كان الناخب الوطني رابح سعدان ضيف حصة ''هجوم معاكس''، التي تبث على أمواج إذاعة الجزائر الدولية، وقد تحدث عن عديد النقاط الهامة التي تخص مسيرته مع المنتخب وعن المنتخب الحالي، ورؤيته لمستقبل الكرة الجزائرية، كما أعطى بعض الحلول وتطرق للحديث حتى عن الكرة العربية، الإفريقية والعالمية. سبب تراجعنا يكمن في عدم وجود الاستمرارية ولدى تطرقه للحديث عن المنتخب الوطني الحالي، والذي تراجعت نتائجه بشكل كبير؛ أرجع الناخب الوطني ذلك إلى غياب التنسيق وعدم وجود استمرارية في العمل، فبعدما أوصل الطاقم التقني الأول للنجاح بعد ثلاث سنوات من العمل، لم يعرف الطاقم الفني الذي خلفه كيف يسير الفريق حسبه، معتبرا أن أصعب شيء هو البقاء في القمة. إنها مرحلة صعبة ولا أدري إن كنا سنصعد من جديد وقال سعدان إننا في الجزائر لم نأخذ الدروس من التجارب السابقة، وكررنا نفس الأخطاء، معتبرا أن أصعب فترة كانت ولازالت تلك التي تلت المونديال، ولم يبد سعدان واثقا من قدرة المنتخب على القيام من جديد والصعود لكأسي إفريقيا والعالم القادمتين، مؤكدا أن الأخطاء المرتكبة حطمت كل شيء، حيث كان من المفترض أن يواصل المنتخب الوطني الحضور في المحافل القارية والدولية ككأس العالم 2014 وكأسي إفريقيا 2012 و.2013 عقدي كان سينتهي بعد كأس العالم وأوضح سعدان أنه عندما تعاقد مع الفدرالية برئاسة حداج، كان عقده ينص على أن ينتهي بعد تصفيات كأسي إفريقيا والعالم في حال الفشل في التأهل، أو بعد المسابقتين في حال التأهل، مضيفا أن الصحفيين كانوا يسألونه عن وقت رحيله في فترة كأس العالم لكنه كان يجيب بأن عقده ينتهي بعد كأس العالم. لم يعرضوا علي التجديد، واستنجدوا بي لما بعد المونديال وأوضح سعدان أنه كان من المفروض أن يُعرض عليه التجديد بضعة أشهر قبل نهاية عقده سواء بعد التأهل للمونديال أو بعد كأس أمم إفريقيا، لكنه لم يحصل، مضيفا أنه فهم السيناريو واللعبة جيدا، خاصة بعد كثرة الحديث عن رحيله واستقالته رغم أن عقده كان سينتهي لا محالة، لكنه أضاف بأن المسؤولين استنجدوا به بعد المونديال لأنهم عرفوا أن الوقت لن يكون كافيا لجلب طاقم فني جديد، موضحا أنه لم يكن يريد المواصلة لأن عرض التجديد لم يأته ووضع في رأسه مخططات أخرى، بل ولم يكن جاهزا نفسيا.. غير أنه أبرز سبب قبوله بالقول إن الوقت لم يكن كافيا لإيجاد مدرب جديد، كما أنه لم يكن ليتخلى عن الخضر في وقت حساس ويتركهم دون مدرب حتى لا يتهرب من المسؤولية. مكسب المونديال ضاع بسبب المسؤولين وأخطائهم وأردف سعدان بالقول إن المنتخب تطور ووصل إلى المونديال وصار من بين الأقوى إفريقيا، لكن كل هذا ضاع بعد ذلك بسبب عدم التعلم من الأخطاء السابقة، وبسبب عدم الاستمرارية في العمل، قائلا إن المسؤولين هم من تسببوا بذلك، ووضع نفسه في خانة المسؤولين قائلا: ''لا أتحدث عن أي شخص بعينه؛ فحتى أنا مسؤول كذلك''. لست ساحرا وصلتني عدة عروض لكنني لن أعمل إلا بشروطي وبخصوص مستقبله المهني؛ أوضح بأنه تلقى عديد العروض خاصة الخارجية منها، غير أنه لا يريد العمل إلا