تعتبر صناعة البرنوس ''النايلي'' من الصناعات الرائدة والمميزة في منطقة الجلفة، خاصة أن لهذه البرانس مكانة خاصة لدى أهل المنطقة والقطر الجزائري عامة نظرا لخصائصها العربية، ودفئها الساحر. الحرفي خيري عبد الحميد إسم بارز في هذه الصناعة التي قدم لها سنوات طوال من عمره تعدت 30 سنة، ومازال يبدع في تقديم أشكال مختلفة من البرانس والملابس التقليدية، ''المساء'' اِلتقت الحرفي ونقلت لكم تفاصيل عديدة عن هذه الحرفة. حول هذه الحرفة، يقول السيد خيري عبد الحميد ''لقد عرفت على مستوى القطر الجزائري بصناعة الملابس التقليدية والنسيجية، على غرار قشابية الوبر التي انطلقت في خياطتها منذ ,1985 العباية بمختلف أنواعها، وقد اشتهرت بصناعة البرنوس منذ 1970 إلى يومنا هذا، وقد شاركت في العديد من المعارض الوطنية ومثلت الصناعة التقليدية الجزائرية وخاصة في الشق المتعلق بالبرنوس الخاص بمنطقة مسعد الذي يعتبر من أغلى وأجود أنواع البرانس. وحول المواد الأولية المستعملة في صناعة البرنوس، يقول: ''هناك نوعان من البرانس التي تعرف بها المنطقة؛ وهما البرنوس الأبيض والبني وهو الأغلى والمعروف عالميا، أما فيما يخص الأبيض، فهو مصنوع من صوف النعجة وهو خفيف جدا ويلبسه العرسان في ليلة العمر، وسعره 26000 دج لا يزال الطلب عليه كبيرا خاصة في منطقة دكار دائرة عين الإبل ولاية الجلفة''. أما فيما يخص البرنوس البني، فهو فخر دائرة مسعد، فيتطلب وقت تحضيره 3 سنوات كاملة، تقوم خلالها السيدة بجمع الوبر بلون واحد، حيث يتم فصل شعرات الوبر، بحيث تنزع البيضاء، السوداء والصفراء وهذه الأخيرة هي المادة الأولية التي يحضر منها البرنوس الوبري، لتنطلق عملية التقرديش، ثم الغزل، ثم عملية السد، حيث تجلس 3 نساء أمام المنسج لمدة 10 أيام من الساعة السابعة صباحا إلى السابعة مساء، يقدم لهن الطعام هناك لتبدأ عملية تحضير النيرة أو'' قصة الروح'' أي يفتح المنسج لينطلق نسج البرنوس''. ويواصل محدثنا قائلا: ''هناك برانيس أخرى صوفها مختلط، وهي من الصوف الملون ووبر العراق الذي يأتي جاهزا للنسج، وهو أقل سعرا من برنوس المنطقة الذي يبلغ سعره 13 مليون، فهناك من يقول أنه غالي الثمن إلا أن المتتبع لعملية تحضيره يفهم سر السعر، علما أن دائرة مسعد لاتزال تحافظ على هذا الإرث الجزائري لحمايته من النسيان والضياع، كوننا نسعى لأن يكون داخل كل بيت برنوس، فهو رمز الأصالة.