تعهد المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش بالسعي لتحقيق الانتصار أمام التنزانيين سيجعله أمام حتمية اختيار تشكيلة ذات صبغة هجومية، وقد أعطت تصريحاته الأخيرة الانطباع بأن الفريق الوطني يملك من الإمكانيات التي تسمح له بفرض نفسه بملعب دار السلام، وهو الآن على دراية تامة بأنه لا يمكنه تخييب ظنّ الجزائريين الذين ينتظرون بفارغ الصبر استفاقة الخضر وعودتهم إلى الواجهة على المستوى القاري بعد تراجع مذهل في النتائج، حيث ستتقلص حظوظنا في التأهل إلى نهائيات كاس أمم إفريقيا إذا ما جنينا التعادل فقط بل ستتبخر أحلامنا في الوصول إلى نهائيات 2012 في حالة ما إذا منينا بالإنهزام. ويتوقع أن يرمي المدرب حاليلوزيتش بكل ثقله على معنويات اللاعبين لتحرير طاقاتهم الحقيقية التي تجبرهم على خوض هذا اللقاء بكثير من الإرادة والعزيمة والإبتعاد بشكل خاص عن الخوف من التعثر أمام تشكيلة تنزانيا مدعومة بعاملي الملعب والجمهور، حيث سيكون للعامل البسيكولوجي دور هام في تحديد مصير هذه المواجهة. وقد لا يغامر حاليلوزيتش إلى حد إحداث تغيير جذري في التشكيلة التي خاضت المباريات الأخيرة من أجل الحفاظ على الانسجام في اللعب، لكن أهمية الموعد قد تجبره على التفكير في تغيير بعض المناصب حسب ميول واستعدادات كل لاعب ضمن الفريق. وحسب الاختصاصيين، فإن التغييرات المرتقبة ستكون على مستوى الخطوط الثلاثة، بدءا بالدفاع الذي سيشهد توظيف اسماعيل بوزيد الذي سيلعب إلى جانب مجيد بورة، حيث سيكون بوسعه سد الفراغ الذي سيتركه الغائب عنتر يحيى، وسيساعد هذا الثنائي كل من مهدي مصطفى وجمال مصباح، في حين أن حراسة المرمى ستوكل إلى رايس مبولحي الذي ترك انطباعا حسنا لدى حاليلوزيتش بعد أدائه الرائع في المباراة الأخيرة ضد المغرب. كما سيكون حاليلوزيتش في حاجة إلى وسط ميدان نشط سترتكز عليه كل الخطوط التكتيكية التي يريد انتهاجها طيلة المباراة، حيث لا يستبعد اعتماده على الثنائي خالد لموشية ونذير بلحاج. الأول معروف كلاعب يجيد استرجاع الكرات من الخصم وستكون مهمته مساعدة زملائه في الدفاع، في حين أن لاعب السد القطري قد يترك له التقني البوسني حرية التوغل في منطقة الخصم بفضل سرعة التنفيذ الكبيرة التي يتمتع بها، وسيشكل بدون شك سندا حقيقيا للقاطرة الأمامية. أما في ما يتعلق بالهجوم، فإنه يعد الخط الوحيد الذي سيجد فيه حاليلوزيتش حرية كبيرة لاختيار أنسب اللاعبين لتشكيله، ويرتقب أن يشكل كريم زياني أحد عناصره المحورية بالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها هذا اللاعب خاصة في خلق فرص التهديف لزملائه من خلال توزيعاته الدقيقة والذكية أو قدرته في تنظيم اللعب، وكان حاليلوزيتش قد أكد في تصريحاته السابقة أنه بوسع لاعب نادي الجيش القطري تغيير مجريات المباراة التي يشارك فيها، ولا يستبعد أن يضع إلى جانبه كل من بن يمينة وجبور ومطمور الذين يتمتعون بحاسية التهديد، حيث ستوكل إليهم مهمة استقبال الكرات ووضعها في شباك مرمى المنتخب التنزاني، كما يراهن المدرب الوطني على الروح القتالية للاعبيه بعدما حذر زملاء بورة من مغبة الإستهانة بالخصم، حيث قال في هذا الشأن بأن عناصر المنتخب التنزاني تلعب دون هوادة وعليه يجب مواجهتها بحزم كبير فوق الميدان.