أجواء احتفائية ضخمة تعيشها تونس هذه الأيام بمناسبة الذكرى ال 20 لتحول السابع من نوفمبر، حيث تزينت العاصمة التونسية ومختلف مناطق البلاد بالأعلام الوطنية والشعارات المساندة للرئيس زين العابدين بن علي إلى جانب إقامة أكثر من 3 آلاف تظاهرة ثقافية وفنية إحياءً لهذه المناسبة··· وتعكس هذه الأجواء الاحتفائية الخطوات الكبيرة التي قطعتها تونس في مجال إرساء دعائم التنمية في شتى المجالات، شهادة المواطنين التونسيين الذين أبدوا أملا كبيرا لمواصلة الجهود من أجل تحقيق نتائج أفضل، تنعكس على الواقع المعاش للمواطن التونسي· وهو ما حرص الرئيس زين العابدين بن علي، التأكيد عليه في الخطاب الذي ألقاه بهذه المناسبة في القاعة المتعددة الرياضات بالحي الأولمبي 7 نوفمبر بمنطقة رادس، حيث قدم تشخيصا للواقع السياسي والاقتصادي التونسي وكذاجملة القرارات التي سيتم تبنيها مستقبلا تحت شعار طموح وانجاز، لاسيما فيما يتعلق بالقطاع الفلاحي والثقافي وكذا في مجال ترقية المرأة التونسية والشباب إلى جانب إدخال تعديلات على القانون الانتخابي الساري العمل به حاليا· وخاطب الرئيس التونسي الحضور من المناضلين والشخصيات السياسية والإعلامية الذين أبوا إلاّ أن يكونوا في الموعد منذ الساعات الأولى من صباح أمس، بدعوتهم إلى التمسك برسالة شهداء التحرير وأجيال المصلحين والرواد والمقاومين بناة الاستقلال ومؤسسي الدولة الحديثة وفي مقدمتهم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة· وحيّا الرئيس زين العابدين بن علي، في هذا الصدد، الشعب التونسي لالتفافه حول رسالة التغيير وخياراته الوطنية والمشروع الحضاري الأصيل· واغتنم الرئيس التونسي هذه المناسبة لمنح "جائزة 7 نوفمبر للإبداع"، للشاعر العربي الفلسطيني الكبير محمود درويش بالنظر إلى إبداعه ونضاله ووفائه لقضية شعبه ولمبادئ العدل والحرية والعالم· وميز إلقاء خطاب الرئيس زين العابدين بن علي أجواء حارة من خلال الشعارات المساندة لسياسته وهتافات حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الذين دعوه إلى الترشح لعهدة جديدة سنة 2009· ويجمع المتتبعون للشأن التونسي على الخطوات الإيجابية التي قطعتها تونس من منطلق أنها استطاعت أن تؤسس لنفسها تجربة "سياسية متفردة"رغم الظروف المتقلبة وهو ما تبرزه المؤشرات الحالية من خلال تحقيق نسبة نمو فاقت 5 بالمائة سنويا· وكذا الإرتقاء بمستوى تنافسية اقتصادها الوطني إلى درجات متقدمة، حتى أن المنتدى الاقتصادي العالمي، بدافوس صنف تونس في تقريره الأخير في المرتبة ال 30 عالميا من حيث القدرة التنافسية الاقتصادية من بين 125 دولة سنة 2005، كما صنفها التقرير في المرتبة الأولى عربيا وإفريقيا في مجال القدرة التنافسية لأداء اقتصادها· أما على المستوى الاجتماعي فثمة نتائج يمكن لمسها ميدانيا من خلال تراجع نسبة الفقر إلى 3.9 بالمائة كما نجحت الآليات التي تم استحداثها مثل صندوق التضامن الوطني وصندوق التشغيل والبنك التونسي للتضامن في توفير حق العيش الكريم للجميع وتزامن كل ذلك مع الثورة التكنولوجية والاتصالية التي عرفها البلد من أجل مواكبة التحولات الراهنة مما جعلها تصنف في مجال امتلاك واستثمار تكنولوجيات الاتصال الأولى مغاربيا وإفريقيا والمرتبة 35 عالميا· *