كغيره من المخرجين الجزائريين المبدعين، استجاب المخرج إسماعيل يزيد للدعوة التي قدّمت له من طرف وزارتي الثقافة والمجاهدين بشأن إنتاج أفلام حربيّة تواكب الحدث الهام والمتمثّل في إحياء الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، حيث من المقرّر أن تشهد السّاحة الفنية والسينمائية في 2012 إنتاجا ضخما يخلّد الذكرى، وسيساهم إسماعيل يزيد بفيلم ''أرض وامرأة'' كتابة وإخراجا وإنتاجا... عن القصّة والمبادرة كانت لنا وقفة مطوّلة مع المخرج من خلال هذا الحوار. ''المساء'': تلقيتم كغيركم من المخرجين الدعوة لإنتاج فيلم حربي يرقى لمستوى الحدث أي نصف قرن من الاستقلال فهل أنتم مستعدون لهذه المهمّة؟ إسماعيل يزيد: العمل الذي سنساهم به موجود وحاضر لكن صراحة ما نتخوّف منه جميعا كمخرجين ومنتجين هو ضيق الوقت، فالدعوة أتتنا منذ 3 أشهر في حين أنّ التظاهرة كان قد أعلن عنها سيادة الرئيس منذ سنتين أو أكثر، فلو أنّ الوزارة المعنية استشارت المختصين في مجال الإنتاج السينمائي عن الإنتاج الحربي وقتها لأدركت أنّه يستغرق وقتا ولبدأنا في العمل لتوّه لنكون جاهزين لاستقبال الحدث بأحسن الأعمال وأجودها لكن للأسف التهاون والتماطل لم يكن قطعا في صالح التظاهرة، وهذا إلى جانب مشكل نقص الوسائل والتقنيين وغيرها. -هل بإمكانكم توضيح الصورة أكثر؟ * سأوضّح؛ على اللجنة المفوضة لانتقاء الأعمال اختيار أكثر من خمسين عملا، وأكيد أنّ إنجازها سينطلق جماعيّا ومع قلّة الإمكانات وندرة التقنيين من مديري التصوير ومهندسي الصوت الذين يعدّون على رؤوس الأصابع أتحدّث هنا عن الأكفاء والكفاءة لأنّها المطلوبة في مثل هذه الأعمال إلى جانب اختيار الممثلين وأحيانا البحث عنهم إن وجدوا، ومع قلّة الوقت لأنّ الفيلم الحربي يتطلّب مدّة لا تقل عن سنة والنصف ليكون جاهزا، هذا على الأقلّ و2012 على الأبواب، لنفترض بداية التصوير في فبراير والتصوير يستغرق على الأقل 4 أشهر والتركيب أيضا نفس المدّة، صدقيني مهمّتنا لن تكون قطعا سهلة، ففي مثل هذه الظروف سيكون هناك مراطون نتيجته الرداءة وهذا ما لا نريد الوقوع فيه لذا فلا بدّ من إعطائنا الوقت الكافي لإنجاز مثل هذا الإنتاج لجني الجودة لا الرداءة. - بالرغم من كل ما ذكرتموه ستشاركون في التظاهرة فمالذي دفعكم لاقتحام هذه التجربة في ظلّ ظروف عمل كهذه؟ * إنّها فرصة لا بدّ لأيّ مبدع استغلالها حتى في ظروف عمل كهذه، والمناسبة أيضا تستحقّ منا المبادرة، هي إحياء الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر أي ما يعادل نصف قرن من الحرية بعد عذاب وعبودية، ولكي لا ننسى علينا أن نخلّد الذكرى بأعمال ترقى لمستوى الحدث فحبّا للوطن واعترافا بالتضحيات الجسام لشهدائنا الأبرار الذين لازلنا نستمدّ منهم القوة سنتحدى الظروف ونعطي الأفضل بحول الله. - وماذا عن العمل المقترح؟أحداث القصّة أبطالها؟ أبعادها؟ * القصّة كتبتها منذ مدّة. عنوانها: ''أرض وامرأة'' هو سيناريو لفيلم مطوّل مدّته ساعة ونصف، أبطاله كلّ من: عبد النور شلّوش، حميد رمّاس، جدّو حسان إلى جانب الممثّلة القديرة بهيّة راشدي التي رشّحتها لدور الخالة زبيدة البطلة وهي امرأة مكفوفة، لا تبصر، مجاهدة، بداية الأحداث من 1940 تمتد إلى غاية 1962 الاستقلال، القصّة تركّز على كفاح امرأة زوجها خائن للوطن اضطرتها ظروف الحرب للبقاء معه لتستشفّ منه أسرار العدوّ ويدخل عنصر التشويق القصّة حتى نهايتها أي حين يكتشف أهل القرية أنّ المرأة التي أهانوها ووصفوها بالخائنة لكونها زوجة حركي هي في الحقيقة بطلة مسبّلة أنقذت الكثير منهم من موت محقّق بفضل نقلها تحرّكات العدوّ للمجاهدين. - كمخرج وفي رأيكم ما الذي يجعل الفيلم الحربي أكثر صعوبة في الإنجاز مقارنة بالأفلام الأخرى؟ * حقيقة الفيلم الحربي هو أصعب الأفلام إنجازا لأنّه يحتّم علينا الرجوع إلى الماضي بأحداثه وشخصياته وديكوره وهذا كلّه يتطلّب دعما ماديّا كبيرا وقدرات بشرية أيضا في المستوى، وصراحة افتقرنا منذ مدّة لتشجيع العمل الحربي ولدعم الفنّ السينمائي ماديّا وهذا ما جعل الإبداع في هذا المجال يتراجع لسنوات وربّما جاءت المناسبة لإعطائه دفعا جديدا وإظهار عظمة الثورة وصنّاعها من خلال أعمال كوكبة من المبدعين الذين سيتنافسون من أجل هذا الهدف. - فيلم أرض وامرأة سيناريو وإخراج وإنتاج إسماعيل يزيد، هذا يعني أنّ شركة إنتاجكم هي من ستقوم بإنجاز هذا العمل بمفردها أي دون اللّجوء لشركة أخرى متعاونة ؟ * أجل فلن نكون بحاجة لشركة أخرى والإنتاج سيكون جزائريا مائة بالمائة. - ماذا يمثّل الفنّ السّينمائي بالنسبة إليك كمخرج؟ * هو القوّة الثانية للدولة فبواسطته يرى العالم بلادنا ويكتشف تاريخها وجمالها، فالفن إجمالا بالنسبة لي رسالة وما أجمل أن تحمل هذه الرسالة في طيّاتها تعابير راقية تجسّد عظمة الجزائر وشموخها. -أمنية؟ * أتمنى أن نكون في مستوى الحدث وأن نعيد للسّينما مجدها بفضل هذه الأعمال التي تخلّد الثورة وصنّاعها، هذه الأفلام التي تجسّد حقائق لا زيف يعتريها عن شعب قال لا لحياة الذلّ والعبودية، شعب ناضل حتى نال الحريّة فصار بذلك رمزا للكفاح والتضحية.