-نال مونولوغ ''جدي'' الذي اقترح يوم الأربعاء، بمناسبة اختتام فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية أم البواقي بدار الثقافة ''مولود قاسم نايت بلقاسم'' لتيسمسيلت، إعجاب جمهور تيسمسيلت الذي جاء بكثرة لمتابعة هذا العرض المسرحي المتميز. ويسرد هذا المونولوغ، الذي ألفه سليمان بن عيسى وقام بإخراجه وتمثيله حميد أعراب تاريخ الجزائر، من خلال التطرق لأهم الحضارات والفترات التي شهدتها بلادنا على غرار الفترة الفينيقية والرومانية وعهد الفتوحات الإسلامية إلى فترة الوجود العثماني وحقبة الاستعمار الفرنسي، وحتى أيام الاستقلال الأولى. ويقدم ممثل هذا العمل الفني المتميز شخصية حرفي يمارس نشاطه اليومي بورشته البسيطة الممتلئة بالأشياء القيمة والقديمة، على غرار صورة جده المعلقة في الجدار والتي ينظر إليها من حين لأخر، متذكرا من خلالها الماضي البطولي لهذا السلف والمشرف كمجاهد في صفوف جيش التحرير الوطني. ويرى الحرفي أنه مقصر لم يف حق جده الذي وأمثاله قدموا الغالي والنفيس لتحيا الجزائر حرة مستقلة، ليبدأ تأمله الطويل في صورة جده المعلقة بجدار ورشته بسرد تاريخ الجزائر، مستذكرا أهم الحضارات التي عرفتها بلادنا وعراقة الشعب الجزائري الذي امتاز على مر الأزمنة بثقافته الحضارية وماضيه البطولي. وحسب مخرج وممثل هذا المونولوغ، فإن الفكرة الرئيسية لهذا العمل الفني هوثراء الجزائر ذات الماضي العريق بالبطولات. للإشارة، تميز حفل اختتام هذه التظاهرة الثقافية بتقديم فرقة ''السقنية" لمنطقة عين فكرون لوحات حية من الفن الشعبي الأصيل لولاية أم البواقي، في جو فلكلوري بهيج بالأغاني الشاوية الأصيلة وإيقاعات البندير والقصبة، مما أعطى نكهة خاصة تذوقها الجمهور. ومن جهتها، أتحفت فرقة ''إثران'' للموسيقى الشاوية مسرح دار الثقافة ''مولود قاسم نايت بلقاسم'' بأغانيها الشاوية الأصيلة، على غرار ''الله يما هذه هي أرضنا'' وأخرى في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ''يا فارس جا من القبلة يا بابا'' التي تجاوب معها الجمهور كثيرا. ويذكر أن الوفد الثقافي لولاية أم البواقي أمتع جمهور ولاية تيسمسيلت على مدى أربعة أيام من عمر هذه التظاهرة الثقافية ببرنامج ثقافي وفني ثري تضمن إقامة معارض سلطت الضوء على أهم المعالم السياحية والأثرية، التي تزخر بها هذه المنطقة، وكذا عرض لأهم الصناعات التقليدية والفنون التشكيلية والمخطوطات الإسلامية. وضمن برنامج هذه التظاهرة كذلك، تم تقديم قراءات شعرية وأدبية للشاعر مرزقان عبد الحليم وعائشة زغدار، بالإضافة إلى عرض مسرحي متميز متمثل في مونولوج ''جدي''، وتنشيط لسهرات فنية لفرقة ''إثران'' للموسيقى الشاوية.(وأ)