تعرف أسعار ملابس الأطفال بباتنة ارتفاعا متواصلا وهو ما أثر بشكل محسوس على القدرة الشرائية للمواطنين الذين تتنتظرهم إضافة لمصاريف العيد أعباء إضافية مع الدخول الاجتماعي المقبل وإن كان الأمر لا يهم الأطفال الذين يكمن همهم في التباهي بثيابهم الجديدة بهذه المناسبة العظيمة فإن الأمر يختلف لدى أوليائهم خصوصا عند العائلات الفقيرة ومحدودي الدخل. ومن خلال الجولة التي قمنا بها في بعض المحلات التجارية المتخصصة في بيع ملابس الأطفال وقفنا على هذه الحقائق التي يبررها التجار الذين أكدوا وأنهم يعملون على إرضاء الجميع حسب الطلبات والنوعية والملفت للانتباه أنه عند منتصف رمضان ومع الإقبال المتزايد للمواطنين على محلات بيع الألبسة بالمدينة معظم الملابس الخاصة بالأطفال سجلت ارتفاعا في الأسعار بأكثر من 50 بالمائة قياسا بالسعر الذي كانت تباع به خلال الأسابيع الفارطة، مما جعل المواطنون يعزفون عن التردد على هاته المحلات بحثا عن أسعار أقل ولو تطلب الأمر البحث عن أسعار مناسبة بالأسواق القديمة عبر المدينة ولو على حساب النوعية التي باتت تشكل آخر انشغالات الأولياء. وحسب أحد المتبضعين بسوق 84 مسكنا الذي أكد لنا أنه مجبر على تلبية رغبات أبنائه ال6 صارفا النظر عن البحث عن النوعية وبدا جد متأثر من جشع التجار الذين -حسبه- يستغلون مثل هذه المناسبات لابتزاز جيوب المواطنين، وأوضح بأنه غير ملزم بإرضاء أولاده على حساب ميزانية العائلة. ومن جهة أخرى، يشتكي المواطنون، إضافة لارتفاع سعر الملابس، من نوعيتها والتي تم استيراد أغلبها من دول شرق آسيا وفي مقدمتها الصين. كما شد انتباهنا في هذه الجولة الليلية، وهي الفترة التي يفضلها سكان المدينة تفاديا للاكتظاظ الذي تعرفه الأسواق ومحلات الملابس خلال النهار، الإقبال المتزايد على ملابس الأطفال التي لم تعد الرفوف تحتمل كمياتها التي أصبحت تعرض على حواف الطرقات وبغض النظر عما يحدده التجار من أسعار لهذه الملابس فإنها تبدو غير منطقية عندما تعرض بذلة الصغار الذين لا يتعدى سنهم ال3 سنوات من 4000 إلى 5000 دج. وفي وقت تعرف فيه أسعار ملابس النساء ارتفاعا جنونيا بالمناسبة، فإن بعض الباعة الموسمين الذين يستثمرون في هذه المناسبات تفطنوا لفكرة عرض الملابس المستوردة على حواف الطرقات وبالأماكن العمومية المعروفة على مستوى شارعي الجمهورية والاستقلال والسوق القديمة المغطاة بأسعار تنافسية وتعرف إقبالا كبيرا للسيدات. وخلافا لسنوات مضت، فإن فرص التسوق ولو خلال الفترة الليلية ميزها هذه السنة المناخ الملائم في فصل الصيف وتلاشت فيها المظاهر السلبية بفضل التعزيزات الأمنية التي باشرتها السلطات مع حلول شهر رمضان للسهر على راحة المواطنين، حيث لم تسجل حالات بحجم سنوات مضت برزت فيها ظاهرة السرقات والاعتداءات.