انتقل مدير الثقافة السابق بولاية قسنطينة الأديب والقاص مصطفى نطور، أمس، إلى رحمة الله وقد اشتغل صحفيا بالقسم الثقافي والأدبي لجريدة النصر رفقة صديقه الحميم محمد زتيلي المدير الحالي للثقافة بولاية ميلة واللذين أسسا في مطلع التسعينات أسبوعية »الجسور« المختصة في الشأن الأدبي. انتقل الثنائي بعدها إلى تأسيس أسبوعية »الشرق الجزائري« التي كان مقرها بقسنطينة وتصدر بشرق البلاد إلى غاية تعيين نطور على رأس المديرية التنفيذية للثقافة قبل أن يحال على التقاعد وقد حظي بزيارة مجاملة من طرف وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي خلال آخر زيارة لها لولاية قسنطينة الصيف الفارط. ونشر الفقيد الذي كان عضوا بارزا في اتحاد الكتاب الجزائريين خمسة كتب هي ''أحلام الجياد المفجوعة''، ''من فيض الرحلة''، ''لوجهها غوايات أخرى''، ''الثلج الآخر''، وآخر عمل له كان رواية ''عام الحبل'' التي حولت إلى مسرحية من طرف المخرج جمال مرير من إنتاج مسرح سكيكدة وقد عرض هذا العمل خلال الأيام المغاربية للمسرح المحترف بقسنطينة، كما كتب الفقيد مجموعة نصوص من الشعر الشعبي. ويعتبر الراحل مصطفى نطور من أبرز المدافعين على إعادة الاعتبار لموقع ''تيديس'' الأثري الذي كان مركزا متقدما للدفاع عن سيرتا القديمة العاصمة الشرقية لمملكة نوميديا، حيث كان مشرفا على المخطط الذي يرمي إلى حمايته وتثمين الموقع الأثري إلى جانب المدينة القديمة، وكان آخر تكريم للفقيد على هامش فعاليات الطبعة الرابعة لملتقى أوراق سكيكدة الأدبية. ولد الكاتب والصحفي مصطفى نطور في 18 ديسمبر 1950 بالقل (سكيكدة)، من أسرة مجاهدة، استشهد والده إبان ثورة التحرير الجزائرية سنة,1961 التحق في سنة 1963 بمدارس أشبال الثورة ثم تابع دراسته في مختلف المراحل التعليمية بقسنطينة، بعد عمله في مجال التربية والتعليم والصحافة عين على رأس مديرية الثقافة لولاية تيارت سنة 2003 ومدير الثقافة بولاية قسنطينة سنة 2007 ومحافظ المهرجان الوطني لموسيقى المالوف سنة ,2007 ومحافظ المهرجان الدولي للإنشاد سنة ,2009 كما حاز الفقيد على وسام الاستحقاق للدولة الجزائرية عام .1984 وقد شيعت جنازة الراحل زوال أمس في جو مهيب من مقر سكناه بحي بالصوف بقسنطينة نحو مثواه الأخير بمقبرة زواغي سليمان، بحضور جمع غفير من أهله ومعارفه وعلى رأسهم العائلة الثقافية والسلطات المدنية والعسكرية.