حث رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس أبناء المجاهدين على ضرورة مواصلة النضال والعمل على توفير الوسائل والسبل للأجيال الناشئة لحماية مكاسب الأمة· ففي رسالة وجهها للمشاركين في المؤتمر الثالث للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية السيد محمد علي بوغازي، أكد رئيس الجمهورية أن "النضال في سبيل رقي الوطن كالنضال في سبيل تحريره بل هوأرفع درجة" · وأردف رئيس الدولة مخاطبا أبناء المجاهدين بالقول "لا ينبغي لجيلكم هذا أن يكتفي بما صنع السلف من المجاهدين بل لا بد له من مواصلة النضال والعمل على توفير الوسائل وتمهيد السبل للأجيال الناشئة لحماية المكاسب الأجيال التي ستواصل بدورها مسيرة التطوير والترقية" · وأكد الرئيس بوتفليقة أنه "مما لا ريب فيه أن المجتمعات تعتمد في تطورها وتقدمها على التنظيمات الاجتماعية والثقافية وما إليها" كونها تشكل "حجر الزاوية في ترقية الحس الجماعي وإنضاج فكرة المواطنة التي تتقاطع في دلالتها ومعناها مع فكرة الوطنية" · ولذلك فإن منظمة أبناء المجاهدين تقع على كاهلها "مسؤولية كبرى" بانتساب هذه الفئة إلى فكر ومبادئ جيل الثورة من المجاهدين الذين يعدون "حملة رسالة قوامها الإيثار ونكران الذات والتضحية في سبيل الأمة والعمل على ترسيخ وتأصيل المبادئ السامية في الحرية والسيادة والعزة والكرامة والحفاظ على وحدة الأمة والتصدي لكافة الانحرافات والآفات الاجتماعية الأخرى المختلفة"، يقول رئيس الجمهورية· ف "حب الوطن من الإيمان وليس للحب والإيمان حدود في الزمان والمكان"، يؤكد رئيس الدولة· وفي نفس السياق أوضح الرئيس بوتفليقة أن الجهاد يعني في كثير من مضامينه "التحرر من الجمود ونبذ المظاهر الشائنة ومحاربة الآفات الاجتماعية مما فرضه الاستعمار الاستيطاني على بلدنا فسلب مقوماته الحضارية وعطل لديه إرادة الإبداع وحرية الابتكار وأدخله عنوة في نفق التخلف فضلا عن مختلف الجرائم الأخرى بكل أبعادها" · ومن هذا المنطلق كان "جهاد الشعب لهذا الظلم كجهاده في بناء دولته ورقي مجتمعه هدفه اجتثاث الجريمة والظلم والقهر وإحلال القيم الإنسانية للإسهام في المشروع الحضاري القائم على التعايش السلمي والتعاون والتآخي -يضيف رئيس الجمهورية- وهي القيم التي نشترك فيها مع كل أبناء المعمورة" · ومن هنا "يتبين الفرق بين الجهاد التحرري الوطني الذي له مشروعيته وأهدافه النبيلة وبين الجهاد الذي يروج له بعض الذين في قلوبهم مرض ممن لم يستوعبوا مبناه ولا معناه يريدون به الفساد في الأرض ونشر الترويع وتدمير الحضارة واستعداء الغير لإلصاق التهم الباطلة بتعاليم ديننا السمح الداعي إلى السلم والتآزر والتكافل والتآلف"، يوضح رئيس الدولة· وأعرب الرئيس بوتفليقة عن رجائه في أن تحظى مثل هذه الملتقيات لا سيما تلك التي تعالج قضايا الذاكرة الجماعية للأمة وإبراز قيمها ب"الموضوعية والمنهجية العلمية لاستنتاج حقائق بعيدة عن الشطط والارتجال وإطلاق الأحكام المستعجلة" · فمثل هذه القضايا "على قدر من الحساسية والخطورة بوصفها عملا تأسيسيا لمستقبل الأمة فبقدر ما نحن حريصون على إبراز مآثرنا وتخليد انجازاتنا الكبرى في المقاومة والتحرير وفي البناء والتشييد نحن كذلك حريصون على توخي الموضوعية في جميع مقارباتنا"، يقول رئيس الجمهورية· ف"هذا هوالأمر الذي حدا بنا إلى اتخاذ تدابير وإجراءات خلال السنة المنصرمة والعملية مستمرة في التكفل بطباعة ونشر أعداد هائلة من كتب التاريخ سعيا منا -يقول الرئيس بوتفليقة- إلى تشجيع حركة البحث والتنقيب والتأليف والنشر في مجال الثقافة التي نعتبرها نقطة محورية في رؤيتنا لمشروع التنمية الاجتماعية الشاملة" · كما أكد رئيس الجمهورية بالقول "يبقى رهاننا معقودا على شبابنا" بصفته "ذخيرة الأمة وحامل لوائها في صيرورة التواصل بين الأجيال والتكامل بينها لتحقيق التراكم الحضاري المحصن لوجودنا بكل مميزاتنا في مواجهة التحديات والرهانات المستقبلية" · وقد تم خلال افتتاح أشغال المؤتمر الثالث لمنظمة أبناء المجاهدين بالجزائر العاصمة تزكية السيد مبارك خالفة أمينا عاما للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين لعهدة جديدة· وقد جرت التزكية خلال افتتاح أشغال المؤتمر الثالث للمنظمة بحضور أزيد من 1000 مشارك من بينهم 700 مندوب يمثلون مختلف الولايات· وبهذه المناسبة أعلن ممثلو المؤتمرات الجهوية الأربع التي جرت في وقت سابق بولايات باتنة وأم البواقي والبليدة ومستغانم تزكيتهم للسيد خالفة بالإجماع· كما تم خلال أشغال هذا المؤتمر تنصيب 4 لجان وتتعلق بالقانون الأساسي والنظام الداخلي والشؤون الاجتماعية والتربية والتكوين إلى جانب لجنة البيان الختامي· وفي مداخلته دعا السيد مبارك خالفة أعضاء منظمته إلى "تعميق الحوار الفكري والروح النضالية بين أفراد المجتمع بما يخدم المصلحة العامة للبلاد" · وأكد على وجوب "توحيد صفوف أبناء المجاهدين أكثر من أي وقت مضى ليكونوا قدوة في التضحية وحب الوطن" · ولدى تطرقه إلى التحديات الكبرى والانشغالات الهامة المطروحة على الساحة الوطنية، أشار الأمين العام إلى أن منظمته "تؤمن بمستقبل أفضل وتدرك بأن ذلك يتحقق من خلال توحيد الجهود لتحقيق تنمية شاملة في البلاد" · وفي هذا الإطار ذكر السيد خالفة بكل الانجازات التي تحققت لحد الآن في مختلف الميادين بفضل برنامج الإنعاش الاقتصادي لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة لتحسين معيشة المواطن والارتقاء بالبلاد إلى مصف الدول المتقدمة·