ووري جثمان الصحفي عبدو بن زيان الذي وافته المنية، أول أمس السبت، عن عمر يناهز ال67 سنة الثرى أمس الأحد بمقبرة سيدي يحيى بالجزائر العاصمة. وحضر مراسم الدفن أعضاء من الحكومة وشخصيات سياسية وممثلين عن وسائل الإعلام الوطنية وشخصيات ثقافية وعدد من أقارب وأفراد عائلة الفقيد. وقد توفي الراحل المعروف في الأوساط الإعلامية باسم عبدو- بي- على إثر سكتة قلبية. وبهذه المناسبة الأليمة، أشاد وزير الاتصال السيد ناصر مهل بمناقب المرحوم عبدو بن زيان الذي قال إنه ناضل طيلة حياته من ''أجل جزائر تعددية وديمقراطية. مضيفا في برقية تعزية لعائلة الفقيد أن المرحوم ''الصحافي الموهوب وشاحذ الهمم والمدافع عن القضايا العادلة ومحامي حرية التعبير لم يتخل أبدا عن موقفه الوطني ليسجل كفاحه اليومي في سياق جزائر تعددية وديمقراطية'' ليواصل مهل في برقيته ''لقد فقدت أسرة الصحافة أحد مؤسسيها الأوائل في شخص عبدو بن زيان الذي كرس حياته كلها للدفاع عن المهنة وعن قيمها الأساسية''. وأشار السيد مهل إلى أن المغفور له ''ترك ذكرى زميل وصديق وفي وأب حنون ومثالي''. مضيفا ''أمام هذا المصاب الجلل وبصبر كبير أمام قضاء الله وقدره يقول السيد مهل ''أنحني أمام ذكرى رجل مستقيم طبع ببصمته جيلين من الصحفيين الوطنيين منذ الاستقلال''. وبعد أن نوه بمزايا الفقيد الذي كان يتصف بروح ''الالتزام والنضال'' توجه الوزير بتعازيه الخالصة ومواساته لعائلة الفقيد وتضامنه معها. كما وجه من جهته المدير العام للإذاعة الوطنية، السيد توفيق خلادي، بتعازيه الخالصة إلى أهل المرحوم وأقاربه والأسرة الإعلامية. وأكد خلادي بهذه المناسبة الأليمة أن برحيل الرجل تكون الأسرة الإعلامية قد فقدت رجلا فذا وصرحا كبيرا في الممارسة الإعلامية ومرجعا نادرا في الاحترافية الصحفية ''غير أن عزاءنا - يضيف مدير الإذاعة الوطنية - في مسيرته المهنية الحافلة بالانجازات والمنارات التي ستبقى نبراسا لكل الأجيال التي تحترف مهنة الصحافة. ويعد عبدو بن زيان المولود في 12 أوت 1944 ببريكة ولاية باتنة من خريجي الدفعة الأولى للمدرسة الوطنية العليا للصحافة في الستينات. وبدأ خطواته الأولى في العمل الصحفي في مجلة ''الجيش'' ثم تدرج في اليوميات الوطنية وأصبحت مقالاته التي كانت موقعة باسم ''عبدو- ب'' متميزة. وشغل في الثمانينات منصب رئيس تحرير مجلة ''الشاشتان'' التي كانت الدورية الوحيدة على المستوى العربي التي تعنى بالمجال السمعي البصري والتي كانت تحمل مقالات وتحاليل لأسماء وأقلام معروفة ومتألقة. وتقلد المرحوم بن زيان منصب مدير عام للتلفزيون لفترتين ( 1990- 1991 و( 1993- 1994) كما تولى ملف السمعي البصري في محافظة تظاهرة سنة الجزائر بفرنسا سنة .2003 كما عمل الفقيد بن زيان في السنوات الأخيرة ككاتب عمود في جريدتي ''لا تربين'' وكذا ''لوكوتيديان دوران'' إضافة إلى إسهاماته الكثيرة والمختلفة في مختلف وسائل الإعلام الوطنية. وكان آخر عمل تولاه عبدو بن زيان مستشارا بالمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، كما كانت كتابات المرحوم وهو أب لثلاثة أطفال تتميز ب''بحرية القلم'' و''الجرأة'' و''التوازن'' و''الاحترافية'' حسب شهادات الكثير من الإعلاميين الذين رافقوه في مسيرته الصحفية الحافلة. (وا)