وجبات باردة وشاي ساخن ومحاجب وساندويتشات حتى سجائر ومياه معدنية وغيرها من اللوازم والأشياء التي يتنفنن الأطفال من مختلف الأعمار في تقديمها للمصطافين على مختلف شواطئ الكورنيش الوهراني بهدف ربح بعض الدنانير لمساعدة العائلة وإدخار بعض النقود شهر رمضان المبارك وتحضيرا كذلك للدخول المدرسي المقبل ومواجهة مصاريفه الباهظة كونه يتزامن هذه المرة مع نهاية الشهر المبارك وحلويات العيد ومصروف الدخول المدرسي وما يتطلبه من مستلزمات دراسية من السنة وكتب ودفاتر و...غيرها. معظم الأطفال الذين صادفناهم في جولتنا البحرية عبر مختلف شواطئ وهران يتراوح عمرهم ما بين 8 و16 سنة يؤكدون أن ما يقومون ببيعه من مأكولات هو من تحضير أمهاتهم بالمنزل ويعملون ما يمكنهم لإقناع المصطافين بشراء حوائجهم ولو بأثمان بخيسة لأن المهم هو أن يبيع هذا الطفل وذاك السلع المتواجدة بين يديه ليعود مساء بالقليل من الأموال التي يتم تداول بعضها وإدخار بعضها الآخر لوقت الحاجة وهكذا دواليك. الطفل أمين يقول إنه مضطر لمساعدة والديه وإخوته الصغار وأن كل ما يستمتع به في هذا الفصل هو إمكانية بيع سلعه من سندويتشات أو شاي أو سجائر، معترفا بأن أحلى وأقوى فترات استمتاعه بالبحر هي تلك اللحظات التي يحاسب فيها أمه بالأموال التي يعود بها من رحلته البحرية، معترفا بأنه لم »يغطس« في البحر ولا مرة واحدة منذ حلول فصل الصيف لأن كل همه هو جمع الأموال القليلة والتحضير لشهر رمضان والدخول المدرسي المقبل. أما قادة الطفل الآخر الذي لا يتعدى عمره ال10 سنوات، فإن ما يهمه من موسم الاصطياف ليس زرقة البحر بل عدد المصطافين الذين يتعرف عليهم ويتقدمون إليه بطلباتهم التي يستجيب لها بكل ثقة ومسؤولية، معتبرا أن هذه الفرصة هي الأنسب له ليتمكن من إدخار بعض الأموال لاقتناء لوازم الدراسة والألبسة الجديدة للدخول الدراسي. وفي هذا الصدد، يوكد العديد من الأطفال ممن احترفوا هذه »المهنة« أن المنافسة شديدة بينهم للظفر بالزبائن، الأمر الذي يتطلب بل يفرض تقديم أحسن الخدمات وأجودها. ولعلّ الجديد في هذه الصائفة هو دخول هذا العالم الشباني من طرف بعض الفتيات اللاتي لم يسعفنهن الحظ في البقاء في البيت أو الاستمتاع بزرقة البحر وهدوئه لمنافسة الأطفال الذكور في هذه »المهنة الحرة« ولكن الشريفة كما تقول ليلى ذات ال 11 عاما التي تساعد أخاها الذي يكبرها بثلاث سنوات في تقديم الشاي او المحاجب او غيرها من المبردات التي يطلبها المصطافون وبقية الزبائن الأخرى حيث تؤكد ليلى أنها تفضل العمل ومساعدة شقيقها على ان تشحت وتمارس »الطلبة« كما تقول لأنها ليست »طلابة أوشحاتة« بل هي مسكينة وفقيرة وهذا في حده ليس عيبا بل شرف كبير لها ولعائلتها.