرتين تابعتين لشركة طاسيلي للطيران، بالإضافة إلى طائرتين فرنسيتين وطائرتين إيطاليتين وطائرة تركية، وهو ما يدخل في إطار تدعيم الأسطول الجزائري خلال فصل الصيف المتزامن مع فترة العمرة، حيث سيتم تحويل الطائرات المؤجرة من الخارج لتدعيم خطوط النقل إلى السعودية.