تحلّ عاصمة الحماديين بجاية ضيفة على عاصمة جرجرة، في إطار التبادل الثقافي بين الولايتين، وهي حاملة معها حقيبة مملوءة بالنشاطات الثقافية والفنية للتعريف بتراثها المادي وغير المادي، وكذا إتاحة الفرصة لجمهور تيزي وزو للاطلاع عن قرب على الزخم الثقافي الذي تحويه بجاية، وكذا عاداتها وتقاليدها. سطّر القائمون على تنظيم هذه التظاهرة الثقافية التي تحتضنها دار الثقافة ''مولود معمري'' بولاية تيزي وزو برنامجا ثريا، افتتح بفرقة ''اضبالن'' لاقمون التي أمتعت الجمهور القبائلي بأجمل نغماتها الموسيقية، متبوعا بتدشين معرض حول تراث بجاية العريق، من خلال عرض أدوات ووسائل تقليدية كانت العائلات البجاوية تعتمد عليها في حياتها اليومية، اللباس التقليدي، الفخار والحلي التقليدية التي تتزيّن بها المرأة البجاوية، مع عرض صور للمناطق الأثرية والسياحية التي تتميّز بها المنطقة، إضافة إلى عرض مختلف الفنون الجميلة التي يتفنّن سكان عاصمة الحماديين في صناعتها وممارستها منذ الأزل، وكذا التاريخ العريق والحافل ببطولات وانجازات هامة لرجال ونساء بجاية الذين صنعوا مجد الثورة والآداب والفن وغيرها من المجالات. وتتواصل التظاهرة التي تمتدّ إلى غاية 7 جانفي الجاري بعروض متنوّعة، منها حفلات فنية من توقيع فرقة شيخ بلحداد، حفيظ عمور وبوجمعة اقراو، إلى جانب الفنان قاسي بوسعد وخلفاوي وغيرهما، فضلا عن عروض مسرحية موجّهة للأطفال من تقديم فرقة ''أصدقاء الطفل'' والتي تحمل عنوان ''الكنز الحقيقي''، لتختتم التظاهرة بتنظيم خرجات سياحية لفائدة الضيوف لاكتشاف جمال مختلف المناطق الأثرية والسياحية الخلابة التي تتميّز بها عاصمة جرجرة. وللإشارة، فقد حلت عاصمة جرجرة الأسبوع الماضي ضيفة على عاصمة الحماديين، حيث عرّفت تيزي وزو بتراثها العريق لسكان بجاية ليحلّ دور هذه الأخيرة لتنقل للجمهور القبائلي عمق تراثها الغني من خلال النشاطات التي أتت بها والتي سيكتشف من خلالها سكان جرجرة جمال وعراقة الموروث الثقافي والتاريخي لبجاية-.