قرّر الفنان أمازيع كاتب، إعادة بعث فرقة ''قناوة ديفيزون'' بعد انقطاع دام خمس سنوات، سيكون بمثابة ميلاد ثان، حيث من المرتقب أن يحيي الفنّان مع زملائه في الفريق الأسطوري عددا من الحفلات بمناسبة مرور عشرين سنة على تأسيس المجموعة التي انطلقت سنة ,1992 والتي تتزامن مع خمسينية استقلال الجزائر. وأشار أمازيغ في تصريح إعلامي، إلى أنّ ''قناوة ديفيزون'' ستخرج قريباً بألبوم جديد لن تغفل كلماته ''الربيع العربي''، بالرغم من أنّه يبقى حذراً من مصطلح ''الربيع''، ويقول ''نحن أمام رغبة عارمة في التغيير وتكسير جدار الخوف، وغضب حقيقي دفع الناس إلى الخروج إلى الشارع، لكنّ المواجهات التي سميناها الربيع العربي لم تأت بتغيير راديكالي''. ويريد نجل صاحب ''نجمة'' أن تكون أغنيات الفرقة صوت حراك الشارع العربي، فالثورة - حسبه - لا توجد في التلفزيون، بل على الأنترنت، ويؤكّد ''هناك تلاعب إعلامي يريد إيهامنا بأنّها ثورات ناجحة، وبأنّ الديمقراطية تترسّخ، لكنّ ذلك مجرد تلاعب غربي.. الأمريكيون يمسكون الخيوط كعادتهم، ويضعون أناسهم في مواقع القيادة''. ''قناوة ديفيزون'' انطلقت تحت لواء ''القناوى'' لتجمع بين التراث المغاربي وموسيقى الروك والأمازيغية والشعبي، لكن المشروع الجديد يحاول فتح أبواب أخرى أمام الفرقة، ومع ذلك، ستحافظ الكلمات على حسّها السياسي النقدي، الذي جعل المجموعة على قائمة الفرق الثائرة مغاربياً. وبرّر كاتب قرار عودته إلى ''قناوة ديفيزيون'' بالقول ''بعد 15 عاما من العمل المشترك مع أعضاء الفرقة، شعرت بالحاجة إلى ترتيب أموري وإنجاز ما تخليت عنه في سبيلها، أقصد الحياة العائلية التي أهملتها كليا، لأني كنت متفرّغا 100 بالمائة للموسيقى، كما أحسست في مرحلة ما أنّني لم أعد قادرا على تسيير المجموعة''. ويعترف أمازيغ بأن العمل الجماعي بات في وقت ما ''حملا ثقيلا، وعائقا إبداعيا''. وأضاف ''الغريب أنني بعد الابتعاد شعرت بحاجة إلى العودة إلى الفرقة. وستكون كلمات المشروع الجديد بالعربية والإنكليزية والقبائلية، وستنتقد بعض المظاهر السلبية في التطوّرات التي يشهدها العالم العربي، وتعتزم الفرقة تنظيم جولة فنية بعد إصدار الألبوم الجديد لها، وذلك في بعض الدول المغاربية ومختلف مدن الجزائر من أجل الالتقاء بالشباب. وفي انتظار عودة ''قناوة ديفيزون'' سيقوم أمازيغ بجولات في عدد من العواصم، كما سيشتغل على كتاب والده ''الشاعر ملاكماً''، هذا إضافة إلى ألبوم ثانٍ يعمل عليه وسيصدر في أفريل المقبل. ويعتبر أمازيغ مؤسس فرقة ''قناوة ديفوزيون'' حرا وثائرا ولا يخضع لأحد، لأنه مثل أبيه كاتب ياسين، عبارة عن صرخة ترن فيها حساسية شخص جريح، فلا الشهرة ولا العراقيل منعت هذا الشاعر المعاصر من الالتحاق بجمهوره من خلال الحفلات العديدة التي ينشطها في الجزائر وفي بقية أرجاء العالم، ومن خلال حركات جسمه و''قنبره'' أظهر امازيغ كاتب الكلمات والمغني شخصيته المتمرّدة وغير المطابقة للمعايير، حيث خلط بين غناء الغناوي التقليدي والريغي والراب، وندّد في أغانيه من خلال نصوص لاذعة بعضها مستلهم من كتابات أبيه، بالظلم والمحسوبية وإحباط الشباب وبمكانة المرأة الحالية في المجتمع. وأضاف أمازيغ كاتب في وقت سابق، أنّ ''الفنان هو صدى زمنه وإذا كان يتحدّث بلغة مبهمة قد يبتعد عن دوره المتمثّل في كسر الصمت حول الواقع الذي يفضل البعض السكوت عنه''، وقال أنّه لا يستطيع بصفته فنانا ''قبول الصمت والمساهمة في تغذية الطابوهات''، في حين تتمثّل مهمته الثقافية في ''الاستفزاز وخلق جوّ من اللااستقرار لمباشرة تفكير حول مستقبل مشترك''. وأردف يقول في هذا الصدد، أنّ الأمر يستدعي توسيع فضاء الثقافة الحيوي ''كونها لها القدرة على المساهمة في شدّ المجتمع حول قيم نبيلة موجّهة نحو المنفعة العامة وأولويات الشعب. وغادر أمازيغ كاتب الذي يحضر قرصا مضغوطا سيصدر في جانفي 2012 فرقة ''قناوة ديفوزيون'' في ,2007 لخوض مشوار لوحده، متطرقا لأول مرة إلى كتابة أبيه كاتب ياسين المناضل المناهض للاستعمار والشخصية البارزة في الأدب المغاربي. وقال الموسيقي الذي هو من مواليد 1972 والذي يطلق عليه أصدقاؤه ''راس الكبش'' والمعروف ب ''تشي قيتارة''، أنه يواصل كفاح أبيه. مضيفا أنه هو كان في الأدب، ''وأنا في الروك اند رول'' وسأربي أبنائي في ظلّ هذه الثورة.