يبقى الترقّب سيد الموقف في اليمن في انتظار تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي نصت عليها المبادرة الخليجية للشروع في مرحلة انتقالية تنتهي بنقل سلسل وسلمي للسلطة في ظرف ثلاثة أشهر. وبينما أكدت مصادر حكومية يمنية وأخرى غربية على صلة بملف الأزمة اليمنية أن الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة سيتم في ظرف اليومين المقبلين رهنت المعارضة مشاركتها في هذه الحكومة بتشكيل اللجنة العسكرية والأمنية التي نصت عليها المبادرة الخليجية لإنهاء كل مظاهر العنف في شوارع ومدن البلاد. ضوقال عبدو جندي نائب وزير الإعلام في حكومة صالح انه ''وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا فإن الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة سيتم في ظرف يوم أو يومين'' وهو الأمر الذي أكده ميشال سرفون ديرسو سفير الاتحاد الأوروبي في صنعاء. ووفق ما نصت عليه المبادرة الخليجية لتسوية الازمة اليمنية فإن حكومة رئيس الوزراء المعين محمود باسيندوة احد قادة المعارضة ستضم وزراء من المعارضة إضافة إلى وزراء من حزب الرئيس علي عبد الله صالح. ولكن المعارضة اليمنية رهنت أمس تشكيل هذه الحكومة بوقف أعمال العنف في مدينة تعز وتشكيل اللجنة العسكرية والأمنية المكلفة بمنع المظاهر المسلحة في البلاد. وقالت حورية مشهور المتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني المعارض ''أن تشكيل حكومة الوفاق الوطني مرهون بتوقف أعمال العنف في مدينة تعز (256 كم جنوب صنعاء) وتشكيل اللجنة العسكرية والأمنية حسب ما نصت عليه المبادرة الخليجية''. وتشهد تعز منذ أيام مواجهات غير مسبوقة بين مسلحين قبليين والقوات الحكومية خلفت سقوط ما لا يقل عن 35 قتيلا خلال اليومين الاخيرين وهو ما جعل المعارضة تحذر من أن استمرار أعمال العنف بهذه الوتيرة الخطيرة قد يؤدي إلى ''إجهاض'' المبادرة الخليجية. وأضافت مشهور أن ''المبادرة تضمنت تشكيل اللجنة العسكرية والأمنية في خامس يوم من دخول المبادرة حيّز التنفيذ قبل تشكيل حكومة الوفاق الوطني لأن من مهام هذه اللجنة إزالة الآليات العسكرية وإعادة الجنود إلى ثكناتهم ومنع المظاهر المسلحة وتحقيق الأمن والاستقرار''. واعتبرت مسؤولة المعارضة أن تشكيل حكومة الوفاق الوطني قبل تشكيل اللجنة العسكرية يعد مخالفا للآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية. وتنص الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية والتي وقعها حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن والمعارضة في 23 نوفمبر الماضي بالرياض السعودية على تشكيل لجنة عسكرية لإزالة المظاهر المسلحة والتحصينات العسكرية خلال خمسة أيام من بدء تنفيذ نص المبادرة. ووقع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح كذلك في نفس اليوم على المبادرة الخليجية التي كان طرحها مجلس التعاون الخليجي منذ اندلاع الازمة اليمنية بداية العام الجاري لكنها بقيت مجرد حبر على ورق بسبب رفض الرئيس صالح التوقيع عليها لعدة مرات على التوالي قبل ان يتراجع عن موقفه الشهر الماضي بتوقيعه عليها.