أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أن الجزائر تعتبر طرفا فاعلا في التحولات الجارية التي تشهدها المجموعة الدولية عامة والأمة العربية بشكل خاص، مشيرا إلى أن كل شعب من شعوب العالم سيد في صنع تجربته الوطنية الخاصة، وأن الشعب الجزائري من جهته وفق في إقامة نظام سياسي تعددي خاص به واستطاع صونه رغم المأساة الوطنية الوخيمة. وفي حين أوضح السيد بوتفليقة بمناسبة إشرافه على اجتماع مجلس الوزراء، الذي تمت فيه الموافقة على مجموعة من مشاريع القوانين المتصلة ببرنامج الإصلاحات السياسية، أن الشعب الجزائري، الذي تمكن من الخروج من المأساة الوطنية باستعادة السلم ''وتحريك التنمية التي لا أحد يستطيع نكرانها ولا حجب النقائص التي ما تزال تعتريها''، شدد على ان الجزائر تواصل اعتمادا على هذا الأساس المتين، معركتها من أجل التنمية في مجال التشغيل وتشغيل شبابها على الخصوص وفي مجالي العدالة الاجتماعية والتضامن الوطني، مصداقا لما ترتكز عليه من مبادئ وسعيا لبناء إقتصاد متنوع، يكون ضمانا للرخاء المستدام. وأكد في سياق متصل أن معركة التنمية هذه ستتعزز من الآن فصاعدا بالإصلاحات السياسية التي قررتها الجزائر بكل سيادة، مجددا التزامه الشخصي بتجسيد هذه الإصلاحات خلال الأشهر القادمة. ويأتي تصريح الرئيس بوتفليقة ليرد على ''التكهنات اليائسة'' التي يطلقها من حين لآخر بعض المغرضين، الراغبين في رؤية الجزائر غارقة في أزمة جديدة، والذين لم يتوانوا منذ بداية ما أصبح يعرف بربيع الثورات العربية، الذي بدأ من تونس وامتد إلى مصر واليمن وسوريا وليبيا، في المراهنة على انتقال عدوى هذه الثورات إلى الجزائر. كما يتزامن تصريح القاضي الأول في البلاد، مع مصادقة مجلس الوزراء على سلسلة من مشاريع القوانين المرتبطة بمسعى الإصلاحات التي بادر بها الرئيس بوتفليقة شخصيا، وأعلن عنها في خطاب للأمة في 15 افريل الماضي، ويحرص حاليا على تسريع وتيرة تجسيدها على ارض الواقع، وعلى التقيد بالرزنامة السياسية التي تم ضبطها لهذه الإصلاحات التي ستتوج في الأخير بمراجعة عميقة للدستور الجزائري عقب الانتخابات التشريعية القادمة. وجاء تأكيد الرئيس بوتفليقة في تصريحه على أن ''كل شعب سيد في صنع تجربته الوطنية الخاصة''، ليوضح لمن لا زال يراهن على حدوث ثورة في الجزائر، ولم يصل إلى تقدير مستوى الوعي الذي بلغه الشعب الجزائري، بأن خيار هذا الشعب في التغيير، تم مخططه ومنهجه من خلال الإصلاحات المنشودة والجاري تجسيدها، كتتويج لسلسلة المكاسب التي تحققت لهذا الشعب منذ أزيد من عشرية من الزمن، مذكرا بالمناسبة بنجاح الشعب الجزائري في استعادة أمنه وسلمه بعد المأساة الوطنية الوخيمة التي مر بها في تسعينيات القرن الماضي، ثم مضيه قدما في معركة البناء والتنمية التي تحقق فيها للجزائر الكثير من الإنجازات، وهي معركة متواصلة وتعد بمكاسب مضاعفة للبلاد والعباد، في ظل استقرار مدني واجتماعي، لا يرغب الشعب بديلا عنه، بل يتطلع إلى تعزيزه وتثمينه من مرحلة إلى أخرى.