بين رمال الشاطئ الصغير المحاذي لشاطئ ميرامار الشهير والجبل الذي تغطيه كتلة من الأشجار والأحراش والنباتات الزهرية وكذا نبات الصبار حكاية عشق لا يعرف سرها إلاّ من تقوده الأقدار إلى زيارة هذا الشاطئ الطبيعي الساحر الذي وحين تطأ قدماك رماله.. وتشدك رائحة البحر من جهة ورائحة الحشائش من جهة أخرى تجعلك أسيرا أبديا لهذا الشاطئ الذي يعشقه السكيكديون كبيرهم وصغيرهم بعد أن فعلت سمفونية الأمواج التي تصطخب بالكتلة الصخرية التي يتشكل منها الشاطئ حينا أو عندما تلتقي أصوات المصطافين بضجيجهم وصياحهم مع أصوات نوارس البحر ومحركات القوارب الذاهبة في رحلة صيد أو العائد إلى ميناء سطورة فعلها في نفسيتهم بل في نفسية كل من يزور بركة الشاطئ. لا شيء يمنع العائلات السكيكدية من التوجه إلى هذا المكان الذي يعدّ على الرغم من صغره من أفضل الأماكن التي تستقطب أعدادا كبيرة من المصطافين الذين يتسابقون إليه منذ الساعات الأولى من النهار عبر ممر ضيق لم يخضع منذ سنوات لأشغال إعادة التهيئة بالكيفية اللازمة التي من شأنها أن تسهل من عملية تنقل المصطافين نحو الشواطئ العذراء كالشاطئ الصغير وميرامار والمحجرة سيما إعادة تثبيت الألواح الخشبية للجسرين الصغيرين اللذين يتشكل منهما هذا الممر وكذا تدعيمه بالإنارة العمومية وتوصيل مياه الشرب إليه وبعض المرافق الكفيلة بترقية هذا الجزء الجميل من شواطئ سكيكدة بما يليق بمكانة سكيكدة باعتبارها وجهة سياحية باميتاز بحاجة الى استثمار حقيقي. وعن سر اختياره لهذا الشاطئ على الرغم من صغره، أشار الأستاذ كمال ذيبون إلى أنه ومنذ أن فتح عينيه وهو لا يعرف مكانا يتوجه إليه لقضاء صيفياته إلا هذا الشاطئ الذي كان يأخذه إليه والده كل أيام الصيف عندما كان فتيا ضف إلى ذلك جماله وهدوءه وصغره، مما يجعله قبلة للعائلات التي تجد فيه -كما قال- راحتها لأن أغلب من يأتي إلى هذا المكان هم من أبناء المدينة الذين يعرفون بعضهم بعضا. أما حسين طالب جامعي 22 سنة فقد علل سبب مجيئه إلى هذا الشاطئ لجماله وبساطته ونقاوة مياهه ولصخوره أيضا على الرغم من أن المكان -كما قال- غير مهيأ كما ينبغي، أما حسان 26 سنة موظف من ولاية قسنطينة فقد أكد لنا أنه اكتشف هذا المكان السنة الماضية ومن ثم أصبح يقصده أحيانا رفقة أسرته الصغيرة وأحيانا أخرى مع أصحابه، إلاّ أنه تأسف للوضع الكارثي الذي يوجد عليه الكرنيش السكيكدي فسكيكدة التي يعشقها كما قال تستحق أفضل من ذلك، لتبقى شواطئ سكيكدة بما فيها هذا الشاطئ الصغير لميرامار بحاجة ماسة إلى تهيئة شاملة وجادة حتى يمكن للولاية التي تزخر على إمكانات طبيعية عذراء أن ترتقي بالسياحة بما يساهم في خدمة التنمية المحلية بما يعود على أبنائها بالخير العميم.