ما هو موقع الحركة الجمعوية من إصلاحات الرئيس؟ وأين وصل العمل التطوعي للجمعيات؟ وما هي طرق تفعيل الحركة الجمعوية والنهوض بها ضمن الأطر الديمقراطية، لاسيما وهذه الأخيرة تغرق اليوم في صراعات من أجل المناصب وصلت الأمور إلى حد العدالة، بعدما سَيَّسَتْ الأحزاب السياسية الجمعيات، تلك إشكالية سيجيب عنها مختصون في الحركة الجمعوية والمجتمع المدني.اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية ابتكار العلمية الثقافية لجامعة منتوري، اول امس السبت بالمركز الثقافي عبد الحميد باديس قسنطينة تضمن عدة محاور تدور في مجملها حول العلاقة التي تربط الحركة الجمعوية بالتنمية من منظور اقتصادي وصناعة الوعي، أمام ما تشهده الساحة من تدهور أخلاقي، اجتماعي، اقتصادي وحتى السياسي، ومختلف الآفات التي برزت بشكل مخيف إلى السطح (الاختلاس، الرشوة، تبييض الأموال...)، وهذه كلها تدخل ضمن الفساد المالي، فضلا عن انتشار المخدرات وتعاطي الكحول، وهذه الظواهر لا تزال تطرح إشكالا كونها تدخل في خانة الجرائم المنظمة، وهذا من اجل رفع درجة الوعي لدى الفرد والمجتمع ككل، وإعداد مفهوم العمل الجمعوي الذي يساهم في الفعل الإيجابي التنموي داخل المجتمع..حيث سيسلط المختصون الضوء على دور الحركة الجمعوية في التنمية المحلية ومشاركتها الفعالة في تحسين المحيط، وتندرج هذه التظاهرة العلمية في إطار تفعيل التنمية المحلية والوعي التام بشروطها ومتطلباتها وتحدياتها التي تعد أساس الانطلاق في مسيرتها، الهدف منه غرس روح العمل التطوعي وصياغة مشاريع تنموية من شانها أن تقضي على كل الظواهر السلبية التي أصبحت تشوه المحيط، وترقية روح المواطنة في الوسط الشباني، وربط التنمية بطموحات المواطن وفهم انشغالاته اليومية حتى يتسنى له تحسين ظروفه المعيشية، ولا يتحقق ذلك إلا بقيام الحركة الجمعوية بدورها المنوط بها في تمهيد الطريق ورسم ألأرضية للتحولات الكبرى التي تنتظرها الأجيال للخلاص من أغلال التخلف وترسيخ ثقافة الديمقراطية التي تقوم على حقوق وواجبات المواطنة. كما سيتطرقون إلى واقع الحركة الجمعوية في الجزائر والأثر الاجتماعي للعمل الجمعوي، لاسيما والحركة الجمعوية اليوم غارقة في المشاكل والصراعات، مثلما يحدث على مستوى الحركة الجمعوية بولاية قسنطينة التي وصلت الأمور بها إلى غاية بعد اتهام أطراف بتزوير الجمعية العامة الانتخابية لتنصيب المجلس، ومحاولة أطراف في الأحزاب السياسية تسييس الجمعيات وإقحامها في القضايا الحزبية لتغليب تيار حزبي على آخر عندما تم تأسيس المجلس الاستشاري البلدي للحركة الجمعوية، والذي هو عبارة عن هيئة ذات طابع استشاري لا تتمتع بالشخصية المعنوية أوالاستقلال المالي، خاصة وقد حظيت الحركة الجمعوية اهتمام خاص من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي طالما حرص على إعطائها عناية خاصة إلى جانب رموز المجتمع المدني وأعيان المدينة.