أكدت الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون، أمس، أن قانون المالية التكميلي لسنة 2009 وضع حدا نهائيا للاستغلال الأجنبي غير المشروع لخيرات وثروات البلاد، داعية الى صياغة المزيد من المكتسبات التشريعية الرامية الى حماية السيادة الوطنية والاقتصاد الوطنيين دون الاستعانة بالتدخل الاجنبي. وأوضحت السيدة حنون في التجمع الجهوي المنتظم بالعاصمة بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الحروب والاستغلال عبر العالم تحت شعار"20 مارس يوم دولي ضد الحروب والاستغلال" أن قانون المالية التكميلي يضاف الى النضالات التي بذلها الشعب الجزائري من أجل إرجاع السلم وإبراز دور الدولة في استعادة مختلف الادوات السلمية الديمقراطية وذلك دون التدخل الاجنبي في ذلك. كما أكدت أن السبب في عدم السماح لتدخل الاجانب في حل القضايا الوطنية المصيرية في الجزائر، لاسيما في فترة المأساة الوطنية التي عاشتها الجزائر وكلفت ما يقارب 20 مليار دولار، يعود الى اقتناع المسؤولين بأن التدخل في القضايا السيادية من شأنه تمزيق الوحدة الوطنية للبلاد وتقزيم السيادة، مع جعلها خاضعة دائما للقرارات الأجنبية فيما يخص القضايا المصيرية للوطن. وأكدت لويزة حنون أن هذا التجمع الجهوي، الذي حضره جل المناضلين السياسيين للحزب وحقوقيين عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع أعضاء عن منظمة الشباب من أجل الثورة الراعية لهذا الحدث، مخصص هذا العام لنصرة القضية الفلسطينية، كما يعد منبرا هاما للنضال من أجل سحب كافة القوات العسكرية الاجنبية عبر العالم. مؤكدة ان تنظيم هذا التجمع يوم 20 مارس يعود لكون هذا التاريخ يمثل ذكرى الحرب العدوانية الأمريكية على العراق الذي خلف دمارا وخرابا كبيرين، بالإضافة الى أزيد من مليون شهيد، مشيرة الى أن حزب العمال يضم صوته الى الأصوات العالمية المنادية بسحب القوات الأمريكية من البلاد، باعتبار أن هذه الأخيرة تستمر في تأزيم الوضع وإزهاق أرواح الأبرياء في ظل تواطؤ دولي مفضوح وهذا بتوظيف حجج واهية. كما دعت السيدة حنون الى ضرورة تدخل الأممالمتحدة ومجلس الأمن لإيقاف مسلسلات الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة ومخططات الاستيطان وتهويد القدس الشريف، بالإضافة الى السطو على أراضي الفلسطينيين وترحيلهم خارج الضفة والقطاع، موضحة أن حزب العمال مع كل صوت عبر العالم يناهض هذه الاشكال المنافية لكل المواثيق الدولية والانسانية. كما اعتبرت مسؤولة حزب العمال أن خيار المقاومة الذي تنتهجه مختلف الفصائل الفلسطينية يعد نمطا مشروعا للدفاع عن سيادة البلد وحماية مقدسات السيادة الوطنية. وتبقى الحروب والانتهاكات الغربية ضد الدول المغلوبة على أمرها بإفريقيا حسب حنون استنزافا من النظام الرأسمالي للثروات والخيرات التي تتمتع بها هذه الدول، حيث أشارت الى نسبة 80 بالمائة التي تستحوذها الولاياتالمتحدة من مختلف الانتاج العالمي مقابل تصديرها للمخدرات والنزاعات، لاسيما عبر الدول الافريقية. وفي هذا الاطار، أكدت السيدة حنون أن هذا التجمع الذي يضاف الى ثلاثة تجمعات أخرى عبر ولايات الوطن التي بادرت بها منظمة الشباب من أجل الثورة وحزب العمال، تدخل في إطار العمل على تعبئة دولية أمريكية، وأوربية وبالأخص في البلدان التي تشارك بقوات عسكرية الى عدة دول بحجة حفظ الأمن ومكافحة الارهاب، لإقناعها بوقف سياسة الهيمنة على الأمم والشعوب لنهب ثرواتها، كما يأتي هذا التجمع الجهوي نتاجا للمؤتمر الأول لمنظمة الشباب من أجل الثورة المقام يومي 4 و5 ديسمبر من السنة الماضية (2009)، حيث تم توجيه نداء للضيوف بمختلف البلدان من اجل إيقاظ الرأي العام فيها لنصرة قضايا الشعوب والأمم المقهورة. وبخصوص إلغاء عقوبة الاعدام، جددت الأمينة العامة لحزب العمال تمسكها بمبدإ إلغاء العقوبة، التي اعتبرتها لا تمت بصلة للشريعة الاسلامية، حيث قالت في هذا الصدد إن الدول المتحضرة لا يمكنها معالجة مشاكلها بالانتقام. كما نوهت بقوانين إصلاح العدالة المتبع في الجزائر التي تكرس اجراءات اصلاحية وإدماجية عوض اللجوء الى عقوبة الاعدام في حق المحكومين.