شغف منصور بوقنة بالطبخ التقليدي ورغبته في حماية هذا الموروث التقليدي من الاندثار، دفعه لتأسيس جمعية أذواق لفنون الطبخ التقليدي، لتكون أول جمعية بولاية باتنة تعنى بفنون الطبخ التقليدي، اِلتقته ''المساء'' مؤخرا بالصالون الوطني الأول للجمعيات الناشطة في مجال الصناعة التقليدية وحاورته في هذه الأسطر. - المساء: بداية، هل لك أن تقدم لنا بطاقة فنية حول الجمعية؟ * منصور بوقنة: تأسست جمعية فنون الطبخ التقليدي والعصري بتاريخ 17 نوفمبر ,2009 وتعد أول جمعية في ولاية باتنة في مجال فنون الطبخ التقليدي والعصري، تعنى بالتراث التقليدي في مجال الطبخ، ومن أهم أهدافها الحفاظ على الأطباق الشعبية. وتضم نخبة من المهتمين بمجال الطبخ الذين يعملون على تكوين الشباب. - ما هو الدافع وراء تكوين جمعية تعنى بفنون الطبخ التقليدي فقط؟ * في الحقيقة شغفي الكبير بالطبخ، لاسيما وأني أملك مطعما، جعلني أفكر مليا في التوسع أكثر في مجال الطبخ التقليدي تحديدا. ولأن الزبائن الذين يقبلون على المطعم يطلبون منا تقديم الأطباق التقليدية التي تشتهر بها ولاية باتنة، ما يوقعني في إحراج مع بعضهم عند عدم تمكني من تأمين الطلب، عندما يتعلق الأمر ببعض الأطباق التي لم نعد نسمع عنها. كل هذا جعلني أقرر تأسيس جمعية تهتم بالأكل التقليدي وتحافظ عليه. - إذن الحفاظ على الأكلات التقليدية كان الدافع وراء ميلاد جمعية أذواق لفنون الطبخ؟ * بالفعل... وهو ما جعلني أقوم ببحث حول الأكلات التقليدية في مختلف بلديات ودوائر ولاية باتنة، إذ أتنقل رفقة أعضاء الجمعية لبعض الأماكن الريفية التي لا تزال تولي أهمية للطبخ التقليدي. فنتذوق الأكلة، ونقوم بالاطلاع على كيفية إعدادها ونسجلها بمدونة بعدها نعتمدها بالجمعية، ونعلمها للشباب الراغب في تعلم فنون الطبخ التقليدي الذين يتوافدون علينا بكثرة رغبة في الانخراط بالجمعية والتعلم. فمنذ تأسيس الجمعية إلى غاية اليوم، عرفنا تسجيل أكثر من 1000منخرط، هذا دون الحديث عن إشراك المرأة الماكثة بالبيت، التي نعول عليها كثيرا في تعليم بعض فنون الطبخ التقليدي الذي توارثته عن الجدات. - ما هي أهم نتائج البحث الذي قمت به؟ * أسفر البحث حول الأكلات التقليدية عن تسجيلي لحوالي 2000 أكلة تقليدية، بعضها تجاوزها الزمن ونسيها الناس، وبصعوبة تمكنت رفقة العاملين معي إعادة إحيائها والتعريف بها للجمهور، والعمل أيضا على تعليمها، فلا يخفى عليكم أن أهم ما كان يميز الأكلات التقليدية أنها صحية وتعكس الموروث التقليدي للمنطقة، ولعل هذا ما حفزني على جمعها، وهو أيضا ربما السر وراء إقبال الناس على طلبها بالمطاعم، ولا أخفي عليكم أن بحثي في عالم الأكل التقليدي لم ينتهي بعد لأن لدي مشروع إعداد دليل يحتوي قائمة لكل الأطباق التقليدية التي تعرفها الولاية. - هل لك أن تعدد لنا بعض الأكلات التقليدية التي تعرف بها ولاية باتنة؟ * من بين أهم الأكلات التي تشتهر بها ولاية باتنة، ويحب زوار الولاية تذوقها، أذكر منها خفاف القمح، كسرة الشعير، المرمز، الكسكس المصنوع من دقيق البلوط، كسكسي الشعير، روينة المرمز، حساء الفرماس، المرثوخ الذي يصنع بالفول والطماطم والخليع ''الشحم المقدد ''.... وعلى العموم، البحث لا يزال جارٍيا من أجل الكشف عن أكلات اندثرت لنعيد إحيائها لأنها جزء من تقاليد المنطقة. - ما هي مشاريع الجمعية المستقبلية؟ * سطرنا كجمعية برنامجا ثريا نعمل عليه اليوم، إذ يعتمد أساسا على تكوين الشباب في مجال الطبخ التقليدي، ونسعى في الآفاق المستقبلية لتحقيق جملة من المشاريع، منها تنظيم تظاهرة وطنية حول الطبخ التقليدي بالجزائر، والعمل على إنجاز دليل يكون بمثابة بطاقة فنية عن الأكلات التقليدية بولاية باتنة، إلى جانب العمل على إعداد مجلة تعنى بالطبخ التقليدي. - كلمة أخيرة؟ * أحب الأكل التقليدي لأنه يمثل عراقة وتقاليد الجزائر، وأتمنى أن تدعمنا الجهات المعنية، لنتمكن من العمل مع الولايات المجاورة فيما يخص البحث في الأكل التقليدي، لنتمكن من إعداد دليل شامل حول الأكل التقليدي بالجزائر.