أعيد افتتاح جناح الفن الإسلامي في ''متحف الميتروبوليتان للفنون'' بمدينة نيويورك الأميركية، بعد تسعة أعوام من إغلاقه بسبب أعمال الصيانة والتحديث والتوسيع، وأعيد ترتيب أكبر مجموعة فنية إسلامية وأكثرها شهرة في العالم ضمن منظور يظهر مدى الترابط والتنوّع بين ثقافات البلدان العربية والإسلامية. وتضمّ المجموعة الفنية أكثر من 1200 عمل تغطي حقبا تاريخية تمتد على 13 قرنا، كما تشمل معظم بلدان العالمين العربي والإسلامي، من الشرق الأوسط إلى شمال إفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى وجنوب آسيا، وقال مدير المتحف توماس كامبل بمناسبة الافتتاح ''إنّ مهمّتنا كمتحف موسوعي هي تقديم فرصة نادرة لإظهار سمتي الفخامة والعمق اللتين يتميّز بهما الفن الإسلامي والثقافة الإسلامية في لحظة محورية من تاريخ العالم''. وأضاف ''إنّ هذه الأعمال الإسلامية لم تنشأ كتعبيرات فنية فردية، ولكنّها ساهمت بربط الأقاليم الجغرافية الشاسعة عبر قرون من التغير والتأثير الثقافي، وسوف يجد الزائرون للمتحف القاعات زاخرة بالأعمال الفنية التي تعكس تعدد التقاليد الإسلامية وتلاقح الأفكار والأساليب الفنية التي شكلت موروثنا الثقافي المشترك''. من ناحيتها، لفتت مديرة قسم الفن الإسلامي في المتحف الدكتورة شيلا كانبي إلى البراعة الفنية وتعدّد طرائق الاشتغال الفني التي تنظّمها الخبرة الرفيعة، بغض النظر عن التقنيات والمواد المستخدمة في إنتاج اللوحات والمنحوتات الخشبية والخزفية والمنسوجات المتعددة، ونبّهت إلى أنّ معظم الأعمال التي يضمّها المتحف ذات طبيعة دنيوية (أو وظيفية)، وهو ما يتيح تقييم تلك الأعمال بسهولة، سواء لناحية استخدامها المعتاد أو لناحية جمالها المذهل، وذلك بغض النظر عن خلفية الشخص الناظر إليها، وبالإضافة إلى النسخ القرآنية التي تعود إلى القرون الإسلامية الأولى والوسطى، يضم المتحف العديد من المخطوطات والزخرفات، منها صفحات من كتاب الشاهنامة (كتاب الملوك) الإيراني تعود إلى بديات القرن السادس عشر الميلادي. ومن المعروضات أيضا منمنمات زخرفية، من بينها لوحات تندرج ضمن ما يسمى ''ألبوم شاه جهان'' التي تم تجميعها لمعماريي ومهندسي ضريح تاج محل الهندي، وعناصر معمارية تتضمن محرابا من القرن الرابع عشر الميلادي. كما يضمّ المتحف قاعة استقبال دمشقية يعود تاريخ تشييدها وزخرفتها إلى العام 1707م وسجادة فارسية نادرة من القرن السادس عشر، تحمل إسم ''سجادة الإمبراطور''، إضافة إلى المئات من الأعمال الخزفية والمشغولات والمنحوتات وأعمال الخط العربي والمجوهرات والمخطوطات وسجاجيد ومطرزات وغيرها. وتعمل إدارة المتحف على إصدار دليل جديد للمجموعة الفنية الإسلامية يتضمن صورا لحوالي 300 قطعة فنية، إضافة إلى إصدار طبعة طبق الأصل عن كتاب ''شاهنامة''، كما سيتم للمرة الأولى جمع ونشر جميع صفحات الكتاب المزخرفة والبالغ عددها 258 صفحة، فضلا عن كتب أخرى منها ''أساتذة الرسم في الهند''، و''سلاطين الجنوب''، وسوف تصدر جميعها عن مطبوعات ''جامعة ييل'' الأميركية. يذكر أنّ الجناح الخاص بالفن الإسلامي في متحف الميتروبوليتان للفنون، كان قد افتتح للمرة الأولى في عام ,1975 حيث خصّصت 15 قاعة بمساحة 19 ألف قدم مربع (7,5 كم مربع) لعرض الأعمال الفنية الإسلامية التي يزيد عددها عن 11 ألفا ومائتي عمل، والتي جمعت عن طريق الهبات والشراء على مدى 140 عاما هي عمر المتحف.