بشروطه، وهي ليست شروطا مادية -حسبه-، بل شروط عمل ومن بينها توفر المناخ اللازم، والأجواء المساعدة على العمل، وامتلاكه لكل الصلاحيات، كما أنه يطالب بأن يكون المشروع على المدى المتوسط أو الطويل ويرفض العمل إن لم تتوفر هذه الشروط، حيث قال إنه ليس ساحرا ليأتي بالنجاح في وقت قصير. قضيت عمري في الكرة وأعرفها جيدا محليا وعالميا وأضاف سعدان بخصوص المرحلة القادمة من مسيرته؛ قائلا إنه يفضل العمل في الجزائر في فريق ما كمدير تقني أو كخبير، أو حتى في عمل آخر في الجزائر حتى يكون قريبا من العائلة، غير أنه لن يرفض العمل في الخارج، مجددا التأكيد على العمل وفق شروطه، مؤكدا أنه قادر على ايصال أي فريق للمستوى العالي إن توفرت الظروف الجيدة للعمل، مضيفا أنه يعرف الكرة جيدا سواء المحلية أو العالمية، مذكرا بتدريبه لفرق النخبة دائما. لا يمكن الحكم على حاليلوزيتش الآن وبخصوص الناخب الوطني الجديد وحيد حاليلوزيتش؛ اعتبر سعدان أن التقني البوسني يحتاج إلى بعض الوقت، مضيفا أنه لن يفهم الكرة الجزائرية ومحيطها إلا بعد 6 أشهر إلى غاية سنة كاملة، خاصة أنه في بلد جديد، وأوضح أنه لا يمكن الحكم على المنتخب تحت قيادته بعد هذه الفترة القصيرة، خاصة وأنه لازال لم يقم بغربلة التشكيلة بعد ولازال في أيامه الأولى. لدينا وسط ميدان جيد، دفاع قوي والهجوم يبقى المشكل الأكبر وبخصوص المنتخب؛ قال إنه يمتلك لاعبين ممتازين في وسط الميدان، خاصة المحترفين منهم في أوروبا وفي غير أوروبا، واعتبر قدوم فاغولي أمرا إيجابيا، خاصة وأنه يلعب بانتظام -مؤخرا- في بلنسيا، أما خط الدفاع فاعتبر الأسماء الموجودة فيه جيدة، لكن يبقى الخلل على الجهة اليمنى منه، في حين أنه اعتبر نقطة الضعف تكمن في الهجوم، وبخصوص الحلول؛ قال إنه يجب مواصلة الاعتماد على نفس الأسماء لأنها -رغم كل شيء- تبقى الأحسن في انتظار ظهور أسماء جديدة وشابة سواء من المحليين أو حتى من المنتخب الأولمبي. تواريخ الفيفا تعيق المنتخب وأوضح أن من بين أكبر المشاكل التي تعيق المنتخب أمام تطوير لعبه هجوميا، هي تواريخ ''فيفا'' التي لا تكفي لخلق الانسجام، مضيفا أن الحل الأفضل هو أن يكون المنتخب مشكلا من أغلبية محلية، غير أنه اعتبر المحليين الحاليين أقل مستوى من المحترفين، حيث ربط هذا الأمر بتطور الكرة المحلية، حتى تكون في نفس مستوى كرتنا في سنوات السبعينات والثمانينات أين كان المنتخب قويا ومتجانسا بفضل لاعبيه المحليين، خاتما كلامه بالتأكيد أن الموهبة موجودة في الجزائر غير أنه لا يوجد من يصقلها ويطورها. وفي النهاية؛ تحدث عن الكرة الإفريقية، ولدى تطرقه لتراجع مصر والجزائر في نفس الوقت بعدما تنافسا على بطاقة التأهل لمونديال ,2010 قال سعدان إن تراجع المصريين كان منتظرا، خاصة وأن الجيل اقترب من نهايته، لكنه أوضح أن ذلك الجيل صنع أفراح مصر وكان الأفضل في إفريقيا طيلة 10 سنوات وحتى على صعيد الأندية، ولهذا السبب فإن التراجع منتظر بعد كل هذه السيطرة، غير أن المنتخب الوطني عاد ليصعد من جديد إلى الأعلى لكن مستواه نزل من جديد بسرعة.