أكدت المصارعة الواعدة صونيا إصلاح مرة أخرى أحقية تواجدها في التشكيلة الوطنية، بعدما انتزعت عن جدارة واستحقاق لقب البطولة الوطنية لهذه الفئة أمام زميلتها أمينة تمار صاحبة لقب الموسم الماضي، وقالت بمناسبة اختتام الموعد الوطني، أن مهمتها الآن هي انتزاع الميدالية الذهبية في البطولة الإفريقية المقررة بمالي شهر مارس المقبل، التي تمنحها تأشيرة التأهل إلى أولمبياد لندن. وأوضحت ابنة تيزي نثلاثة في هذا الحوار، أنها لن تتوقف عن التدرب رغم ارتباطها بالدراسة وأنها ستبذل كل مجهوداتها لتشريف الجيدو الجزائري في المواعيد الرسمية المقبلة... - بداية، كيف كانت منازلتك أمام زميلتك في المنتخب الوطني أمينة تمار؟ * في الحقيقة كانت المنازلة النهائية شديدة التنافس لرغبة كل منا في المشاركة في البطولة الإفريقية المرتقبة مطلع شهر مارس القادم، والتي ستكون المحطة المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية المقبلة المقررة بلندن بين 27 جويلية و12 أوت القادمين، وعلاوة على ذلك، هذه المقابلة في نظري ثأرية لنهائي الطبعة الفارطة حيث توجت أمينة تمار باللقب... والحمد لله اليوم تمكنت من إثراء سجلي بتتويجات وطنية أخرى وساعدني على تحقيق ذلك الخرجات الدولية التي استفدت منها خلال الموسم المنقضي، إلى جانب الانضباط في التدريبات مع فريقي المجمع الرياضي النفطي. - المجمع الرياضي النفطي يؤكد من جديد هيمنته على البطولة الوطنية، بما أنك مصارعة في هذا النادي ما سر في ذلك؟ * في الحقيقة النتائج المحتصل عليها كانت جد منطقية بالنظر إلى البرنامج التدريبي المكثف الذي سطره الجهاز الفني للنادي منذ انطلاق الموسم الرياضي الجاري، وهذه التتويجات ما هي إلا ثمرة للمجهودات المبذولة طيلة المواسم الماضية، لكن الفوز بالألقاب لم يكن سهل المنال خصوصا بالنسبة لبعض الفئات، مثلما حدث في منازلة أقل من 52 كلغ سيدات ومنازلة أكثر من 100 كلغ رجال وغيرها، حيث خلق الخصوم مشاكل كبيرة لنا ومع ذلك استطعنا بفضل خبرتنا حسم الأمور في النهاية. - هل صحيح أن هذه الألقاب مرتبطة بالإمكانيات الكبيرة التي توفرها شركة سوناطراك خلافا للأندية الأخرى؟ * بالفعل، الإعانات المالية المقدمة لنا من قبل سوناطراك لعبت دورا فعالا وكبيرا في تحقيق هذه النتيجة، لكن السر الأول يكمن في كون المجمع الرياضي النفطي مسيطرا على البطولة، هو العمل القاعدي الذي تقوم به أسرة الجيدو في فريق مولودية الجزائر سابقا، هناك عمل كبير يقام مع الفئات الصغرى في التكوين، التأطير وغير ذلك للوصول إلى فريق أكابر قوي، ومستوى الفئات الصغرى في المجمع النفطي جيد، وهذا راجع إلى العمل القاعدي كما ذكرت، وعليه فالسر ليس الإمكانيات فقط وإنما في العمل القاعدي مع الفئات الشابة. - نعلم أن صونيا إصلاح هي المصارعة العربية والإفريقية الوحيدة التي نالت الميدالية البرونزية في مونديال أغادير ,2010 ما تعليقك على هذا الإنجاز؟ * بالفعل، فرحت كثيرا بانتزاعي الميدالية البرونزية التي تعد الوحيدة عربيا وإفريقيا في مونديال 2010 للأواسط، لفئة (+ 78 كلغ) ضمن منافسات الدورة 16 التي جرت بأغادير، وكان الجميع قد هنأني على هذا الإنجاز بعد نتيجتي المشرفة التي حفظت بها ماء الوجه للجيدو في هذا الحفل العالمي، ووصولي إلى المرتبة الثالثة لم أكن أتوقعه لكنني كنت متأكدة أن مستواي ليس بعيدا عن بقية المصارعات في وزني، فبعد إعفائي من الدور الأول تغلبت في الدور الموالي على الألمانية كلوديا بروبست قبل أن أنهزم أمام الصينية يان ياو الفائزة بالميدالية الفضية، وبعد استفادتي من الإنقاذ فزت على البوسنية لاريسا سيريك ثم على الأوكرانية إيرينا كاندزيرسكا بإقصاء هذه الأخيرة من طرف الحكام وصعدت بفضل هذا الفوز على منصة التتويج. - البطولة الإفريقية على الأبواب، هل بإمكانك كسب ورقة التأهل إلى أولمبياد لندن؟ *رغم المستوى العالي الذي ساد البطولة العالمية التي شاركت فيها لأول مرة في مشواري الرياضي، إلا أنني قطعت مشوارا جيدا بالحصول على المرتبة الثالثة... وأظن أنه وبفضل النتائج التي حققتها في البطولة الإفريقية زادت ثقتي في نفسي وأحسست أني قادرة على تقديم الأحسن، لا سيما وأنني حاليا أتمتع بلياقة بدنية عالية وأسعى الآن للحفاظ على نفس الوتيرة في الموعد الإفريقي الذي يعد أولى أولوياتي خلال الموسم الجاري. - نفهم من كلامك أنك تنوين الذهاب بعيدا في هذه المنافسة القارية؟ *الهدف الذي سطرته منذ بداية مشواري الرياضي هو التباري في موعد بحجم الألعاب الأولمبية، وها هي الفرصة اليوم أمامي لتحقيق الحلم، وهذا لن يكون إلا من خلال المثابرة والعمل، رغم احتمال ظهور بعض المشاكل، لأن التنافس كبير بين مصارعي الفرق الإفريقية إلا أنني متفائلة ومتأكدة من قدراتي. - هل التربصات المبرمجة من طرف الاتحادية كافية لتحقيق التأهل إلى الموعد الأولمبي؟ * في رأيي التحضيرات للبطولة الإفريقية كافية، لا سيما وأننا استفدنا من مركز دولي بسيدي فرج يتوفر على جميع شروط النجاح ونحن نحضر فيه بدون انقطاع تحت إشراف خبراء دوليين، إلى جانب تدريباتنا المشتركة مع مصارعين آخرين من إفريقيا والمغرب العربي، وكذا مشاركتنا في عدة دورات دولية رسمية آخرها الدورة العربية بالدوحة. - ماذا استفدت من هذه الخرجات الدولية؟ *المشاركة في الدورات الدولية كانت بالنسبة لي فرصة للوقوف على نقاط ضعفي وقوتي، إضافة إلى التعرف على مستواي أمام أقوى المصارعات والبطلات العالميات اللاتي حضرن هذه الدورات، كما أنها مناسبة لخوض العديد من المنازلات قصد التأقلم مع القوانين الجديدة التي وضعتها الهيئة الدولية للعبة خلال الموسم المنقضي. - بم تختمين هذا الحوار؟ *أود استغلال فرصة مشاركتي في البطولة الإفريقية بانتزاع ميدالية من المعدن النفيس التي تضمن لي ورقة الالتحاق بركب المتأهيلين إلى أولمبياد لندن.